المقالات

المرجعية الدينية ... تعدد ادوار ووحدة هدف


ابراهيم احمد الغانمي

في كل المراحل كانت المرجعية الدينية حاضرة وفاعلة ومؤثرة، وهي في احلك واصعب الظروف لم تنعزل ولم تركن ولم تساوم ولم تهادن ولم تتنازل عن اي مبدأ من المباديء او ثابت من الثوابت.منذ ثورة العشرين قبل تسعين عاما، وقبلها بأعوام قليلة ثورة النجف (1918)، وحتى الان فأنها لم تغب عن اي حدث يمس مصالح الناس ويتعلق بواقعهم ومستقبلهم، كانت على الدوام المدافع الحقيقي عن قيم الدين الاسلامي والمدافع عن كل ابناء المجتمع، بصرف النظر عن دياناتهم وقومياتهم ومذاهبهم المرجعية وقفت موقفا حازما وحكيما ضد الاستعمار البريطاني ابان ثورة العشرين، وبعدها الموقف من القانون الاساسي العراقي(الدستور) والانتخابات بعد اعلان الدولة العراقية الحديثة وتنصيب فيصل بن الحسين ملكا على العراق وبعدها الموقف من مجمل سياسات الحكومات العراقية المتعاقبة خلال العهد الملكي وخصوصا معاهدة بورتسموث بين العراق وبريطانيا وحلف بغداد، ومن ثم المواقف من سياسات الحكومات المتعاقبة خلال العهد الجمهوري، والتي وصلت الى حد التصادم المباشر بعد وصول حزب البعث العفلقي الى السلطة في عام 1968.وخلال تلك المسيرة الطويلة والحافلة بكل معاني وقيم الشحاعة والتضحية والاباء برزت وسطعت اسماء كثيرة منها المرجع الديني السيد محمد سعيد الحبوبي، والمجدد الشيرازي، ومحمد مهدي الخالصي، والامام محسن الحكيم، والسيد ابو الحسن الاصفهاني، والشيخ كاشف الغطاء، والشهيد السيد محمد باقر الصدر، والسيد ابو القاسم الخوئي، والسيد يوسف الحكيم، والسيد عبد الاعلى السبزواري، والامام الخميني ، والشهيد السيد محمد محمد صادق الصدر، والشهيد السيد محمد باقر الحكيم، والسيد علي السيستاني (دام ظله) والسيد محمد سعيد الحكيم واخرين غيرهم.ولاشك ان السيد السيستاني واجه خلال تصديه للزعامة الدينية وحتى هذه اللحظة تحديات كبرى، وقد تعامل معها بأقصى مقدار من الحكمة ورجاحة العقل، وكان له الفضل الاكبر ومازال في حقن الكثير من الدماء وصيانة الكثير من الارواح ودرأ الفتن وتجنيب البلاد كوارث كبرى.ملايين الناس يقولون ويرددون بأستمرار انه لولا المرجعية الدينية لما بقي الاسلام عزيزا، وان ادوار مراجع الدين العظام تشبه ادوار ائمة اهل البيت عليه السلام، فهي متعددة ومتنوعة بحسب الاحوال والظروف وبحسب ماتمليه مصالح الامة الاسلامية، ولكنها جميعها تصب في هدف واحد، اي ان هناك كما قال الشهيد محمد باقر الصدر تعدد في الادوار ووحدة في الهدف.ومااحوجنا اليوم الى حكمة المرجعية ونصحها وتوجيهها لكي نتجاوز الواقع السيء الذي نواجهه سياسيا واجتماعيا وقيميا، وتمسكنا بها يوصلنا الى بر الامان وابتعادنا وتخلينا عنها سوف ينتهي بنا الى اسوأ النتائج.

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
التعليقات
طاهر باقر : انا استغرب لماذا لابد ان يقدم شاب عراقي على الانتحار من اجل مسألة تافهة مثل هذه القضية ...
الموضوع :
انتحار طالب بعد عودته من الامتحان في واسط
باقر : والنعم من النواصب الدواعش والجولاني ..... والنعم من اتباع الصحابة ...
الموضوع :
الاردن يطرد عدد من اطفال غزة المصابين وعوائلهم بحجة ان الاردن مفلس
علي : السلام عليكم ورحمة الله وبركاته نتمنى من أدارة المطار أن تسمح بدخول السيارات لأستقبال المسافر لأن نحن ...
الموضوع :
وزارة النقل تعلن قرب افتتاح ساحة النقل الخاص بمطار بغداد الدولي
الحسين بن علي : الحفيد للجد السعيد ياجد عُد فكلنا اشتقنا لرؤياك وضحكة محياك ياعذب الماء ...
الموضوع :
صورة لاسد المقاومة الاسلامية سماحة السيد حسن نصر الله مع حفيده الرضيع تثير مواقع التواصل
باقر : انت غلطان وتسوق الاوهام.... حثالات الأرض هم أهالي تكريت والانبار وديالى والموصل.... ...
الموضوع :
حماقة البعث والوجه الآخر لتكريت.
ضياء عبد الرضا طاهر : حبيبي ھذا الارھابي محمد الجولاني ھو مثل جورج دبليوا بوش الصغير وترامب صعد وصار رئيس واستقبال حافل ...
الموضوع :
صورة للارهابي ابو محمد الجولاني عندما كان معتقلا في سجن بوكا عام 2005
----خلف ناصر عبد الله : اتمنى لكم التوفيق والسداد بحوث روعه غيتها اعلاء اعلام دين الله سبحانه:؟ ...
الموضوع :
تفسير "هذا صراطُ عليٍّ مستقيم" (الحجر: 41)
منير حجازي : العلاقات التي تربط البرزانيين بالكيان الصهيونية علاقات قديمة يطمح الاكراد من خلالها أن يساعدهم اليهود على إنشاء ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يُحرك شكوى ضد ممثل حكومة كردستان في المانيا دلشاد بارزاني بعد مشاركته احتفال في سفارة الكيان الصهيوني
منير حجازي : الاخت الفاضلة حياكم الله نقلتي قول (أنطوان بارا) في كتابه الحسين في الفكر المسيحي وهو يعقد مقارنة ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
ولي : بعد سنوات اليوم يقبل ابناء عنيفص منفذ المقابر الجماعية بحق الانتفاضة الشعبانية ١٩٩١ في الكلية العسكرية بينما ...
الموضوع :
محكمة جنايات بابل تحكم باعدام الارهابي رائد عنيفص العلواني قاتل 26 مواطنا ودفنهم في حديقة داره ببابل
فيسبوك