المقالات

(ماذا يريد الإرهاب من العراق)


ناجي لطيف العسكري

شهد العراق يوم الاثنين سلسلة منظمة من التفجيرات التي طالت جميع مؤسسات الدولة بدون استثناء وهذه رسالة يوجهها الإرهاب إلى الحكومة المقبلة بان الإرهاب في العراق لا يمكن استئصاله ويبقى يستمد وقود ناره من قتلاهم فبعد كل عملية قتل أو ألقاء القبض على أمير جماعة أو شخصية قيادية في تنظيم القاعدة تزدد وتيرة العنف ويزف هذا الأمير المقتول بسلسة من التفجيرات التي تطول كل المكونات الشعب العراقي وبكافة الطرق والوسائل المتاحة ، ولم يستهدف الإرهابيون هذه المرة فئة معينة بدون فئة آخرة كما هو الحال في جميع عملياتهم السابقة فقد استهدفت جميع مكونات الشعب العراقي فقد استهدفت العاصمة بغداد والمحافظات الجنوب والمحافظات الوسط بدون استثناء بعد إن فقد الإرهابيون جميع الوسائل من اجل اقتتال طائفي ليعلنون للعالم أن كل عراقي هو هدفاً لهم وسوف يقتصون منه، وبتقصير واضح من الأجهزة الأمنية فقد نفذت هذه العملية ببساطة وبأوقات متقاربة في العديد من المحافظات وهذه العملية خطيرة جداً تدل على توسع العمليات الإرهابية ووسائل المستخدمة التي تعجز الأجهزة الأمنية ذات الإمكانات البسيطة وبأجهزة معطلة عن العمل على كشفها ويستمر نزيف الدم العراقي يسيل في شوارعه على مرأى ومسمع الساسة الذين يقتتلون من اجل رئاسة الوزراء ومن يتولى الوليمة الكبرى (رئاسة الوزراء) لمدة أربع سنوات والعراقي ينتظر الاجتماعات السرية والعلنية لتشكيل حكومة مقبلة بفائق الصبر من اجل إحداث تغير ووضع حلول مناسبة من اجل إيصال العراق إلى بر الأمن فالكل يتهم الساسة وراء هذه التفجيرات فأين الوعود التي أطلقت من قبل الشخصيات التي وصلت إلى قبة البرلمان التي تدعي بالوطنية والديمقراطية وهم يبحث عن المصلحة الشخصية التي تضمن له شركات وأموال في خارج العراق ،فهل هولاء السياسيون العراقيون ينطبق عليهم قول المثل (فئة قليلة ذكية تضحك على فئة غبية كثيرة) فقد اثبت السياسيون العراقيون صحت هذا المثل وإنهم غير قادرين على قيادة أنفسهم فكيف يستطيعون قيادة بلد كامل.

في ظل التفجيرات يوم الاثنين التي أفجعت العراقيين ليخرج احد الشخصيات القيادية في أحدى القوائم الفائزة بعد مرور ساعات من التفجيرات ليؤكد مطالبة قائمته برئاسة الوزراء فهل أصبحت دماء العراقيين وسيلة ضغط سياسية من اجل الوصول إلى مأرب خفية وبطرق ملتوية للوصول إلى عرش الوزارة وهل يستحق هذا الكرسي كل هذه الدماء التي سالت فهل دماء العراقيين رخيصة إلى هذه الدرجة وهل هيه الوسيلة الجديدة التي يستخدمها الساسة من الضغط على تغير مسار الديمقراطية وتحويل العراق إلى بلد صراع قومي كل فئة فيه ترى أحقيتها في الرئاسة لأنها من الطائفة أو الديانة المميزة في العراق ؟ !!!.

وفي ظل هذا الاعتراك السياسي فان العراق سوف يستمر برفد انهار الدماء العراقية ، وان أي تغيب لفئة معينة في الحكومة القادمة تعني تغيب أصوات الملايين التي اختار هذه القائمة ويجب الرجوع إلى الطاولة المستديرة من اجل تحقيق الشراكة الوطنية التي لا تريد قوى الإرهاب إحقاقها لأنها بذلك سوف تضرب بيد من حديد ولن يبقى لهم أي منفذ من اجل تحقيق مأربهم في العراق وبخلافه فليس هنالك أي متضرر في فشل العملية السياسية سوى المواطن العراقي البسيط الذي يجلس على الأرصفة من اجل كسب رغيف العيش .

