المقالات

الا من ناصر ينصرنا ؟؟؟


منى محمد زيارة /اعلامية

قد يتفاجأ البعض من عنوان هذه المقالة ويسرح ذهنه ويمرح حول اي موضوع نريد ان ننُصر ... هل نريده ان ينُصرنا من اجل الحصول على عمل في بلد اصبحت البطالة تشكل نسبة كبيرة منه ،ام نريده ان ينصُرنا من اجل دفع تكاليف علاجنا خارج العراق في بلد اُفرغ من كفاءاته العلمية التي اثبتت جدارتها في دول الاغتراب ،ام نريد من ينصُرنا من اجل رفع الظلم عنا من قبل احد المسؤولين المتنفذين في الحكومة والذي لايهمه سوى جمع المال الحرام وفي حال كشفه يعمد الى معرفة من يقف وراء فضائحه المالية والاخلاقية ليقتص منه (وطبعاً على طريقته الخاصة).

بالتأكيد نحن بحاجة الى العمل والعلاج ورفع الظلم ، لكن المتتبع للحملة الكبيرة التي تشن ضد الاسلام والمسلمين والقوانين التي تسن وتشّرع في بعض الدول الاوربية والغربية ،سيعرف اننا نواجه ماهو اخطر من كل ما ذكر انفاً وسيبحث معنا بالتأكيد عن ناصر ينصرنا وسيكتشف ان الشعوب هي فقط من تنُصر لا الحكومات .

فقد بدأت الكثير من الدول الغربية بأتخاذ قرارات ضد الاسلام وسط صمت حكومي عربي واسلامي كبير ولانعرف الى متى يبقى هذا الصمت مطبقاً ،هل لان شعوبنا الاسلامية والعربية ليس لها تأثير في قرارات دولها وتشريعاتها ،فالقرارات التي تتخذها هذه الحكومات لن تتغير ان تظاهرت شعوبها ام لم تتظاهر ،ان قامت بأعتصام ام لم تقم،ان هددت بالعصيان المدني ام لم تهدد ،فكل هذا عند حكوماتنا لايقدم شيء ولايؤخر مهما كانت القرارات التي تتخذها ظالمة ومجحفة بحق الشعوب لانهم لايكترثون برأي شعوبهم ولابمصالحهم .

لكن اليوم لابد ان يتغير هذا الشيء ،فبعد قرارات منع الحجاب والنقاب ظهرت على شاشات التلفزيون والمواقع الالكترونية نساء مسيحيات من بلدان اوربية واسيوية مختلفة وهن يرتدين الحجاب تضامناً مع المسلمات في الغرب ،ولأيمانهن بحرية التدين والعقيدة ،كما انهن لم يرين هذا الاضطهاد ضد دينهن في الدول الاسلامية ،لذلك تظاهرن ووقفن ضد ماتتعرض له النساء المسلمات في دولهن ،كما انهن يعرفن ان هذه التظاهرات في حال استمرارها سيحسب لها الف حساب، وقد تتم مناقشة مطالبهن من قبل هذه الحكومات .

اعتقد ان هذه خطوة لها معان كثيرة وكبيرة نتمنى لو فهمتها دولنا بدلاً من السعي وراء مصالح شخصية ليس لها أول من أخر ،بعيدة كل البعد عن شعوبها وهمومه ومشاكله ودينه .

نطلب من شعوبنا اولاً ان تكون شريكة في اتخاذ القرارات بل لها اليد الطولى في كل مايتعلق بمصيرها ومصير الاجيال اللاحقة لانهم مصدر قوة الشعوب وأكسير ديمومتها ،علينا كشعوب يـُراد لها النهوض من جديد لتطبيق الديمقراطية التي طالما نادوا بها ،ولقطف ثمار ما عانوا من أجله ،ان نــلّم بالاساليب التي يمكن اتخاذها لاجبار حكوماتنا للتحرك السريع مثل التظاهر لا لاجل الخروج والتحدث فيما بيننا حول امور بعيدة عن السبب الذي تظاهرنا من اجله ،تظاهرات تكون مؤثرة فيها تتضمن مطالب شعبية وتحديد سقف زمني لتنفيذها حتى تؤخذ بنظر الاعتبار وحتى لايكون حبر على ورق يضاف الى الاف الاوراق التي رصت على الرفوف .

ختاماً اقول بعد ان نصرتنا نساء مسيحيات ومن اديان مختلفة هل تنصرنا حكوماتنا الاسلامية والعربية من ما لحق بنا وما سيـــلحق في حال اصبح الصــــمت رفـــيقاً ملازماً لنا .

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
التعليقات
طاهر باقر : انا استغرب لماذا لابد ان يقدم شاب عراقي على الانتحار من اجل مسألة تافهة مثل هذه القضية ...
الموضوع :
انتحار طالب بعد عودته من الامتحان في واسط
باقر : والنعم من النواصب الدواعش والجولاني ..... والنعم من اتباع الصحابة ...
الموضوع :
الاردن يطرد عدد من اطفال غزة المصابين وعوائلهم بحجة ان الاردن مفلس
علي : السلام عليكم ورحمة الله وبركاته نتمنى من أدارة المطار أن تسمح بدخول السيارات لأستقبال المسافر لأن نحن ...
الموضوع :
وزارة النقل تعلن قرب افتتاح ساحة النقل الخاص بمطار بغداد الدولي
الحسين بن علي : الحفيد للجد السعيد ياجد عُد فكلنا اشتقنا لرؤياك وضحكة محياك ياعذب الماء ...
الموضوع :
صورة لاسد المقاومة الاسلامية سماحة السيد حسن نصر الله مع حفيده الرضيع تثير مواقع التواصل
باقر : انت غلطان وتسوق الاوهام.... حثالات الأرض هم أهالي تكريت والانبار وديالى والموصل.... ...
الموضوع :
حماقة البعث والوجه الآخر لتكريت.
ضياء عبد الرضا طاهر : حبيبي ھذا الارھابي محمد الجولاني ھو مثل جورج دبليوا بوش الصغير وترامب صعد وصار رئيس واستقبال حافل ...
الموضوع :
صورة للارهابي ابو محمد الجولاني عندما كان معتقلا في سجن بوكا عام 2005
----خلف ناصر عبد الله : اتمنى لكم التوفيق والسداد بحوث روعه غيتها اعلاء اعلام دين الله سبحانه:؟ ...
الموضوع :
تفسير "هذا صراطُ عليٍّ مستقيم" (الحجر: 41)
منير حجازي : العلاقات التي تربط البرزانيين بالكيان الصهيونية علاقات قديمة يطمح الاكراد من خلالها أن يساعدهم اليهود على إنشاء ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يُحرك شكوى ضد ممثل حكومة كردستان في المانيا دلشاد بارزاني بعد مشاركته احتفال في سفارة الكيان الصهيوني
منير حجازي : الاخت الفاضلة حياكم الله نقلتي قول (أنطوان بارا) في كتابه الحسين في الفكر المسيحي وهو يعقد مقارنة ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
ولي : بعد سنوات اليوم يقبل ابناء عنيفص منفذ المقابر الجماعية بحق الانتفاضة الشعبانية ١٩٩١ في الكلية العسكرية بينما ...
الموضوع :
محكمة جنايات بابل تحكم باعدام الارهابي رائد عنيفص العلواني قاتل 26 مواطنا ودفنهم في حديقة داره ببابل
فيسبوك