المقالات

ال الحكيم قدموا دماءهم وحقنوا دماء شعبهم (2-2)


اكرم الثوري

ال الحكيم ال الشهادة والفقاهة والفضيلة كانوا هم المشعل الوضاء للفكر الاسلامي الاصيل والنفوس الطاهرة التي كانت تفكر بالناس اكثر مما تفكر بنفسها ولذا لم تغازل السلطة الصدامية من اجل البقاء وحفظ دمائها ولم تقترب اليها من اجل السلامة والعافية بل كانت تمثل اطراً مرجعياً وجهادياً وفكرياً.وكانت مواقف هذه الاسرة في حقن دماء شعبنا واضحة وقد اشرنا اليها في الحلقة السابقة من هذا المقال وسنشير الى مواقف السيد الراحل عبد العزيز الحكيم ودوره الايجابي في هذا السياق خاصة بعد سقوط النظام واصبح كل شىء بيد الشعب في غياب واضح للنظام والامن والمحاسبة وكان السلاح بيد الشعب يستطيع ان يفعل به ما يشاء وكيفما يشاء.بعد سقوط النظام وفي ظروف سابقة كان العراق يعيش فراغاً امنياً واضحاً وتحول عتاد الجيش العراقي الى البيوت في متناول الجميع وكشف الواقع العراقي عمن يحرص على استتباب الامن واستقرار البلاد وعمن يريد العودة الى مسلسل العنف والاقتتال الداخلي.وفي محاولة لاحداث اكبر فتنة طائفية في العراق بعد اغتيال اية الله العظمى السيد محمد باقر الحكيم شهيد المحراب (قدس) واستغلال العواطف المتفجرة لمحبيه ومقربيه في عموم العراق.فكان امام الراحل السيد عبد العزيز الحكيم خيارات عديدة امام هذه العواطف المنفعلة والمواقف الغاضبة وربما يكون معذوراً لو ترك الامور تجري على سياقاتها وعفويتها ولم يكن مسؤولاً عما يبدر من ردود فعل من انصاره ومحبيه وهو غير معني بالضرورة في ضبط مشاعر الملايين الغاضبة.ولكنه (رضوان الله عليه) أبى الا ان يوجه مسارات الغضب بالاتجاه الصحيح الذي يحقن الدماء ويمنع قتل الابرياء ويسهم في تهدئة مشاعر الملايين وعقلنة الغضب العارم الذي اجتاح اتباع اهل البيت في عموم العراق.القائد التأريخي الحريص على دماء ابناء بلده يبذل كل وسعه من اجل حقن دمائهم وتهدئة انفعالاتهم ويمتص غضبهم بالاتجاه الايجابي ويفرغ شحنات الغضب المتراكمة والمحبوسة في نفوس انصاره باتجاه العدو المشترك وليس باتجاه الاقتتال الاخوي الداخلي.وتابع الراحل الكبير احداث العراق المشحونة باجواء الفتنة الطائفية الوشيكة لكي بمنع وقوف ما لا يحمد عقباه في استغلال عملية الاغتيال الاثمة في المكان المقدس والزمان المقدس والشخص المقدس واحداث فتنة طائفية لا يعرف مداها الا الله.وتوالت مواقف هذه الاسرة الشريفة رغم استشهاد اية الله العظمى السيد محمد باقر الحكيم ورحيل السيد عبد العزيز الحكيم فقد انبرى سماحة السيد عمار الحكيم ليرسم نفس المسار الذي سار عليه قادة وعلماء هذه الاسرة بل واضفى على هذا التأريخ الخالد مواقف اضافية تعكس سماحة وحرص هذه الاسرة الشريفة على الدم العراقي ففي مواقفه الاخيرة وتصريحاته بخصوص الشراكة الوطنية وعدم تخوين الشركاء في العملية السياسية او الصاق التهم بهم استطاع ان يبعث اشارات تطمينية للشريك الاخر ويخفف من الاحتقان السياسي.

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
التعليقات
طاهر باقر : انا استغرب لماذا لابد ان يقدم شاب عراقي على الانتحار من اجل مسألة تافهة مثل هذه القضية ...
الموضوع :
انتحار طالب بعد عودته من الامتحان في واسط
باقر : والنعم من النواصب الدواعش والجولاني ..... والنعم من اتباع الصحابة ...
الموضوع :
الاردن يطرد عدد من اطفال غزة المصابين وعوائلهم بحجة ان الاردن مفلس
علي : السلام عليكم ورحمة الله وبركاته نتمنى من أدارة المطار أن تسمح بدخول السيارات لأستقبال المسافر لأن نحن ...
الموضوع :
وزارة النقل تعلن قرب افتتاح ساحة النقل الخاص بمطار بغداد الدولي
الحسين بن علي : الحفيد للجد السعيد ياجد عُد فكلنا اشتقنا لرؤياك وضحكة محياك ياعذب الماء ...
الموضوع :
صورة لاسد المقاومة الاسلامية سماحة السيد حسن نصر الله مع حفيده الرضيع تثير مواقع التواصل
باقر : انت غلطان وتسوق الاوهام.... حثالات الأرض هم أهالي تكريت والانبار وديالى والموصل.... ...
الموضوع :
حماقة البعث والوجه الآخر لتكريت.
ضياء عبد الرضا طاهر : حبيبي ھذا الارھابي محمد الجولاني ھو مثل جورج دبليوا بوش الصغير وترامب صعد وصار رئيس واستقبال حافل ...
الموضوع :
صورة للارهابي ابو محمد الجولاني عندما كان معتقلا في سجن بوكا عام 2005
----خلف ناصر عبد الله : اتمنى لكم التوفيق والسداد بحوث روعه غيتها اعلاء اعلام دين الله سبحانه:؟ ...
الموضوع :
تفسير "هذا صراطُ عليٍّ مستقيم" (الحجر: 41)
منير حجازي : العلاقات التي تربط البرزانيين بالكيان الصهيونية علاقات قديمة يطمح الاكراد من خلالها أن يساعدهم اليهود على إنشاء ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يُحرك شكوى ضد ممثل حكومة كردستان في المانيا دلشاد بارزاني بعد مشاركته احتفال في سفارة الكيان الصهيوني
منير حجازي : الاخت الفاضلة حياكم الله نقلتي قول (أنطوان بارا) في كتابه الحسين في الفكر المسيحي وهو يعقد مقارنة ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
ولي : بعد سنوات اليوم يقبل ابناء عنيفص منفذ المقابر الجماعية بحق الانتفاضة الشعبانية ١٩٩١ في الكلية العسكرية بينما ...
الموضوع :
محكمة جنايات بابل تحكم باعدام الارهابي رائد عنيفص العلواني قاتل 26 مواطنا ودفنهم في حديقة داره ببابل
فيسبوك