المقالات

تحالفات وتجاذبات ومعاناة المواطنين


زهراء البغدادي

ليس عيباً او مشكلة الاختلاف في طبيعة التوجهات والمناهج مازالت تصب بمجملها في المصلحة الوطنية والاختلاف سنة طبيعة يفرضها التنوع بين البشر في الافكار والمتبنيات والتوجهات وقد يختلف افراد الحزب الواحد في طبيعة الفهم والتصورات الجزيئة والتفصيلية بل قد يختلف الفرد الواحد مع نفسه عندما يغير موقفه وفكرته بمرور الزمن لاعتقاده ان التطور لا يلامس الماديات والتصورات الخارجية بل يشمل الافكار والتصورات المعنوية.فان من الصحيح ان نختلف في مجمل التصورات القابلة للتغير والنظرة الثنائية والا لاصبحنا جهة واحدة ولما تحولنا الى احزاب وكيانات وقوى ومنظمات والمقصود بالاختلاف هنا هو في التفصيلات والجزيئات وليس الثوابت الوطنية والخطوط العامة التي لا تقبل التغير او التعديل كالسيادة والوحدة الوطنية والنظام الديمقراطي بشكلها البرلماني او الرئاسي.والمحذور من الاختلاف هنا هو الاختلاف في الثوابت الوطنية والخطوط العامة وهي خطوط حمر لا يمكن تجاوزها او التلاعب فيها.وطبيعة التحالفات القادمة لتشكيل الحكومة او تأطير المعارضة البرلمانية ينبغي ان تخضع للمعايير الوطنية المتجسدة بالثوابت والكليات العامة التي لا تقبل التغيير او التعديل كما أشرنا اليها.مصلحة الوطن ومصالح المواطنين هي المصلحة العليا التي ستكون محور التحالفات والمفاوضات القادمة بين الكتل والكيانات بل ستكون نفس البرامج والمناهج التي تحرك الناخب من خلالها لاختيار الكيانات السياسية التي تمثله في مجلس النواب محوراً لطبيعة المفاوضات القادمة في ترسيم التحالفات الجديدة.وقد يقال ان مصالح المواطنين والوطن كلمات كلية وذهنية مجردة يمكن اطلاقها من الجميع ولا تكشف متبادراتها اللفظية الى واقع مشخص يمكن تعريفه وتوضيحه وقد يدعّي الجميع بانه لا يستهدف في حركته ومساره السياسي سوى هذه المصالح.واذا كان هذا الكلام صحيحاً فالصحيح ايضاً ان شعور المواطن واحساسه لحاجاته الذاتية والموضوعية في تحقيق طموحاته التكتيكية والاستراتيجية هي قضية غير عصية على الافهام وهي ليست طلاسم والغازاً تتحرك في سياق التلاعب بالالفاظ بل معلومة الافق ومحددة المطالب وهي باختصار تشمل الخدمات والامن وحل ازمة السكن والبطالة والنهوض بواقعه المعيشي في مواجهة التضخم او الانكماش الاقتصادي كطموحات تكتيتكة والاعمار والازدهار وترميم البنى التحتية وتشكيل جيش قادر على الدفاع عن حدود العراق وامن داخلي قادر على حماية مكاسب المواطن العراقي وانجازات التجربة الجديدة وتطوير الواقع الزراعي والتعليمي والتدريسي كطموح استراتيجي.الانشغال بمصالح الكيان النيابي او الحزب السياسي في خضم التفاوض التحالفاتي بين القوى السياسية والانهماك بالحصص والمناصب الحزبية يعتبر اول خطوة بالخروج عن الوعود والعهود التي قطعها المرشحون لناخبيهم اثناء الحملة الانتخابية.وتنبغي الاشارة العابرة الى نقطة جديرة بالاهتمام في هذا السياسي وهي محاولة مفترضة لاستبعاد الاشكال المقدر بين التقاطع بين المصلحة الوطنية ومصالح الاحزاب السياسية لاعتقادنا بان مصالح اغلب الاحزاب السياسية المشاركة في العملية السياسية لا تتقاطع اساساً مع المصلحة الوطنية العليا لانه كانت ومازالت تناضل وتقاتل من اجل الوطن والمواطنين وضحت بمصالحها الذاتية والحزبية من اجل انقاذ الوطن.

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
التعليقات
طاهر باقر : انا استغرب لماذا لابد ان يقدم شاب عراقي على الانتحار من اجل مسألة تافهة مثل هذه القضية ...
الموضوع :
انتحار طالب بعد عودته من الامتحان في واسط
باقر : والنعم من النواصب الدواعش والجولاني ..... والنعم من اتباع الصحابة ...
الموضوع :
الاردن يطرد عدد من اطفال غزة المصابين وعوائلهم بحجة ان الاردن مفلس
علي : السلام عليكم ورحمة الله وبركاته نتمنى من أدارة المطار أن تسمح بدخول السيارات لأستقبال المسافر لأن نحن ...
الموضوع :
وزارة النقل تعلن قرب افتتاح ساحة النقل الخاص بمطار بغداد الدولي
الحسين بن علي : الحفيد للجد السعيد ياجد عُد فكلنا اشتقنا لرؤياك وضحكة محياك ياعذب الماء ...
الموضوع :
صورة لاسد المقاومة الاسلامية سماحة السيد حسن نصر الله مع حفيده الرضيع تثير مواقع التواصل
باقر : انت غلطان وتسوق الاوهام.... حثالات الأرض هم أهالي تكريت والانبار وديالى والموصل.... ...
الموضوع :
حماقة البعث والوجه الآخر لتكريت.
ضياء عبد الرضا طاهر : حبيبي ھذا الارھابي محمد الجولاني ھو مثل جورج دبليوا بوش الصغير وترامب صعد وصار رئيس واستقبال حافل ...
الموضوع :
صورة للارهابي ابو محمد الجولاني عندما كان معتقلا في سجن بوكا عام 2005
----خلف ناصر عبد الله : اتمنى لكم التوفيق والسداد بحوث روعه غيتها اعلاء اعلام دين الله سبحانه:؟ ...
الموضوع :
تفسير "هذا صراطُ عليٍّ مستقيم" (الحجر: 41)
منير حجازي : العلاقات التي تربط البرزانيين بالكيان الصهيونية علاقات قديمة يطمح الاكراد من خلالها أن يساعدهم اليهود على إنشاء ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يُحرك شكوى ضد ممثل حكومة كردستان في المانيا دلشاد بارزاني بعد مشاركته احتفال في سفارة الكيان الصهيوني
منير حجازي : الاخت الفاضلة حياكم الله نقلتي قول (أنطوان بارا) في كتابه الحسين في الفكر المسيحي وهو يعقد مقارنة ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
ولي : بعد سنوات اليوم يقبل ابناء عنيفص منفذ المقابر الجماعية بحق الانتفاضة الشعبانية ١٩٩١ في الكلية العسكرية بينما ...
الموضوع :
محكمة جنايات بابل تحكم باعدام الارهابي رائد عنيفص العلواني قاتل 26 مواطنا ودفنهم في حديقة داره ببابل
فيسبوك