المقالات

لماذا ترك السيد عمار الحكيم بغداد وذهب الى غيرها؟


بقلم:نوال السعيد

خاطب السيد عمار الحكيم رئيس المجلس الاسلامي الاعلى العراقي ابناء محافظة ميسان-العمارة-التي زارها مؤخرا ضمن جولة شملت محافظات الديوانية وذي قار ايضا، (انني تركت بغداد تعج بالمفاوضات والمباحثات والاجتماعات وجئت اليكم لالتقيم واتحدث اليكم.. فمن اجلكم تشكل الحكومات، وانتم من تستحقون ان نعمل لكم).ومايجب التأكيد والتنبيه اليه هنا هو ان جولة السيد الحكيم جاءت بعد فترة زمنية قصيرة من اجراء الانتخابات واعلان نتائجها النهائية، وهذا يعني انه لم تعد هناك حملات دعائية انتخابية ومساعي لكسب الاصوات وخطط لتحشيد وتعبئة الناس ودفعهم للتصويت الى هذا الكيان او ذاك المرشح.تلقائيا بعد الانتخابات يصبح العمل الحقيقي والفعلي في داخل الكواليس السياسية لتشكيل الحكومة واختيار الوزراء، والسياسيون الذين كانوا بالامس القريب يتوددون الى الناس لاستمالتهم وكسب اصواتهم يشيحون عنهم ويختفوت تقريبا، وخصوصا الساعين واللاهثين وراء المناصب والامتيازات بأي ثمن ، لكن اصحاب الثوابت والمباديء الوطنية لاتختلف بالنسبة لهم فترة ماقبل الانتخابات عن فترة مابعدها. اذ ان علاقتهم مع الناس لاتحكمها الانتخابات، ولاتقررها المشاريع والحسابات والمصالح السياسية، وهذا هو نهج تيار شهيد المحراب ، الذي انا شخصيا لاارتبط به تنظيميا ولكن مايربطني اكثر بكثير من الحالة التنظيمية الحزبية الروتينية. والسيد عمار الحكيم يمثل في منهجه السياسي والاجتماعي ذلك النهج بصدق وامانة واخلاص.واذا افترضنا ان السيد عمار الحكيم راح يتنقل من محافظة الى اخرى قبل الانتخابات لتحشيد الاصوات للائتلاف الوطني العراقي وللمجلس الاعلى الاسلامي العراقي الذي هو زعيمه، مثلما ادعى البعض، فلنا ان نتساءل اذا كان الامر كذلك، فما الذي يدفعه الى تكرار جولاته بعد الانتخابات بوقت قصير، علما انه لم تعد هناك حملات دعائية، ولا اصوات يتنافس السياسيون على كسبها، وانما هناك حراك سياسي على اعلى المستويات وفي مختلف الاتجاهات في العاصمة بغداد اساسا لترتيب ورسم الخارطة السياسية للمرحلة المقبلة، والسيد عمار الحكيم من الطبيعي ان يكون محورا اساسيا في هكذا حراك، ولو كان الهدف الاساسي هو البحث عن مكاسب وامتيازات لما كان هناك مبررا للتجول مرة اخرى بين المحافظات، والالتقاء بجموع الناس والتحدث معهم، بنفس الجوهر والمضمون والاسلوب، حتى ليشعر المتلقي والسامع ان هناك انتخابات مصيرية على الابواب.لاشك ان الفارق كبير وشاسع جدا بين من يكون عمله وتحركه موسميا او مناسباتيا ومرتبطا بحسابات سياسية، وبعدها يديره ظهره ويختفي عن الانظار، وبين من نجده وسط الناس في كل مكان وزمان، ويعد نفسه ملكا لهم.

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
التعليقات
علي ابراهيم
2010-04-10
ان موقفي من اي جهه ليس ثابتا بل يعتمد على مدى التزام هذه الجهه اوتلك بالرجوع لمن امرالامام-عليه السلام-بالرجوع اليهم حين قال:"واماالحوادث الواقعة فارجعوا فيها الى رواة حديثنا فانهم حجتي عليكم" وهم مراجع الدين الحنيف وفي مقدمتهم السيدالسيستاني-روحي فداه-..وهذه الضابطه هي البوصلة التي تحدد لي موقفي وارجومن جميع الاخوة اقتناءهافهي"لاتخرجهم من هدى ولاتردهم في عمى"..وليعلم الاخوة ان الحق واحد..فاذا اختلف اثنان قديكون كلاهما على باطل ولكن لا يمكن ان يكون كلاهما على حق..واللبيب تكفيه الاشارة
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
التعليقات
طاهر باقر : انا استغرب لماذا لابد ان يقدم شاب عراقي على الانتحار من اجل مسألة تافهة مثل هذه القضية ...
الموضوع :
انتحار طالب بعد عودته من الامتحان في واسط
باقر : والنعم من النواصب الدواعش والجولاني ..... والنعم من اتباع الصحابة ...
الموضوع :
الاردن يطرد عدد من اطفال غزة المصابين وعوائلهم بحجة ان الاردن مفلس
علي : السلام عليكم ورحمة الله وبركاته نتمنى من أدارة المطار أن تسمح بدخول السيارات لأستقبال المسافر لأن نحن ...
الموضوع :
وزارة النقل تعلن قرب افتتاح ساحة النقل الخاص بمطار بغداد الدولي
الحسين بن علي : الحفيد للجد السعيد ياجد عُد فكلنا اشتقنا لرؤياك وضحكة محياك ياعذب الماء ...
الموضوع :
صورة لاسد المقاومة الاسلامية سماحة السيد حسن نصر الله مع حفيده الرضيع تثير مواقع التواصل
باقر : انت غلطان وتسوق الاوهام.... حثالات الأرض هم أهالي تكريت والانبار وديالى والموصل.... ...
الموضوع :
حماقة البعث والوجه الآخر لتكريت.
ضياء عبد الرضا طاهر : حبيبي ھذا الارھابي محمد الجولاني ھو مثل جورج دبليوا بوش الصغير وترامب صعد وصار رئيس واستقبال حافل ...
الموضوع :
صورة للارهابي ابو محمد الجولاني عندما كان معتقلا في سجن بوكا عام 2005
----خلف ناصر عبد الله : اتمنى لكم التوفيق والسداد بحوث روعه غيتها اعلاء اعلام دين الله سبحانه:؟ ...
الموضوع :
تفسير "هذا صراطُ عليٍّ مستقيم" (الحجر: 41)
منير حجازي : العلاقات التي تربط البرزانيين بالكيان الصهيونية علاقات قديمة يطمح الاكراد من خلالها أن يساعدهم اليهود على إنشاء ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يُحرك شكوى ضد ممثل حكومة كردستان في المانيا دلشاد بارزاني بعد مشاركته احتفال في سفارة الكيان الصهيوني
منير حجازي : الاخت الفاضلة حياكم الله نقلتي قول (أنطوان بارا) في كتابه الحسين في الفكر المسيحي وهو يعقد مقارنة ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
ولي : بعد سنوات اليوم يقبل ابناء عنيفص منفذ المقابر الجماعية بحق الانتفاضة الشعبانية ١٩٩١ في الكلية العسكرية بينما ...
الموضوع :
محكمة جنايات بابل تحكم باعدام الارهابي رائد عنيفص العلواني قاتل 26 مواطنا ودفنهم في حديقة داره ببابل
فيسبوك