المقالات

العرب يملكون الموت فكيف يعطون الحياة


خضير العواد

الحكومات في جميع الدول الديمقراطية تأتي من خلال نتاج صناديق الانتخابات أي يتم الامر بأختيار الناخب ولكن الامر في العراق يختلف كلياً ، لاحظ الكتل الفائزة في الانتخابات تتسابق في زيارة دول الجوار العراقي وتتشاور معها في تكوين الحكومة القادمة وكأن القرار في أختيار الحكومة يتم في تلك البلدان وليس للناخب أي علاقة فقط أنه أنتخبهم وليس له الحق في أي شئ وعليه الانتظار لما ينتج عن هذه الزيارات المكوكية حول دول الجوار. حتى التجربة اللبنانية التي نخشى أن تكون المثل الذي يقتدى به في تكوين الحكومة العراقي مستقبلاً فأن الاقطاب التي تكون الحكومة عندها دولتين أحداهما سوريا والاخرى السعودية ولكن الامر في العراق تعدى كل دول الجوار بل وصل الامر الى قطر والبحرين ومصر وغيرها من الدول التي ستأتي على لائحة السياسين .ولا نعلم أي شكل للحكومة العراقية يتقبله المزاج العربي هل هذا المزاج يطابق المزاج الفرد العراقي أم يختلف عنه ، ولكن الذي نفهمه أن المزاج العربي بشكل عام يتنافر مع المزاج العراقي الجديد بكل التفاصيل ، فمزاج الحكومات العربية يفضل النظام الدكتاتوري الشمولي ويميل الى الطائفية وعنده ولع في بناء السجون والمعتقلات وقتل الحريات فمزاج بهذا الشكل ماذا تأخذ منه وأنت تريد بناء بلد ديمقراطي السلطة فيه تتغير بورقة صغيرة من الناخب والجميع فيه متساوون بالحقوق والواجبات وينعمون بالحرية وأحترام جميع الطوائف والاديان وانت تريد بناء المناطق الترفيهية لشعبك ، فشتان مابين العقليتين .فحكومة تنتج من هذه الزيارات تعطيك أنطباع على ضعفها وهزالتها ولاتمتلك أي ثابت بل مصالحها هي التي تحركها وليس المصلحة العليا للشعب .فأذا أردتم أن تكونوا حكومة تحقق تطلعات شعبكم فعليكم المداولات مع بعضكم البعض حتى تنتج حكومة قوية مستمدة قوتها من شعبها لانه نتاجهم ومن ثم أذا أردتم تقوية علاقاتكم مع دول الجوار فهذا جميل ومهم ولكن وفقاً لتبادل المصالح وليس التذلل فالعلاقات الدولية بشل عام مبنية على تبادل المصلحة أي ليس هناك صديق دائم أو عدو دائم الذي تتوافق معه مصلحة الشعب فهو الصديق والعكس صحيح. فالقومية أو الجوار لا تعتبر من العوامل التي تؤدي الى ضرب مصلحة الشعب من أجل بناء علاقة مع هذه الدول، الغاية ليس بناء العلاقة مع هذه الدول بل الغاية هي مصلحة الشعب ، وتفعل الحكومات المستحيل من أجل هذه المصلحة ، فبناء الحكومة هو المرتكزالذي يأتي بعده بناء العلاقات وليس العكس لان الحكومة القوية المتفهمة للواقع السياسي هي التي تبني علاقات جيدة مع كل الدول التي تريد الحفاظ على المصالح المتبادلة ، فالاجدربالكتل السياسية التركيز على الحوار الداخلي وترك دول الجوار لان هذه الدول تعمل وفق الحفاظ على مصالحها أولاً وفي مقدمة مصالحها أبقاء العراق ضعيفاً تنهشه مخالب الارهاب والتفرقة وهذا مالايريده كل سياسي يحب شعبه ووطنه .

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
التعليقات
طاهر باقر : انا استغرب لماذا لابد ان يقدم شاب عراقي على الانتحار من اجل مسألة تافهة مثل هذه القضية ...
الموضوع :
انتحار طالب بعد عودته من الامتحان في واسط
باقر : والنعم من النواصب الدواعش والجولاني ..... والنعم من اتباع الصحابة ...
الموضوع :
الاردن يطرد عدد من اطفال غزة المصابين وعوائلهم بحجة ان الاردن مفلس
علي : السلام عليكم ورحمة الله وبركاته نتمنى من أدارة المطار أن تسمح بدخول السيارات لأستقبال المسافر لأن نحن ...
الموضوع :
وزارة النقل تعلن قرب افتتاح ساحة النقل الخاص بمطار بغداد الدولي
الحسين بن علي : الحفيد للجد السعيد ياجد عُد فكلنا اشتقنا لرؤياك وضحكة محياك ياعذب الماء ...
الموضوع :
صورة لاسد المقاومة الاسلامية سماحة السيد حسن نصر الله مع حفيده الرضيع تثير مواقع التواصل
باقر : انت غلطان وتسوق الاوهام.... حثالات الأرض هم أهالي تكريت والانبار وديالى والموصل.... ...
الموضوع :
حماقة البعث والوجه الآخر لتكريت.
ضياء عبد الرضا طاهر : حبيبي ھذا الارھابي محمد الجولاني ھو مثل جورج دبليوا بوش الصغير وترامب صعد وصار رئيس واستقبال حافل ...
الموضوع :
صورة للارهابي ابو محمد الجولاني عندما كان معتقلا في سجن بوكا عام 2005
----خلف ناصر عبد الله : اتمنى لكم التوفيق والسداد بحوث روعه غيتها اعلاء اعلام دين الله سبحانه:؟ ...
الموضوع :
تفسير "هذا صراطُ عليٍّ مستقيم" (الحجر: 41)
منير حجازي : العلاقات التي تربط البرزانيين بالكيان الصهيونية علاقات قديمة يطمح الاكراد من خلالها أن يساعدهم اليهود على إنشاء ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يُحرك شكوى ضد ممثل حكومة كردستان في المانيا دلشاد بارزاني بعد مشاركته احتفال في سفارة الكيان الصهيوني
منير حجازي : الاخت الفاضلة حياكم الله نقلتي قول (أنطوان بارا) في كتابه الحسين في الفكر المسيحي وهو يعقد مقارنة ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
ولي : بعد سنوات اليوم يقبل ابناء عنيفص منفذ المقابر الجماعية بحق الانتفاضة الشعبانية ١٩٩١ في الكلية العسكرية بينما ...
الموضوع :
محكمة جنايات بابل تحكم باعدام الارهابي رائد عنيفص العلواني قاتل 26 مواطنا ودفنهم في حديقة داره ببابل
فيسبوك