المقالات

تيار شهيد المحراب ... نزاهة الوسائل وسلامة الغايات


ميثم الثوري

قد يتبادر الى الاذهان في اغلب الاحيان بان الممارسة السياسية بشكل اجمالي تعني المرواغة والبراغماتية والمناورة وتغيير المواقف وفق ما تقتضيه المصالح وليس ثمة ثوابت او اخلاقيات في الممارسة السياسية.هذا الفهم السائد يخالف الرؤية الاسلامية التي تبناها شهيد المحراب اية الله العظمى السيد محمد باقر الحكيم (قدس) في حركته السياسية ويطابق هذا الفهم النظرية الميكافيلية التي تؤمن بالوصول الى الغايات وفق كل الوسائل المتاحة مهما بلغت من انحطاط خلقي وانساني مادامت توصل الى الغايات والمقاصد المطلوبة.الاداء السياسي لتيار شهيد المحراب يتسم بضوابط شرعية واخلاقية وانسانية وليس الغايات تقلل من شأن الوسائل بل الوسائل من صلب الغايات مازال العمل الصالح يتحدد ويتقوم بعوامل اساسية كالنوايا والطريق السليم فالغاية لا تبرر الوسيلة مهما عظمت كما يزعم نيقولاي ميكافيلي.الاهداف السياسية مهما عظمت لابد ان تنحاز الى الوسائل الصحيحة والاساليب السليمة ومازالت الاهداف السياسية دنيوية فهي تبقى خاضعة لمعايير الشريعة وقيم السماء.لسنا طلاب سلطة او مطامع دنيوية بل رسالتنا هي توجيه وارشاد المجتمع وقيادته وفق الاسس الصحيحة وتقديم الخدمة للناس وان تطلب ذلك الوصول الى السلطة ويبقى الوصول الى السلطة ليست غاية بذاته بل وسيلة لتحقيق غايات سامية سواء داخل المجتمع الانساني او ادارة الدولة ووضع الرجل المناسب في المكان المناسب وعدم تسليط الاشرار على خيار الامة فتضيع الحقوق وتسود الاهواء وتضطرب الحياة ويربط النظام العام فيتحول المجتمع الى غابة يستأسد فيها الاشرار والفجار وتستلب المفاهيم الخيرة.ولسنا زاهدين الى هذا الحد في الوصول الى السلطة ضمن قنواتها الصحيحة والياتها السائدة ولكن نطمع بها بالقدر الذي يؤدي الى احقاق الحق وازهاق الباطل وتعريش الفضيلة وطمس معالم الرذيلة في المجتمع العراقي.اذا كان هدفنا الوصول الى الغايات السلطوية بكل الوسائل فان ذلك ينفي الغرض الذي ضحينا وناضلنا وقاتلنا من اجله اعتى طواغيت العصر ويتقاطع اساساً مع المنطلقات الفكرية والسياسية التي تحركنا من خلالها في مواجهة النظام السابق وقد يمكننا التعايش معه والتفاهم والعيش بسلامة وامان.يؤكد شهيد المحراب في هذا السياق ويشدد على التقوى السياسية التي لابد ان يتحلى بها العاملون في الحقل السياسي كما يعتقد باستمرار بان السياسة لا تحلل حراماً او تحرم حلالاً، وهذا الفارق بيننا وبين الساعين الى الوصول الى السلطة بكافة الوسائل وربما هذا ما يميزنا عن الكثيرين الذين يسعون الى البقاء ولو على مستنقع الدماء ويسيرون الى السلطة ولو على جثث الابرياء.

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
التعليقات
ابن الناصرية
2010-05-17
ياميثم النوري اثبتت التجارب ان قولك هذا لاينطبق الا على السادة ال الحكيم قادة التيار لا على بقية القيادات الدنيا ، ومهما حاولتم وغيركم بحسن نية الايحاء او التصريح بحسن نوايا العاملين في التيار من مسؤوليه فلن تجدوا لذلك اذنا" صاغية او عقول وقلوب تقتنع، وساعد الله السيد عمار الحكيم على هذا الابتلاء الكبير ، وتكالب الاعداء عليهم من خارج وداخل التيار ، ولكن نقول صبرا" يال الحكيم فان دماؤكم الطاهرة ستنبت وتخضر اوراق شجرها من جديد بعدما تيبست بسبب نزعات وسلوكيات المقريبن الشائنة
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
التعليقات
طاهر باقر : انا استغرب لماذا لابد ان يقدم شاب عراقي على الانتحار من اجل مسألة تافهة مثل هذه القضية ...
الموضوع :
انتحار طالب بعد عودته من الامتحان في واسط
باقر : والنعم من النواصب الدواعش والجولاني ..... والنعم من اتباع الصحابة ...
الموضوع :
الاردن يطرد عدد من اطفال غزة المصابين وعوائلهم بحجة ان الاردن مفلس
علي : السلام عليكم ورحمة الله وبركاته نتمنى من أدارة المطار أن تسمح بدخول السيارات لأستقبال المسافر لأن نحن ...
الموضوع :
وزارة النقل تعلن قرب افتتاح ساحة النقل الخاص بمطار بغداد الدولي
الحسين بن علي : الحفيد للجد السعيد ياجد عُد فكلنا اشتقنا لرؤياك وضحكة محياك ياعذب الماء ...
الموضوع :
صورة لاسد المقاومة الاسلامية سماحة السيد حسن نصر الله مع حفيده الرضيع تثير مواقع التواصل
باقر : انت غلطان وتسوق الاوهام.... حثالات الأرض هم أهالي تكريت والانبار وديالى والموصل.... ...
الموضوع :
حماقة البعث والوجه الآخر لتكريت.
ضياء عبد الرضا طاهر : حبيبي ھذا الارھابي محمد الجولاني ھو مثل جورج دبليوا بوش الصغير وترامب صعد وصار رئيس واستقبال حافل ...
الموضوع :
صورة للارهابي ابو محمد الجولاني عندما كان معتقلا في سجن بوكا عام 2005
----خلف ناصر عبد الله : اتمنى لكم التوفيق والسداد بحوث روعه غيتها اعلاء اعلام دين الله سبحانه:؟ ...
الموضوع :
تفسير "هذا صراطُ عليٍّ مستقيم" (الحجر: 41)
منير حجازي : العلاقات التي تربط البرزانيين بالكيان الصهيونية علاقات قديمة يطمح الاكراد من خلالها أن يساعدهم اليهود على إنشاء ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يُحرك شكوى ضد ممثل حكومة كردستان في المانيا دلشاد بارزاني بعد مشاركته احتفال في سفارة الكيان الصهيوني
منير حجازي : الاخت الفاضلة حياكم الله نقلتي قول (أنطوان بارا) في كتابه الحسين في الفكر المسيحي وهو يعقد مقارنة ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
ولي : بعد سنوات اليوم يقبل ابناء عنيفص منفذ المقابر الجماعية بحق الانتفاضة الشعبانية ١٩٩١ في الكلية العسكرية بينما ...
الموضوع :
محكمة جنايات بابل تحكم باعدام الارهابي رائد عنيفص العلواني قاتل 26 مواطنا ودفنهم في حديقة داره ببابل
فيسبوك