وتستمر الدول الخارجية بدعم هذه القوى الإرهابية بمساعدة من أجندة سياسية ودينية (هولاء الدين بريئاً منهم ) من اجل إفشال المشروع السياسي الذي يسير به العراق فان الانتخابات التي جرت في العراق هي صدمة حقيقية لجميع الدول التي تحكم بأنظمة دكتاتورية فأصبح العراق شاهداً على هذا النظام الذي تتحاشى الأنظمة الأخرى من نجاحه وبذلك ينتقل هذا المشروع إلى هذا البلد الذي تحكم بسيف والحديد فيستمرون باستهداف هذا المشروع بدعم إعلامي ومالي وبأجندة متطرفة من اجل القيام بعمليات انتحارية تستهدف جميع مكونات الشعب العراقي وكان العراقي هو العدو الأوحد لهم فليس هنالك استثناء فيقتل الطفل كما تقتل النساء فطريقة القذرة التي يتبعها الإرهاب في تفجيراتهم هو استهداف اكبر عدد من المواطنين في تجمعات سكانية والأسواق وأي تجمع يحصد اكبر عدد من أرواح العراقيين، فما هذا الفكر المتطرف لهولاء وما هذا الآلة الذي يعبدون ؟؟!!....

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
التعليقات
طاهر باقر : انا استغرب لماذا لابد ان يقدم شاب عراقي على الانتحار من اجل مسألة تافهة مثل هذه القضية ...
الموضوع :
انتحار طالب بعد عودته من الامتحان في واسط
باقر : والنعم من النواصب الدواعش والجولاني ..... والنعم من اتباع الصحابة ...
الموضوع :
الاردن يطرد عدد من اطفال غزة المصابين وعوائلهم بحجة ان الاردن مفلس
علي : السلام عليكم ورحمة الله وبركاته نتمنى من أدارة المطار أن تسمح بدخول السيارات لأستقبال المسافر لأن نحن ...
الموضوع :
وزارة النقل تعلن قرب افتتاح ساحة النقل الخاص بمطار بغداد الدولي
الحسين بن علي : الحفيد للجد السعيد ياجد عُد فكلنا اشتقنا لرؤياك وضحكة محياك ياعذب الماء ...
الموضوع :
صورة لاسد المقاومة الاسلامية سماحة السيد حسن نصر الله مع حفيده الرضيع تثير مواقع التواصل
باقر : انت غلطان وتسوق الاوهام.... حثالات الأرض هم أهالي تكريت والانبار وديالى والموصل.... ...
الموضوع :
حماقة البعث والوجه الآخر لتكريت.
ضياء عبد الرضا طاهر : حبيبي ھذا الارھابي محمد الجولاني ھو مثل جورج دبليوا بوش الصغير وترامب صعد وصار رئيس واستقبال حافل ...
الموضوع :
صورة للارهابي ابو محمد الجولاني عندما كان معتقلا في سجن بوكا عام 2005
----خلف ناصر عبد الله : اتمنى لكم التوفيق والسداد بحوث روعه غيتها اعلاء اعلام دين الله سبحانه:؟ ...
الموضوع :
تفسير "هذا صراطُ عليٍّ مستقيم" (الحجر: 41)
منير حجازي : العلاقات التي تربط البرزانيين بالكيان الصهيونية علاقات قديمة يطمح الاكراد من خلالها أن يساعدهم اليهود على إنشاء ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يُحرك شكوى ضد ممثل حكومة كردستان في المانيا دلشاد بارزاني بعد مشاركته احتفال في سفارة الكيان الصهيوني
منير حجازي : الاخت الفاضلة حياكم الله نقلتي قول (أنطوان بارا) في كتابه الحسين في الفكر المسيحي وهو يعقد مقارنة ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
ولي : بعد سنوات اليوم يقبل ابناء عنيفص منفذ المقابر الجماعية بحق الانتفاضة الشعبانية ١٩٩١ في الكلية العسكرية بينما ...
الموضوع :
محكمة جنايات بابل تحكم باعدام الارهابي رائد عنيفص العلواني قاتل 26 مواطنا ودفنهم في حديقة داره ببابل
فيسبوك