المقالات

ال الحكيم قدموا دماءهم وحقنوا دماء شعبهم (1-2)


اكرم الثوري

ثمة حقائق في مسيرة ال الفقاهة والشهادة من اسرة الامام الحكيم لا يمكن انكارها او اغفالها وربما لم تتضح بعد ابعادها وملامحها وهي حقائق ينبغي الوقوف عندها قليلاً لكي تتضح طبيعة الدور التضحوي لهذه الاسرة الكريمة وما صنعته في خدمة العراق ونجاحها في حقن دماء العراقيين.سنشير الى بعض مواقف هذه الاسرة المجاهدة التي قدمت نفسها في طريق الخلاص وانقاذ العراقي وكانت رمز التضحية والفداء والايثار.ولعل الموقف الشجاع والمبدئي للامام محسن الحكيم (قدس) في مواجهة الانظمة المستبدة التي حاولت تطويع الفتوى الفقهية لتحقيق اغراضها البوليسية لقمع الاخوة الكرد وتحريمه قتال الاخوة الكرد يعبر عن منتهى التضحية والايثار والشجاعة وربما يجد لو التمس الامام محسن الحكيم (قدس) لنفسه الاعذار والمبررات الشرعية كالتقية وغيرها لاجاز مقاتلة الاخوة الكرد لكنه لم يضع امامه الا الموقف الشرعي التأريخي الذي لا يقبل التقية او التورية او التمويه لشعوره ان المجاملة في الدماء لا تليق به ولا تجوز لغيره من مراجع الدين.والمفارقة ان الذين وقفوا مع الانظمة الحاكمة في بغداد في تلك الفترة كانوا من وعاظ السلاطين وفقهاء السلطة الذين يعيبون على اتباع اهل البيت العمل بالتقية بينما وقفوا في خدمة تلك الانظمة وامتنع الامام محسن الحكيم (قدس) الانصياع لمزاج السلطات البوليسية الحاكمة.ولابد من الاشارة العابرة الى نقطة هامة في هذا السياق لكي لا تلتبس الامور عند القارىء ويتوهم ان التقية جائزة في هذا المجال فان من الواضح جداً ان اعتقادنا بالتقية لا يتعدى مجال الدماء والفروج فلا تقية في الدماء.والموقف الاخر للشهيد العلامة السيد مهدي الحكيم عندما واجه السلطة الحاكمة في بغداد في نهاية الستينات فنأى بنفسه عن توريط اتباع ومقلدي والده الامام محسن الحكيم (قدس) في هذه الازمة خاصة انه تيقن ان النظام الحاكم يخطط لاعتقاله بعد الصاق التهم البائسة بحقه كتهمة الجاسوسية فحاول مواجهة السلطة بنفسه لكي يحقن دماء اتباع اهل البيت في العراق فخرج من العراق دون ان يخلف وراءه المئات بل الالاف من الضحايا والشهداء.ولعل موقف شهيد المحراب في عهد المعارضة وحرصه على اهمية الحفاظ على سلامة العراقيين رغم بشاعة ووحشية النظام الصدامي وطبيعة المواجهة العنيدة مع العصابة الصدامية لكنه كان يفكر اولاً بحماية العراقيين في كل حركته السياسية والجهادية فقد اقترح عليه احد القادة الميدانيين في فيلق بدر بتحرير محافظة ميسان واحداث انتفاضة شعبية مسلحة في سنة 1999 بعد الاتفاق مع ضباط عراقيين في الجيش العراقي فوافق شهيد المحراب على هذا المقترح وابدى وضع كل الامكانات والقدرات في تحقيق هذا الهدف لكنه اشترط على القائد الميداني شرطاً لكي يدعمه بقوة وكان شرطه هو الحفاظ على سلامة المواطنين من اهالي العمارة من ردود فعل النظام التي تعقب الانتفاضة المفترضة وتأكيده بان تحقيق الهدف لا يكفي بل الحفاظ على الهدف وحقن دماء الناس في محافظة ميسا ن فليس من الصحيح ان نعلن الانتفاضة وننسحب ونترك اهالي العمارة امام مطرقة مدفعية ودبابات النظام الصدامي.واوقف شهيد المحراب هذه الانتفاضة حفاظاً على اهالي العمارة بعد ان رفض القائد الميداني المذكور هذا الشرط.

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
التعليقات
طاهر باقر : انا استغرب لماذا لابد ان يقدم شاب عراقي على الانتحار من اجل مسألة تافهة مثل هذه القضية ...
الموضوع :
انتحار طالب بعد عودته من الامتحان في واسط
باقر : والنعم من النواصب الدواعش والجولاني ..... والنعم من اتباع الصحابة ...
الموضوع :
الاردن يطرد عدد من اطفال غزة المصابين وعوائلهم بحجة ان الاردن مفلس
علي : السلام عليكم ورحمة الله وبركاته نتمنى من أدارة المطار أن تسمح بدخول السيارات لأستقبال المسافر لأن نحن ...
الموضوع :
وزارة النقل تعلن قرب افتتاح ساحة النقل الخاص بمطار بغداد الدولي
الحسين بن علي : الحفيد للجد السعيد ياجد عُد فكلنا اشتقنا لرؤياك وضحكة محياك ياعذب الماء ...
الموضوع :
صورة لاسد المقاومة الاسلامية سماحة السيد حسن نصر الله مع حفيده الرضيع تثير مواقع التواصل
باقر : انت غلطان وتسوق الاوهام.... حثالات الأرض هم أهالي تكريت والانبار وديالى والموصل.... ...
الموضوع :
حماقة البعث والوجه الآخر لتكريت.
ضياء عبد الرضا طاهر : حبيبي ھذا الارھابي محمد الجولاني ھو مثل جورج دبليوا بوش الصغير وترامب صعد وصار رئيس واستقبال حافل ...
الموضوع :
صورة للارهابي ابو محمد الجولاني عندما كان معتقلا في سجن بوكا عام 2005
----خلف ناصر عبد الله : اتمنى لكم التوفيق والسداد بحوث روعه غيتها اعلاء اعلام دين الله سبحانه:؟ ...
الموضوع :
تفسير "هذا صراطُ عليٍّ مستقيم" (الحجر: 41)
منير حجازي : العلاقات التي تربط البرزانيين بالكيان الصهيونية علاقات قديمة يطمح الاكراد من خلالها أن يساعدهم اليهود على إنشاء ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يُحرك شكوى ضد ممثل حكومة كردستان في المانيا دلشاد بارزاني بعد مشاركته احتفال في سفارة الكيان الصهيوني
منير حجازي : الاخت الفاضلة حياكم الله نقلتي قول (أنطوان بارا) في كتابه الحسين في الفكر المسيحي وهو يعقد مقارنة ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
ولي : بعد سنوات اليوم يقبل ابناء عنيفص منفذ المقابر الجماعية بحق الانتفاضة الشعبانية ١٩٩١ في الكلية العسكرية بينما ...
الموضوع :
محكمة جنايات بابل تحكم باعدام الارهابي رائد عنيفص العلواني قاتل 26 مواطنا ودفنهم في حديقة داره ببابل
فيسبوك