المقالات

رسـائل البعـث المـلغمـة في ذكـرى تأسيسـه للشـعب العـراقـي


ما تزال الذاكرة تعج بكم المأسي التي عاناه الشعب العراقي وما زال يئن من تبعاتها ابان حكم البعث العفلقي الذي جثم على قلوب العراقيين ومقدرات البلد على ما يربو أربعة عقود من أسوء ما مرعلى الشعب الذي كان يعيش سجنا كبيرا بعيد عن أنظار المنظمات العالمية والعربية لحقوق الانسان وبعيدا عن قرارات مجلس الامن وتدخلاته الا اذا كان هناك دفع تعويضات أو إستحصالحا , فلم يسمع أحد عن الحبس الجماعي أو الانفرادي للمجاميع أو الأشخاص ولم يسمع أحد بالتصفيات الجسدية بسبب وبغيره, ولم يطلعوا على المقابر الجماعية والمنشآت التي كانت تدفن مع من فيها وهم أحياء في صحاري البلد , وكما لم يصلهم خبر الأنفال  وحلبجة وتجفيف الاهوار وأنشاء البحيرات الصناعية بغية قطع المياه عن مناطق الوسط والجنوب التي كادت تهلك من العطش وكثرة الامراض !! , أخبار حرق بساتين النخيل وتجريفها وهدم الدور على رؤوس ساكنيها غضوا الطرف عنها جميعا , وكأن العراق كان يعيش على كوكب أخر يصعب اكتشافه وسبر أغواره . كل هذه الجرائم وأضعافها تكاد تكون العلامة المميزة والماركة المسجلة بأسم البعث البائد .

أرادت فلول البعث في ذكرى تأسيسه المشؤوم أن ترسل برسائل تذكير للشعب العراقي بعد أن يأست في سبع سنوات من العودة للتسلط , رسائل مفادها انهم باقون على نفس الاهداف وبنفس الطرق والأساليب في الترويع ونشر الخراب والدمار , وما سلسلة التفجيرات النوعية التي قامت بها خلال الايام الماضية وابتدئا من جريمة قرية البوصيفي في هور رجب وقتل عوائل تابعة للصحوات التي أريد منها معاقبة هؤلاء لانخراطهم بالأجهزة الأمنية وحفظ أمن مناطقهم وقراهم وأشتراك عناصر منهم في العملية السياسية وترشيحهم  بالانتخابات . هذه الجريمة التي حاول وفيق السامرائي حرفها عن مفهومها خلال لقاء صحفي معه في أحدى قنوات العهر العربي  محاولا أثارة النعرات الطائفية , ويدافع عن حزام بغداد الطائفي وخطط عمل بها وساعد في تثبيتها مع قياداته البعثية  انذاك, محاولا رمي تهمة استهداف جريمة البوصيفي في هور رجب على قيادات حاكمة وبمنطق مضحك لانه ما زال يستخدم نفس اللغة التي سئمها العراقيون وكرهوا مطلقيها .

السامرائي يعلم جيدا وقبل غيره ان هؤلاء من أسكنوا في ثمانينيات القرن الماضي في محيط بغداد في قرى أطلق عليها حزام بغداد , ضمن خطة النظام المباد إحداث تغيير ديمغرافي في العديد من المناطق العراقية فأستحدث قرى مثل المشاهدة والطارمية والتاجي شمالاً، وأبو غريب والفلوجة والرضوانية غرباً، وخان بني سعد والنهروان شرقاً، بالإضافة الى منطقة الجنوب التي اطلق عليها مثلث الموت وتضم مدناً مثل اللطيفية واليوسفية والمحمودية والمدائن.

وكما حدث في كركوك بأستقدام العرب اليها واقتطاع العديد من القرى والمناطق من محافظات وإلحاقها بمحافظات أخرى بهدف أحداث توازن طائفي وعرقي وحسب منظور قيادات البعث المنحل والتي ظهرت نتائجها السلبية لاحقا في كم المشاكل التي عانت منها تلك المناطق والى يومنا هذا .

بالنسبة لحزام بغداد الطائفي ذو الطبيعة الجغرافية المتميزة بان القرى والمدن الصغيرة فيها مرتبطة مع بعضها بشبكة معقدة من الطرق والممرات والمزارع التي يصعب السيطرة عليها , وتوفر لمجاميعهم الارهابية المسلحة مساحة للتمويه والحركة والتنقل والكر والفر التي تستخدم في حرب العصابات والتي راح ضحيتها الألف من اتباع أهل البيت في تلك المناطق والتي سكت عنها السامرائي او ربما لم يسمع عنها الى الان ! .

حزام بغداد الطائفي الذي أريد منه أن يكون الطوق "السني" الحامي لعاصمة القائد الضرورة , وكان له الأثر السلبي في بعد سقوط النظام فتكونت مثلث ومربع ودوائر الموت التي كانت تقتل وتذبح على الهوية بعد أن استقطنتها عصابات البعث التي عجزت عن الدفاع عن العاصمة . وبدأت بأستكمال مسلسل جرائهما بعد أن وجدت الحليف السلفي الذي يمتهن قطع الرؤوس والتمثيل بالضحايا , فبعد أن كان الأجرام يتم تحت جنح الظلام اصبح بعد سقوط النظام في العلن وتحت الشمس ويسجل ويبث في مواقعهم الاجرامية  ليظهروا حقيقة ما كانوا عليه سابقا , وندعو وفيق السامرائي لمراجعة ارشيف المواقع ليطلع على حقيقة ما كان يجري.

