المقالات

المرجعية الدينية ... دورٌ مميز


سعد البصري

مما لا شك فيه ان المرجعية الدينية في النجف الاشرف وعبر تاريخها الطويل الممتد منذ تأسيسها على يد شيخ الطائفة الشيخ الطوسي (رضي الله عنه ) وليومنا هذا تحضى بموقع الصدارة في كافة الاحداث التي مرت على العراق من شماله الى جنوبه .. فكان للآراء والفتاوى والبيانات التي تصدر من مكاتب المراجع رحم الله الماضين وحفظ الباقين تعتبر صمام امان في حلحلة ووضع النقاط على الحروف بالنسبة لما يحدث من ازمات في العراق فالمشوار الطويل للمرجعية الدينية جعل منها علامة فارقة في تاريخ العراق وذلك لدورها المميز الذي يشهد له بسداد الرأي وبعد النظر القاصي والداني والغريب والقريب. فلو تتبعنا ما قامت به المرجعيات الدينية من مواقف تدل على حرصها على مصلحة الاسلام والمسلمين في العراق فإننا نقف عاجزين عن مقدار ما قدمته تلك المرجعيات ابتداءً من ثورة العشرين عام 1920 التي اثبتت بها المرجعيات الدينية انها تقف بالخط الاول مع الجماهير في سبيل تحقيق مصلحة البلد العليا واخراج المحتل ثم ما كان من موقف المرجعية إزاء المد الشيوعي الذي انتشر في العراق والدور الكبير الذي قام به السيد محسن الحكيم ( قدس سره ) في الحد من هذا المد الذي راح ينتشر كالنار في الهشيم في ذلك الوقت . ثم ما كان من دور لتلك المرجعية اثناء ازمة الحكومة العراقية الظالمة مع الشعب الكردي حيث كان للفتوى التي اصدرها السيد محسن الحكيم في تحريم قتال الاكراد الاثر الكبير في نفوس الشعب العراقي ممن يرفض إعانة الظالم وكذلك كان لها وقعها المؤثر عند القومية الكردية والشعب الكردي ولا يفوتنا ان نذكر ما كان من دور بارز وكبير للمرجعيات في النجف اثناء الحرب العراقية الايرانية تلك المواقف التي اذهلت النظام البائد بسبب ما يتمتع به المراجع من حنكة وحكمة في مسايرة الامور لحفظ دماء المسلمين وما احداث الانتفاضة الشعبانية المباركة عام 1991 الا دليلا واضحا وجليا على مدى النظرة الثاقبة للمرجعية التي كانت متمثلة بالسيد ابو القاسم الموسوي الخوئي ( قدس سره ) والذي حاول نظام البعث ان يجعل من هذه الشخصية طريقا للوصول الى مآربه فما كان من تلك العقلية الجبارة الا ان وضعت الامور في نصابها الصحيح واستطاعت ان تعبر بالعراقيين الى بر الامان .. واخيرا وليس اخرا فبعد احداث نيسان 2003 وسقوط الصنم البعثي صار للمرجعيات الدينية وعلى راسها سماحة السيد علي الحسيني السيستاني ( دامت بركاته ) ادوارا بارزة في حفظ دماء الشعب العراقي واخراجه من اغلب الازمات التي عصفت به خلال السبع سنوات الماضية ، وهذا امر طبيعي باعتبار المرجعية الدينية هي صمام الامان في العراق وبكل اطيافه وقومياته وهي ( اي المرجعية ) لا تفرق بين عربي وكردي ومسيحي وتركماني فالكل في نظر المراجع عراقيون . لابد ان ينعموا بعراق امن وخال ٍ من الازمات .

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
التعليقات
طاهر باقر : انا استغرب لماذا لابد ان يقدم شاب عراقي على الانتحار من اجل مسألة تافهة مثل هذه القضية ...
الموضوع :
انتحار طالب بعد عودته من الامتحان في واسط
باقر : والنعم من النواصب الدواعش والجولاني ..... والنعم من اتباع الصحابة ...
الموضوع :
الاردن يطرد عدد من اطفال غزة المصابين وعوائلهم بحجة ان الاردن مفلس
علي : السلام عليكم ورحمة الله وبركاته نتمنى من أدارة المطار أن تسمح بدخول السيارات لأستقبال المسافر لأن نحن ...
الموضوع :
وزارة النقل تعلن قرب افتتاح ساحة النقل الخاص بمطار بغداد الدولي
الحسين بن علي : الحفيد للجد السعيد ياجد عُد فكلنا اشتقنا لرؤياك وضحكة محياك ياعذب الماء ...
الموضوع :
صورة لاسد المقاومة الاسلامية سماحة السيد حسن نصر الله مع حفيده الرضيع تثير مواقع التواصل
باقر : انت غلطان وتسوق الاوهام.... حثالات الأرض هم أهالي تكريت والانبار وديالى والموصل.... ...
الموضوع :
حماقة البعث والوجه الآخر لتكريت.
ضياء عبد الرضا طاهر : حبيبي ھذا الارھابي محمد الجولاني ھو مثل جورج دبليوا بوش الصغير وترامب صعد وصار رئيس واستقبال حافل ...
الموضوع :
صورة للارهابي ابو محمد الجولاني عندما كان معتقلا في سجن بوكا عام 2005
----خلف ناصر عبد الله : اتمنى لكم التوفيق والسداد بحوث روعه غيتها اعلاء اعلام دين الله سبحانه:؟ ...
الموضوع :
تفسير "هذا صراطُ عليٍّ مستقيم" (الحجر: 41)
منير حجازي : العلاقات التي تربط البرزانيين بالكيان الصهيونية علاقات قديمة يطمح الاكراد من خلالها أن يساعدهم اليهود على إنشاء ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يُحرك شكوى ضد ممثل حكومة كردستان في المانيا دلشاد بارزاني بعد مشاركته احتفال في سفارة الكيان الصهيوني
منير حجازي : الاخت الفاضلة حياكم الله نقلتي قول (أنطوان بارا) في كتابه الحسين في الفكر المسيحي وهو يعقد مقارنة ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
ولي : بعد سنوات اليوم يقبل ابناء عنيفص منفذ المقابر الجماعية بحق الانتفاضة الشعبانية ١٩٩١ في الكلية العسكرية بينما ...
الموضوع :
محكمة جنايات بابل تحكم باعدام الارهابي رائد عنيفص العلواني قاتل 26 مواطنا ودفنهم في حديقة داره ببابل
فيسبوك