المقالات

لا وصاية ولا قيمومة مفروضة في العراق الجديد


ميثم الثوري

هناك حقيقة لا غبار عليها وهي ان التفاهمات السياسية حق مشروع للجميع وهي الخطوة باتجاه تكريس العملية السياسية ونجاحها وهذه التفاهمات لم ولن تصب ضد احد بالتحديد ولن تضر مكوناً بالتأكيد.وقد اعتادت القوى السياسية والكتل النيابية من ايجاد حالة من التفاهمات والتوافقات من اجل وضع رؤية مشتركة لتقريب وجهات النظر والاتفاق على القدر الجامع بين مصالح الاطراف السياسية ومتطلبات المرحلة السياسية في العراق.ونعتقد بشكل جازم بان اي تفاهم بين الكتل السياسية افضل من التصادم وان الاتفاق بينها افضل من الافتراق والشقاق وهذه قناعة اجماعية لا يختلف عليها اثنان في العراق.ومن فوائد هذه التفاهمات السياسية انها تحقق القدر الاهم من التقارب وتبديد سوء الفهم الحاصل بين الاطراف الفاعلة في العملية السياسية وتستدعي حالات الخلاف من اجل ايجاد الحلول الفورية لها افضل من تعمقها وتجذرها بحيث تصبح عصية على الحلول.وربما كان التفاهم الرباعي بين الحزبين الكرديين والمجلس الاعلى وحزب الدعوة قبل عامين المنقذ للحكومة من السقوط او حجب الثقة وهو التفاهم الذي حاول البعض تناسيه او الانقلاب عليه والتنصل عنه بعد ان تجاوز ازمة حجب الثقة عن الحكومة في ظروف انسحاب وزراء الكتل بغية اضعافها واسقاطها.ولابد ان نراعي في هذه التفاهمات امران مهمان وهما:الاول: المصلحة الوطنية وثوابت العراق فهي خط احمر امام اي اتفاقوالثاني: التعامل بشمولية غير انتقائية مع هذه التفاهمات بعيداً عن البراغماتية والانانية الحزبية ولابد ان تخضع هذه التفاهمات الى التزام كل الاطراف بها وعدم التخلي عنها.واليوم وبعد ظهور النتائج الجزئية في اغلب محافظات العراق يصبح لزاماً على القوى السياسية الفاعلة التي تؤمن ببناء الدولة وفق المعايير الصحيحة وتنأى بنفسها عن شخصنة الدولة او حزبية الحكومة ان تتوصل الى تفاهمات لتقريب القناعات الموصلة الى تحقيق المناهج والبرامج السياسية بعيداً عن الشخوص والاتجاهات السياسية مازلنا نعتقد ببناء دولة ديمقراطية تتجاوز الافق الفئوي والحزبي والطائفي.ونحن في الائتلاف الوطني العراقي لم نضع خطاً احمر على احد من المشاركين في العملية السياسية ولم نرفض او نفرض احداً ولا نحتاج الى اذن من الاخرين لكي نتفاهم فيما بيننا.الخط الاحمر كان مع البعثيين المشمولين بقرار المسائلة والعدالة ودونهما مشاركون حقيقيون لا نمتنع من التفاهم او التفاوض معهم لاننا ندرك بان العراق لا يمكن ان يدار بجهة واحدة او فئة محددة او كتلة معينة وانما يدار من كافة ابنائه بعيداً عن المحاصصة والتقاسم الخاطىء للسلطة والقرار.ان ظاهرة التفاهم السياسي والتفاوض بين القوى السياسية المشاركة في العملية السياسية امر ضروري ومشروع ولا يحتاج الى وصاية او قيمومة احد وهي تفاهمات لا تستفز احداً من اطراف العملية السياسية سواء جرت بعد او قبل او اثناء الانتخابات.فلا نحتاج الى اذن او اجازة احد مهما كان لكي يمضي لنا هذه التفاهمات مازلنا في نظام يحترم الحريات ولا يؤمن بالمؤامرات او الغرف المظلمة او الكواليس المعتمة فقد اصبح كل شىء واضحاً امام الجميع الا من تكرست في وعيه اوهام نظرية المؤامرة الذي يرى كل حركة سياسية او نشاط هو جزء من التآمر على حاضره ومستقبله.لا نريد في العراق الجديد ان تتكرر الظاهرة الفرعونية التي تعتقد بحقيقة خطيرة وهي " لا أريكم الا ما أرى" او لا ايمان بالاشياء الا بموافقة واذن الفرعون "آأمنتم له قبل أذن لكم"

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
التعليقات
طاهر باقر : انا استغرب لماذا لابد ان يقدم شاب عراقي على الانتحار من اجل مسألة تافهة مثل هذه القضية ...
الموضوع :
انتحار طالب بعد عودته من الامتحان في واسط
باقر : والنعم من النواصب الدواعش والجولاني ..... والنعم من اتباع الصحابة ...
الموضوع :
الاردن يطرد عدد من اطفال غزة المصابين وعوائلهم بحجة ان الاردن مفلس
علي : السلام عليكم ورحمة الله وبركاته نتمنى من أدارة المطار أن تسمح بدخول السيارات لأستقبال المسافر لأن نحن ...
الموضوع :
وزارة النقل تعلن قرب افتتاح ساحة النقل الخاص بمطار بغداد الدولي
الحسين بن علي : الحفيد للجد السعيد ياجد عُد فكلنا اشتقنا لرؤياك وضحكة محياك ياعذب الماء ...
الموضوع :
صورة لاسد المقاومة الاسلامية سماحة السيد حسن نصر الله مع حفيده الرضيع تثير مواقع التواصل
باقر : انت غلطان وتسوق الاوهام.... حثالات الأرض هم أهالي تكريت والانبار وديالى والموصل.... ...
الموضوع :
حماقة البعث والوجه الآخر لتكريت.
ضياء عبد الرضا طاهر : حبيبي ھذا الارھابي محمد الجولاني ھو مثل جورج دبليوا بوش الصغير وترامب صعد وصار رئيس واستقبال حافل ...
الموضوع :
صورة للارهابي ابو محمد الجولاني عندما كان معتقلا في سجن بوكا عام 2005
----خلف ناصر عبد الله : اتمنى لكم التوفيق والسداد بحوث روعه غيتها اعلاء اعلام دين الله سبحانه:؟ ...
الموضوع :
تفسير "هذا صراطُ عليٍّ مستقيم" (الحجر: 41)
منير حجازي : العلاقات التي تربط البرزانيين بالكيان الصهيونية علاقات قديمة يطمح الاكراد من خلالها أن يساعدهم اليهود على إنشاء ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يُحرك شكوى ضد ممثل حكومة كردستان في المانيا دلشاد بارزاني بعد مشاركته احتفال في سفارة الكيان الصهيوني
منير حجازي : الاخت الفاضلة حياكم الله نقلتي قول (أنطوان بارا) في كتابه الحسين في الفكر المسيحي وهو يعقد مقارنة ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
ولي : بعد سنوات اليوم يقبل ابناء عنيفص منفذ المقابر الجماعية بحق الانتفاضة الشعبانية ١٩٩١ في الكلية العسكرية بينما ...
الموضوع :
محكمة جنايات بابل تحكم باعدام الارهابي رائد عنيفص العلواني قاتل 26 مواطنا ودفنهم في حديقة داره ببابل
فيسبوك