المقالات

غدير الحسين (ع)


سامي جواد كاظم

اكمالا لما كتبناه في مقالنا السابق عن محطة مهمة من تاريخ الحسين عليه السلام قبل الطف نكمل في مقالنا هذا بقية الرواية والحديث عن ابعادها ، تكملة الرواية تقول :

فقام فيهم خطيبا وبعد حمده لله عز وجل والثناء عليه وذكر موبقات معاوية قال لهم اني اريد ان اسالكم عن شيء فان صدقت فصدقوني وان كذبت فكذبوني اسمعوا مقالتي واكتبوا قولي ثم ارجعوا الى امصاركم وقبائلكم فمن امنتم من الناس ووثقتم به فادعوهم الى ما تعلمون من حقنا فاني اتخوف ان يدرس هذا الامر ويغلب والله متم نوره ولو كره الكافرون .فكان يذكر الحسين عليه السلام الايات القرانية النازلة بحقهم والاحاديث النبوية التي تخصهم فما ترك شيء الا وذكره والصحابي يقول اللهم سمعنا وشهدنا والتابعي اللهم قد حدثني به من اصدقه وائتمنه من الصحابة فقال عليه السلام انشكم الله الا حدثتم به من تثقون به وبدينه... انتهت الرواية .ان عملية جمع الحجيج هي اشبه بعملية جمع الحجيج يوم الغدير هذا اولا ، وثانيا وهو الامر الذي يثير الاستغراب الا وهو كيف ان هنالك من حاول طمس السنة النبوية وان الاف من الصحابة صلوا خلف رسول الله صلاة الجنازة واليوم خلاف بعدد التكبيرات وهنا استغرب كيف ان الكتاب والباحثين يصفون فترة الامام الحسين عليه السلام بقلة الحديث والروايا لما كان يعيشه عليه السلام في عصر الطلقاء فكيف اذن ذكروا الرواة انه ذكر كل الايات والاحاديث التي تخصهم وعلى مراى ومسمع اكثر من سبعمائة صحابي فهل يعقل او يغفل هذا التراث الحسيني ؟!!، وثالثا لاحظوا تاكيد الحسين عليه السلام على طبيعة المتلقي كيف تكون صفاته وهذا يدل دلالة قطعية على امرين الاول كثرة الجواسيس الاموية بدليل التاكيد على نشر الحديث بين من ياتمون ويثقون به ، والثاني هو كثرة الوضاعين الذين اغدق عليهم معاوية في المال لتحريف وتدليس الحديث النبوي الشريف وخصوصا ما يخص الائمة الاطهار عليهم السلام ، ورابعا لاحظوا التابعي يقول حدثني من ائتمنه واصدقه من الصحابة وهذا يدل على وجود صحابة غير ماتمنين ولا صادقين .ونهاية المطاف هو تصرف الحسين عليه السلام في اختيار الوقت والمكان والمضمون والمتلقي والتي تعد من اساسيات اهتمام الاعلامي الناجح فالوقت حال انتهاء الحج وذكرى غدير ابيه عليه السلام والمكان ملتفى ومفترق الحجيج والمتلقي هم الشريحة المؤتمنة الصادقة المعروفة بالنسك والصلاح والمضمون هو التاكيد على ولاية اهل البيت عليهم السلام لانه على علم بما يضمره معاوية من استخلاف ابنه الدعي يزيد ، وهذا الدرس يكون القنوات المتخصصة بثقافة اهل البيت هم الاولى في استيعابه والالتزام به حتى يستطيعون من تحقيق الهدف المرجو من فضائياتهم . اضافة الى ذلك لاحظوا عبارة الاستهلال في تثبيت صدق كلامه عليه السلام الا وهي ان صدقت فصدقوني وان كذبت فكذبوني وحاشاه من الكذب وهو يعلم ذلك الا انه لابد من استخدامها لاستدراج المتلقي وجعله البحث عن الكذب ان وجد وهذا نفس الامر حدث في يوم المباهلة مع نصارى نجران عندما طلب رسول الله صلى الله عليه واله وسلم ان تكون لعنة الله على الكاذب مع علمه علم اليقين بانه ليس بكاذب ولكن هذا ادب الحوار في اثبات حقيقة يكون صاحب الحقيقة هو البادئ بالكلام .

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
التعليقات
طاهر باقر : انا استغرب لماذا لابد ان يقدم شاب عراقي على الانتحار من اجل مسألة تافهة مثل هذه القضية ...
الموضوع :
انتحار طالب بعد عودته من الامتحان في واسط
باقر : والنعم من النواصب الدواعش والجولاني ..... والنعم من اتباع الصحابة ...
الموضوع :
الاردن يطرد عدد من اطفال غزة المصابين وعوائلهم بحجة ان الاردن مفلس
علي : السلام عليكم ورحمة الله وبركاته نتمنى من أدارة المطار أن تسمح بدخول السيارات لأستقبال المسافر لأن نحن ...
الموضوع :
وزارة النقل تعلن قرب افتتاح ساحة النقل الخاص بمطار بغداد الدولي
الحسين بن علي : الحفيد للجد السعيد ياجد عُد فكلنا اشتقنا لرؤياك وضحكة محياك ياعذب الماء ...
الموضوع :
صورة لاسد المقاومة الاسلامية سماحة السيد حسن نصر الله مع حفيده الرضيع تثير مواقع التواصل
باقر : انت غلطان وتسوق الاوهام.... حثالات الأرض هم أهالي تكريت والانبار وديالى والموصل.... ...
الموضوع :
حماقة البعث والوجه الآخر لتكريت.
ضياء عبد الرضا طاهر : حبيبي ھذا الارھابي محمد الجولاني ھو مثل جورج دبليوا بوش الصغير وترامب صعد وصار رئيس واستقبال حافل ...
الموضوع :
صورة للارهابي ابو محمد الجولاني عندما كان معتقلا في سجن بوكا عام 2005
----خلف ناصر عبد الله : اتمنى لكم التوفيق والسداد بحوث روعه غيتها اعلاء اعلام دين الله سبحانه:؟ ...
الموضوع :
تفسير "هذا صراطُ عليٍّ مستقيم" (الحجر: 41)
منير حجازي : العلاقات التي تربط البرزانيين بالكيان الصهيونية علاقات قديمة يطمح الاكراد من خلالها أن يساعدهم اليهود على إنشاء ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يُحرك شكوى ضد ممثل حكومة كردستان في المانيا دلشاد بارزاني بعد مشاركته احتفال في سفارة الكيان الصهيوني
منير حجازي : الاخت الفاضلة حياكم الله نقلتي قول (أنطوان بارا) في كتابه الحسين في الفكر المسيحي وهو يعقد مقارنة ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
ولي : بعد سنوات اليوم يقبل ابناء عنيفص منفذ المقابر الجماعية بحق الانتفاضة الشعبانية ١٩٩١ في الكلية العسكرية بينما ...
الموضوع :
محكمة جنايات بابل تحكم باعدام الارهابي رائد عنيفص العلواني قاتل 26 مواطنا ودفنهم في حديقة داره ببابل
فيسبوك