المقالات

القضاء في قفص الأتهام


مازالت المجازر ترتكب وبشكل مستمر بحق العراقيين حيث لا يكاد يمر يوم واحد دون ان تسيل فيه دماؤهم وليس من رادع يقف في وجه المجرمين ولا من يد تضرب على اعناق السفاحين بسيف القصاص العادل ، فالقضاء العراقي يغط في نوم عميق على سمفونية الدم التي تعزفها فرق الأرهاب الراقصة على جراح الفقراء والمستضعفين ، فكل ما نسمعه بين آونة واخرى هي الحكم بالاعدام على واحد او اثنين في هذه المحافظة او تلك ولا ندري ان كانت تلك الأحكام تأخذ طريقها الى التنفيذ ام انها مجرد حبر على ورق ؟! . 

ومن الغريب في الأمر اننا في وسط هذا الصخب العارم وامواج الدماء المتلاطمة لا نكاد نسمع صوتا للقضاء العراقي ولا نحس بوجوده اصلا في وقت يجب ان يكون صوت القضاء اعلى من صوت " القضاء والقدر " الذي يعصف بهذا البلد وينزل صواعق غضبه على كل الكائنات الحية التي تمشي على ترابه . واعتقد ان هذا البلد لم يعد مفجوعا بكثرة ضحاياه ، وانما هو مفجوع بكثرة الخونة والمتاجرين بمقدراته والذين يقفون موقف المتفرج على كل ما يحدث وهم يمسكون بزمام مايسمى " القضاء " اعاذنا الله واياكم من شره ووقانا من غدره وكفانا حبائل شراكه التي تلتف على اعناق اصحاب الجنح والمخالفات المرورية وتتحول الى خيوط حريرية تداعب معاصم المجرمين والقتلة ليخرجوا من شرنقته الناعمة ابرياء كما ولدتهم امهاتهم معززين مكرمين . واما " اولاد الخايبة " فان اشلاءهم تلملم من على ارصفة الشوارع بمكانس " الخوص " التي صنعتها امهاتهم من اجل لقمة العيش ثم تأتي سيارات الاطفاء والبلدية لتغسل الشوارع من دماءهــــــــــم " النجسة " حفاظا على طهارة الشوارع !!! ، واما قضاتنا اعلى الله مقامهم وأمد في اعمارهم وزاد في بركاتهم فأنهم يطبقون المعايير " السويسرية " في الرقة والشفقة على القتلة والمجرمين الذين يطبقون معايير الوحوش الضارية والكلاب المسعورة على ابناء هذا الشعب المبتلى بساسته وبقضاته الميامين .

ان الأجهزة الامنية تطارد الارهابين وتلقي القبض عليهم وترسلهم الى المحاكم حيث تضيع الادلة وتتغير الافادات وتسحب كشوف الدلالة من ملفاتهم وتصدر بعد ذلك الأحكام الجائرة بحق كل القيم الأنسانية ، لذلك فان جهود الاجهزة الامنية تذهب سدى كالذي ينقل الماء بغربيل . فاذا كان لابد لأحد ان يحاكم على كل ما جرى من قتل وسفك للدماء فهو القضاء العراقي الذي لم يكن بمستوى التحديات ولم يرتقي الى مستوى الأحداث واثبت قدرته الفائقة على الفشل  لذلك فان المكان الطبيعي لقضاءنا الموقر هو " قفص الاتهام " ليحكم الشعب عليه بحكمه العادل .    

