المقالات

حكومة البرنامج الخدمي


د. احمد المبارك

يتصارع اليوم على الساحة السياسية العراقية مشروعان يعتبران المقدمة الموضوعية للدولة العراقية ومشروعها المستقبلي وكما يقال في المنطق ان الامور بمقدماتها فمتى ما كانت المقدمات صحيحة كانت النتائج صحيحة ومثمرة ، وان ما يريده العراقي هو الخدمة الوطنية او برنامج الخدمة الوطنية والنزاهة والشفافية ولهذه الحكومة مقدمة واحد تنجح بها ومقدمة اخرى لن توصلنا الى ما نريد من نتائج ولنحاول ان نحلل صراع المشروعيين المطروحيين على الساحة السياسية المشروع الاول جوهره يقوم على الشخص الذي سيقود رئاسة الحكومة حيث تقوم هذه النظرية على ان الزعيم س او ص هو الذي يأخذ على عاتقه تقديم ما يريده المواطن ضمن مبدأ الحكومة القوية ورجل المرحلة وهذه النظرية من النظريات القديمة التي عاشها العراقي بل العرب جميعا لايزالون يرزحون تحت نير هذه النظرية التي خلفت الاقصاءات وغرف الاعدام المظلمة وغرف التعذيب النتنة والتي لم تدفع الى تطور اي دولة من الدول العربية التي في غالبها تعتمد هذه النظرية والتي تجد في شخص الرئيس الولي والمنعم والمقدس والصحيح وما عداه شر وجاسوسية حيث تتضخم دوائر الامن وتتسيد الرتب العسكرية التي لاتعترف الا بالقمع وسيلة ناجعة لتدجين المجتمعات وهي مقدمة لاتتشكل فيها خدمة وطنية ولا ترقى فيها الشعوب ولا تتقدم الى الامام بل تنحدر نحو التخلف ودونية المواطنة ولا نحتاج للكثير من الامثلة فالعراقي عاش اسوء تلك الامثلة والتجارب اما النظرية الثانية هي تلك النظرية التي يحاكم عن طريقها السياسيون على برامجهم التي وضعوها لا نفسهم النظرية المؤسساتية في بناء الدولة وهي المرحلة او النظرية التي لم نعشها او نطبقها بعد كما لم تعشها اي دولة عربية لحد الان والتي تعيشها اليوم معظم الدول الغربية المتقدمة التي ينظر البعض اليها على انها تجارب مبهرة رغم ان تلك الشعوب تعيش انحدار اخلاقيا وثقافيا مريعا ومع ثقافتنا واخلاقنا فأن تجربة البرنامج الانتخابي لو تم التأسيس لها في حكومتنا القادمة لقدمت نتائج وثمرات مبهرة قد تدعو الدول الاخرى لانتهاجها ونحن اليوم على مفترق طرق اما ان نعود رويدا الى حكم الرئيس الواحد ودكتاتورية العوائل والشخوص او نذهب الى الامام بتطبيق الرؤية الثانية نظرية البرنامج الانتخابي وحكومة الخدمة الوطنية وهو خيار السياسيين اليوم وضغط المواطن في دولة ولدة فيها الديمقراطية حديثا ودائما ما تكون طفولة الدولة هي الصيغة التي تنشأ من خلالها قوة الدولة فأن الطفل السقيم لن يحقق الكثير من احلامه بقدر ما يحققه ذلك الطفل السليم الذي ينشأ نشأة سليمة ؟

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
التعليقات
طاهر باقر : انا استغرب لماذا لابد ان يقدم شاب عراقي على الانتحار من اجل مسألة تافهة مثل هذه القضية ...
الموضوع :
انتحار طالب بعد عودته من الامتحان في واسط
باقر : والنعم من النواصب الدواعش والجولاني ..... والنعم من اتباع الصحابة ...
الموضوع :
الاردن يطرد عدد من اطفال غزة المصابين وعوائلهم بحجة ان الاردن مفلس
علي : السلام عليكم ورحمة الله وبركاته نتمنى من أدارة المطار أن تسمح بدخول السيارات لأستقبال المسافر لأن نحن ...
الموضوع :
وزارة النقل تعلن قرب افتتاح ساحة النقل الخاص بمطار بغداد الدولي
الحسين بن علي : الحفيد للجد السعيد ياجد عُد فكلنا اشتقنا لرؤياك وضحكة محياك ياعذب الماء ...
الموضوع :
صورة لاسد المقاومة الاسلامية سماحة السيد حسن نصر الله مع حفيده الرضيع تثير مواقع التواصل
باقر : انت غلطان وتسوق الاوهام.... حثالات الأرض هم أهالي تكريت والانبار وديالى والموصل.... ...
الموضوع :
حماقة البعث والوجه الآخر لتكريت.
ضياء عبد الرضا طاهر : حبيبي ھذا الارھابي محمد الجولاني ھو مثل جورج دبليوا بوش الصغير وترامب صعد وصار رئيس واستقبال حافل ...
الموضوع :
صورة للارهابي ابو محمد الجولاني عندما كان معتقلا في سجن بوكا عام 2005
----خلف ناصر عبد الله : اتمنى لكم التوفيق والسداد بحوث روعه غيتها اعلاء اعلام دين الله سبحانه:؟ ...
الموضوع :
تفسير "هذا صراطُ عليٍّ مستقيم" (الحجر: 41)
منير حجازي : العلاقات التي تربط البرزانيين بالكيان الصهيونية علاقات قديمة يطمح الاكراد من خلالها أن يساعدهم اليهود على إنشاء ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يُحرك شكوى ضد ممثل حكومة كردستان في المانيا دلشاد بارزاني بعد مشاركته احتفال في سفارة الكيان الصهيوني
منير حجازي : الاخت الفاضلة حياكم الله نقلتي قول (أنطوان بارا) في كتابه الحسين في الفكر المسيحي وهو يعقد مقارنة ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
ولي : بعد سنوات اليوم يقبل ابناء عنيفص منفذ المقابر الجماعية بحق الانتفاضة الشعبانية ١٩٩١ في الكلية العسكرية بينما ...
الموضوع :
محكمة جنايات بابل تحكم باعدام الارهابي رائد عنيفص العلواني قاتل 26 مواطنا ودفنهم في حديقة داره ببابل
فيسبوك