المقالات

اختلفنا واتفقوا


ميثم المبرقع

من مفارقات المشهد السياسي في العراق ان عدونا المشترك بكل تحالفاته الارهابية والاجرامية اتفقت على قتلنا وتدمير تجربتنا بكل السبل واجتمعوا على كثرة خلافاتهم وتناقضاتهم في مؤتمرات وملتقيات لتوجيه ضربة موجعة للعملية السياسية في العراق ومحاولة اعادة المعادلة السابقة بينما اختلفنا على حقنا وسلامة شعبنا وترسيخ المعادلة السياسية الجديدة.وتذكرنا هذه المفارقة بما قاله علي (ع) لما بلغه إغارة أصحاب معاوية على الأنبار فخرج بنفسه ماشياً حتى أتى النخيلة ، فأدركه الناس وقالوا يا أمير المؤمنين نحن نكفيكهم ، فقال" والله ما تكفونني أنفسكم فكيف تكفونني غيركم ! إن كانت الرعايا قبلي لتشكو حيف رعاتها ، وإنني اليوم لأشكو حيف رعيتي ، كأنني المقود وهم القادة .. فيا عجباً والله يميت القلب ويجلب الهم من اجتماع هؤلاء القوم على باطلهم وتفرقكم عن حقكم ! فقبحاً لكم وترحاً حين صرتم غرضاً يرمى، يُغار عليكم ولا تَغيرون"والمفارقة المؤلمة ان ما يوحد هؤلاء المجرمين هو الذي يفرقنا فهم قد اتفقوا على اعاقة العملية الديمقراطية في العراق واثبات فشلها كهدية للانظمة العربية التي تتوجس من تكرار السيناريو التغييري في العراق ومازالت المشنقة التي تأرجح خلالها الطاغية صدام المقبور شبحاً يلاحق الكثير من الحكام العرب الذين كرسوا دعمهم لجماعات القاعدة والبعث الصدامي لانعاش امالهم بفشل التجربة الديمقراطية في العراق ومنع تداعياتها وعدواها الايجابية على المنطقة والانظمة الديكتاتورية وتأكيد القناعة لدى الشعوب العربية والاسلامية على خطر المشروع الديمقراطي على مصيرهم وانهم بحاجة الى حكام مستبدين لكي يحافظوا على استقرارهم وسلامتهم.فرقتنا حلاوة السلطة وبهارجها ولم يوحدنا نزيف الدم العراق اليومي بل ولم يهزنا مشهد الاشلاء العراقية التي تتناثر بشظايا الاحزمة الناسفة والسيارات المفخخة.

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
التعليقات
طاهر باقر : انا استغرب لماذا لابد ان يقدم شاب عراقي على الانتحار من اجل مسألة تافهة مثل هذه القضية ...
الموضوع :
انتحار طالب بعد عودته من الامتحان في واسط
باقر : والنعم من النواصب الدواعش والجولاني ..... والنعم من اتباع الصحابة ...
الموضوع :
الاردن يطرد عدد من اطفال غزة المصابين وعوائلهم بحجة ان الاردن مفلس
علي : السلام عليكم ورحمة الله وبركاته نتمنى من أدارة المطار أن تسمح بدخول السيارات لأستقبال المسافر لأن نحن ...
الموضوع :
وزارة النقل تعلن قرب افتتاح ساحة النقل الخاص بمطار بغداد الدولي
الحسين بن علي : الحفيد للجد السعيد ياجد عُد فكلنا اشتقنا لرؤياك وضحكة محياك ياعذب الماء ...
الموضوع :
صورة لاسد المقاومة الاسلامية سماحة السيد حسن نصر الله مع حفيده الرضيع تثير مواقع التواصل
باقر : انت غلطان وتسوق الاوهام.... حثالات الأرض هم أهالي تكريت والانبار وديالى والموصل.... ...
الموضوع :
حماقة البعث والوجه الآخر لتكريت.
ضياء عبد الرضا طاهر : حبيبي ھذا الارھابي محمد الجولاني ھو مثل جورج دبليوا بوش الصغير وترامب صعد وصار رئيس واستقبال حافل ...
الموضوع :
صورة للارهابي ابو محمد الجولاني عندما كان معتقلا في سجن بوكا عام 2005
----خلف ناصر عبد الله : اتمنى لكم التوفيق والسداد بحوث روعه غيتها اعلاء اعلام دين الله سبحانه:؟ ...
الموضوع :
تفسير "هذا صراطُ عليٍّ مستقيم" (الحجر: 41)
منير حجازي : العلاقات التي تربط البرزانيين بالكيان الصهيونية علاقات قديمة يطمح الاكراد من خلالها أن يساعدهم اليهود على إنشاء ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يُحرك شكوى ضد ممثل حكومة كردستان في المانيا دلشاد بارزاني بعد مشاركته احتفال في سفارة الكيان الصهيوني
منير حجازي : الاخت الفاضلة حياكم الله نقلتي قول (أنطوان بارا) في كتابه الحسين في الفكر المسيحي وهو يعقد مقارنة ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
ولي : بعد سنوات اليوم يقبل ابناء عنيفص منفذ المقابر الجماعية بحق الانتفاضة الشعبانية ١٩٩١ في الكلية العسكرية بينما ...
الموضوع :
محكمة جنايات بابل تحكم باعدام الارهابي رائد عنيفص العلواني قاتل 26 مواطنا ودفنهم في حديقة داره ببابل
فيسبوك