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
التعليقات
دعلي المالكي
2010-05-12
اه لو يعلم الجميع توجهات القضاء الاخيرة ونحن نستغربها فالقاء القبض يحصل بسهولة على الابرياء ةتطول مدتهم في السجن ثم يحكمون او قد يطلق سراحهم بعد شهور والله لقد اصبحنا مسرحا للفكاهة في كل العالم فالقاضي لايطلق سراح الابرياء الا بعد اكتمال الاجرائات القانونية والتي تكلف المسكين الشهور من عمرة ومن ثم يحال للمحكمة والتي تؤجل وتؤجل لاتي بعدها المشتكي فيبين ان المشتكي هو اما بعثي او من تنظيم القاعدة ليحكم على البريء والمظلوم سابقا ولاحقا نحن نقترح هجرة المساكين الى اسرائيل لتحميهم من ابناء جلد
صرخة وزئير بوجه كل مسخ شرير
2010-05-11
الفيتوالشفوق العطوف اللطوف والمنكوكيات والمصالحات المتصدمه تعلوولايعلى عليها. القضاء الذي مسح من الوجود جلاد العصور النجس وحاكم جملته ومسممه الأدنس رغم عويل ولطم وزعيق وتحفيط المتباكين الناحبين من فقدوابدرهم في ليلهم الأظلم الأصخم قادر على استئصال مسوخ العصر أينما حلوا او احتضنوا او زغردوا او تلبلبوا او تمشدقوا او تعمنوا او او لكن ويا للخزي والعار للفيتو والمحاصصة الرغالية الشعواء وللمرض الذي في القلوب فجعل بعضهم يزندق تيجان رؤوسنا الشامخين الاطهارواخرين يناضلون ضد مدنافي اي بلدأسلامي؟عار
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
التعليقات
طاهر باقر : انا استغرب لماذا لابد ان يقدم شاب عراقي على الانتحار من اجل مسألة تافهة مثل هذه القضية ...
الموضوع :
انتحار طالب بعد عودته من الامتحان في واسط
باقر : والنعم من النواصب الدواعش والجولاني ..... والنعم من اتباع الصحابة ...
الموضوع :
الاردن يطرد عدد من اطفال غزة المصابين وعوائلهم بحجة ان الاردن مفلس
علي : السلام عليكم ورحمة الله وبركاته نتمنى من أدارة المطار أن تسمح بدخول السيارات لأستقبال المسافر لأن نحن ...
الموضوع :
وزارة النقل تعلن قرب افتتاح ساحة النقل الخاص بمطار بغداد الدولي
الحسين بن علي : الحفيد للجد السعيد ياجد عُد فكلنا اشتقنا لرؤياك وضحكة محياك ياعذب الماء ...
الموضوع :
صورة لاسد المقاومة الاسلامية سماحة السيد حسن نصر الله مع حفيده الرضيع تثير مواقع التواصل
باقر : انت غلطان وتسوق الاوهام.... حثالات الأرض هم أهالي تكريت والانبار وديالى والموصل.... ...
الموضوع :
حماقة البعث والوجه الآخر لتكريت.
ضياء عبد الرضا طاهر : حبيبي ھذا الارھابي محمد الجولاني ھو مثل جورج دبليوا بوش الصغير وترامب صعد وصار رئيس واستقبال حافل ...
الموضوع :
صورة للارهابي ابو محمد الجولاني عندما كان معتقلا في سجن بوكا عام 2005
----خلف ناصر عبد الله : اتمنى لكم التوفيق والسداد بحوث روعه غيتها اعلاء اعلام دين الله سبحانه:؟ ...
الموضوع :
تفسير "هذا صراطُ عليٍّ مستقيم" (الحجر: 41)
منير حجازي : العلاقات التي تربط البرزانيين بالكيان الصهيونية علاقات قديمة يطمح الاكراد من خلالها أن يساعدهم اليهود على إنشاء ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يُحرك شكوى ضد ممثل حكومة كردستان في المانيا دلشاد بارزاني بعد مشاركته احتفال في سفارة الكيان الصهيوني
منير حجازي : الاخت الفاضلة حياكم الله نقلتي قول (أنطوان بارا) في كتابه الحسين في الفكر المسيحي وهو يعقد مقارنة ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
ولي : بعد سنوات اليوم يقبل ابناء عنيفص منفذ المقابر الجماعية بحق الانتفاضة الشعبانية ١٩٩١ في الكلية العسكرية بينما ...
الموضوع :
محكمة جنايات بابل تحكم باعدام الارهابي رائد عنيفص العلواني قاتل 26 مواطنا ودفنهم في حديقة داره ببابل
فيسبوك