وعودة على سلسلة التفجيرات يوم الأحد الماضي التي طالت فيها السفارات الايرانية والمصرية والالمانية التي إختيرت بعناية لتوصل رسائل الى دول الجوار الاقليمي والعربي والاوربي  بأعادة النظر في علاقاتها الدبلوماسية مع بغداد وبأن الاوضاع الأمنية لا تسمح بأستمرار أعمالها في فترة ما بعد الأنتخابات التشريعية , في رسالة مفادها " لا عراق الا العراق الذي يحكمه البعث ولا حكم الا للقائد ألاوحد خليفة صدام على الارض عزة ابو الثلج " , وتفجيرات الامس التي طالت مناطق سكنية سقط فيها الابرياء بين شهيد وجريح أريد منها إعادة لزرع بذور الفتنة الطائفية في البلد بأستهدافهم المناطق الشيعية الفقيرة ونسوا بأن الشعب تسامى على جروح الماضي وخبر أساليبهم الخبيثة وألاعيبهم التي أرادوا جر البلد فيها الى التطاحن المذهبي الذي هو السبيل الامثل لهم بحلم العودة ثانية .

عراقيـــة

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
التعليقات
نفاذ صبر البعثيين
2010-04-08
خاب امل البعثيين بعد محاولاتهم عبر الانتخابات بانقلاب ابيض يمهد تدريجيا الرجوع الكلي للسلطةبتواطو عربي امريكي وبذكاء خارق لرموزنا المرابطين الذين التفتوا لكيدالاعداء ومحاولةسحب البساط فما اخطرهم وهم الان موجودين وسط تكتلات سياسيةتمثلهم تحتل مكانةبالعراق الجديد فهم بدلا من تبييض صفحاتهم السوداء للشعب العراقي ومحاولةكسبه بتغيير ايدليوجيتهم الدموية نراهم اكثر اصرارا على تدمير كل ماهو حي بالعراق لذا لابد من قطع الطريق عليهم بكل السبل بدأ بالتضييق على علاوي وكتلته المشؤومة وانتهاءً بضبط الوضع الامني
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
التعليقات
طاهر باقر : انا استغرب لماذا لابد ان يقدم شاب عراقي على الانتحار من اجل مسألة تافهة مثل هذه القضية ...
الموضوع :
انتحار طالب بعد عودته من الامتحان في واسط
باقر : والنعم من النواصب الدواعش والجولاني ..... والنعم من اتباع الصحابة ...
الموضوع :
الاردن يطرد عدد من اطفال غزة المصابين وعوائلهم بحجة ان الاردن مفلس
علي : السلام عليكم ورحمة الله وبركاته نتمنى من أدارة المطار أن تسمح بدخول السيارات لأستقبال المسافر لأن نحن ...
الموضوع :
وزارة النقل تعلن قرب افتتاح ساحة النقل الخاص بمطار بغداد الدولي
الحسين بن علي : الحفيد للجد السعيد ياجد عُد فكلنا اشتقنا لرؤياك وضحكة محياك ياعذب الماء ...
الموضوع :
صورة لاسد المقاومة الاسلامية سماحة السيد حسن نصر الله مع حفيده الرضيع تثير مواقع التواصل
باقر : انت غلطان وتسوق الاوهام.... حثالات الأرض هم أهالي تكريت والانبار وديالى والموصل.... ...
الموضوع :
حماقة البعث والوجه الآخر لتكريت.
ضياء عبد الرضا طاهر : حبيبي ھذا الارھابي محمد الجولاني ھو مثل جورج دبليوا بوش الصغير وترامب صعد وصار رئيس واستقبال حافل ...
الموضوع :
صورة للارهابي ابو محمد الجولاني عندما كان معتقلا في سجن بوكا عام 2005
----خلف ناصر عبد الله : اتمنى لكم التوفيق والسداد بحوث روعه غيتها اعلاء اعلام دين الله سبحانه:؟ ...
الموضوع :
تفسير "هذا صراطُ عليٍّ مستقيم" (الحجر: 41)
منير حجازي : العلاقات التي تربط البرزانيين بالكيان الصهيونية علاقات قديمة يطمح الاكراد من خلالها أن يساعدهم اليهود على إنشاء ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يُحرك شكوى ضد ممثل حكومة كردستان في المانيا دلشاد بارزاني بعد مشاركته احتفال في سفارة الكيان الصهيوني
منير حجازي : الاخت الفاضلة حياكم الله نقلتي قول (أنطوان بارا) في كتابه الحسين في الفكر المسيحي وهو يعقد مقارنة ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
ولي : بعد سنوات اليوم يقبل ابناء عنيفص منفذ المقابر الجماعية بحق الانتفاضة الشعبانية ١٩٩١ في الكلية العسكرية بينما ...
الموضوع :
محكمة جنايات بابل تحكم باعدام الارهابي رائد عنيفص العلواني قاتل 26 مواطنا ودفنهم في حديقة داره ببابل
فيسبوك