المقالات

ارهاب المياه ... استدعاء للثقافة الاموية


محمد الحيدري

ارهاب المياه نوع من الارهاب الذي لايقل خسة وفتكا عن ارهاب المفخخات والاحزمة الناسفة ان كان على مستوى استهداف الانسان وزرعه وضرعه او محاولة تركيعه واخضاعه .هذا النوع من الارهاب ليس بجديد بل له خلفياته التاريخية وجذوره القديمة التي انطلق منها وانبثق عنها وتحديدا في معركة الطف التي استخدم فيها بني اميه هذا الارهاب في محاوله لتركيع سيد الشهداء الامام الحسين (عليه السلام ) الذي ضرب اروع امثولة في الاباء والصمود ولم يعط بيده اعطاء الذليل رغم ما لاقاه واصحابه الابرار من حصار وتعطيش وصل الى ان تلتصق السن الاطفال بحلوقهم البريئة ومنهم طفله الرضيع فخرج يطلب له جرعه من الماء فسقوه بالنبل .واليوم ثمة دلالات تؤشر على استدعاء هذا الارهاب واستخدامه كورقة ضغط على العراقيين , ان كان بقصد او غير قصد , عبر المشروع الذي اعلنته سورية الذي اطلق عليه مشروع الحسكة وبمعونة شركة كويتية و يتضمن سحب حصة كبيرة من مياه نهر دجلة لري أراضي سورية تصل مساحتها الى 200 ألف هكتار في شمال شرق سورية مما يخفض مستوى كميات المياه التي تصل الى العراق .ان خطورة هذا المشروع الذي يتعارض مع القوانيين والاتقفاقيات التي تنظم حصص المياه بين دول المنبع ودول المصب , يكمن في تداعياته على مجمل الاوضاع الاقتصادية والخدمية حيث يؤكد الخبراء بان تنفيذ هذا المشروع سيؤثر سلباً على قطاع الكهرباء والزراعة وسينعكس سلباً على الوضع الاقتصادي في العراق الذي يعاني اصلا من شحة المياه وسيزيد من انخفاض مناسيب نهري دجلة والفرات واتساع المساحات المتصحرة وحتى له انعكاساته على الوضع الصحي اذا كلما انخفضت مناسيب الانهر ارتفعت نسبة التلوث المائي .ان هذا الارهاب الجديد يستهدف تعطيش الارض العراقية ومن ثم الانسان العراقي وضرب اقتصاد بلدنا في الصميم , وهذا النوع من الارهاب اكثر خطورة واشد فتكا وضررا من الارهاب الدموي لما ينطوي على ابعاد ستراتيجية وشمولية في الايذاء اذ سيطال مختلف القطاعت الخدمية التي تعاني من مشاكل .وفي ظل هذا نذر هذا المشروع التدميري ينبغي ان تتحرك الحكومة العراقية بقوة دوليا وسياسيا لاحباط هذا المشروع والتعاطي معه كنوع من الارهاب الدولي كما ينبغي للاعلام ان يسلط الاضواء على ابعاد وتداعيات المشروع وابراز حجم اضراراه لصناعة راي عام ضاغط تجاهه بعيدا عن المساومات والمجاملات التي لم تعد تجن نفعا مع اصرارا اشقائنا على ايذائنا .

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
التعليقات
طاهر باقر : انا استغرب لماذا لابد ان يقدم شاب عراقي على الانتحار من اجل مسألة تافهة مثل هذه القضية ...
الموضوع :
انتحار طالب بعد عودته من الامتحان في واسط
باقر : والنعم من النواصب الدواعش والجولاني ..... والنعم من اتباع الصحابة ...
الموضوع :
الاردن يطرد عدد من اطفال غزة المصابين وعوائلهم بحجة ان الاردن مفلس
علي : السلام عليكم ورحمة الله وبركاته نتمنى من أدارة المطار أن تسمح بدخول السيارات لأستقبال المسافر لأن نحن ...
الموضوع :
وزارة النقل تعلن قرب افتتاح ساحة النقل الخاص بمطار بغداد الدولي
الحسين بن علي : الحفيد للجد السعيد ياجد عُد فكلنا اشتقنا لرؤياك وضحكة محياك ياعذب الماء ...
الموضوع :
صورة لاسد المقاومة الاسلامية سماحة السيد حسن نصر الله مع حفيده الرضيع تثير مواقع التواصل
باقر : انت غلطان وتسوق الاوهام.... حثالات الأرض هم أهالي تكريت والانبار وديالى والموصل.... ...
الموضوع :
حماقة البعث والوجه الآخر لتكريت.
ضياء عبد الرضا طاهر : حبيبي ھذا الارھابي محمد الجولاني ھو مثل جورج دبليوا بوش الصغير وترامب صعد وصار رئيس واستقبال حافل ...
الموضوع :
صورة للارهابي ابو محمد الجولاني عندما كان معتقلا في سجن بوكا عام 2005
----خلف ناصر عبد الله : اتمنى لكم التوفيق والسداد بحوث روعه غيتها اعلاء اعلام دين الله سبحانه:؟ ...
الموضوع :
تفسير "هذا صراطُ عليٍّ مستقيم" (الحجر: 41)
منير حجازي : العلاقات التي تربط البرزانيين بالكيان الصهيونية علاقات قديمة يطمح الاكراد من خلالها أن يساعدهم اليهود على إنشاء ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يُحرك شكوى ضد ممثل حكومة كردستان في المانيا دلشاد بارزاني بعد مشاركته احتفال في سفارة الكيان الصهيوني
منير حجازي : الاخت الفاضلة حياكم الله نقلتي قول (أنطوان بارا) في كتابه الحسين في الفكر المسيحي وهو يعقد مقارنة ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
ولي : بعد سنوات اليوم يقبل ابناء عنيفص منفذ المقابر الجماعية بحق الانتفاضة الشعبانية ١٩٩١ في الكلية العسكرية بينما ...
الموضوع :
محكمة جنايات بابل تحكم باعدام الارهابي رائد عنيفص العلواني قاتل 26 مواطنا ودفنهم في حديقة داره ببابل
فيسبوك