المقالات

الآن مات أخي وباقي الشهداء


رضا الفتلاوي

الآن مات أخي وباقي الشهداء

في البدايه ارجو ان تسمحوا لي ان ألخّص لكم قصه طويله عشتها مع عائلتي ليس من باب الحديث عن نفسي وعائلتي لا والله بل من باب نقل جزء بسيط من المعاناة التي عاشها ذوي الشهداء والمقابرالجماعيه وانا على يقين ان ماساذكره اقل بكثير مما عاناه الالاف والدليل على ذلك ماشاهدناه على شاشات التلفاز مافعل فدائيوا صدام اللعين بالأبن البريء امام انظار أمه .سقط اخي الشهيد مثلما سقط آلاف الشباب , سقطوا لأجل قضية يؤمنون بها ومبدأ يعتنقونه هو (كلا للبعث والبعثيين ) .كان أخي وصديق عمري في التاسعه والعشرين من العمر حين سقط في أرض كربلاء ارض العطاء ارض الحسين والشهداء , سقط مدافعا عن صحن الحسين من ان يدنسه الأعداء , سقط حين رفض الأمتثال لأمر الأنسحاب بعدما وقعنا في كمين لحرس الجلاّد في أحدى بساتين كربلاء , سقط وشاء الله أن لااراه وهو لايبعد عني سوى امتار لكثافة الأشجار وأطلاق النار , فقط سمعت صرخة ( آخ ) دوّت في البستان أسكتت اصوات البنادق , حينها توقف قلبي وتجمدت رجلاي شعرت ان الذي صاح هو اخي طالبا مني النجده فركضت مسرعا لأنقاذه لكن لسوء حظي وحسن حظه ولشقائي وسعادته وصلت متاخرا أذ ان حرس الجلاد أحتل المكان فبادرت الى اطلاق النار عليهم فردوا علي بوابل من الرصاص والشتائم وشاء الله ان انجو وبما اني فضلت الحياة على الشهاده لم اصمد كما صمد اخي هرولت منسحبا محتميا بالأشجار واصوات الرصاص والشتائم تلاحقني حتى وصلت الى نقطة التجمع التي انطلقنا منها فوجدت جميع الفارين من الشهاده قد وصلوا قبلي وليس بينهم اخي وأحّد الأصدقاء فأيقنت حينها ان الذي صاح هو اخي , بعدها عدت الى البيت وحيدا منكسرا عندما رآني والديَّ بمفردي فزعا وسألاني عن اخي فأجبتهم انه فضّل المبيت في الجامع لأنه مريض وفي اليوم الثاني نفس العذر , بعدها سقطت المدينه وانكشف امري وبدأت سيول العتب واللوم تنهال عليّ من الأهل . وبعدما هدأت الأوضاع سمعنا خبرا أن اثنين من (الغوغائيين ) وجدوهم مقتولين في البستان التي حدثت فيه المعركه ولايستطيع الذهاب الى هناك الاّ النساء فطلبت من والدتي الذهاب فقالت لااستطيع لأنه اذا كان ابني فسأُدفن معه , فتبرعت زوجتي بالذهاب برفقة أم الشهيد الأخر الذي كان مع اخي واسمه (محمد ) وحين وصولهن الى البستان ألتقين بمالك البستان وهو رجل كبير في السن وهو (سيد ) فسألهن ماذا يفعلن هنا فأبلغنه بالحقيقه فأسرع بأدخالهن الى بيته خوفا من العسكر والوكلاء وقال الخبر صحيح وسأروي القصه كامله يقول السيد ( بعد انتهاء المعارك وسيطرة الجيش عدنا الى بيوتنا , شاهدت شابين جالسين تحت نخله فناديت عليهما لكن لاجواب ولاحركه فدونت منهما فاذا هم قتلى وممسكين ببعضهما , وشاهدهم ايضا احد المنافقين فهرول الى الوحده العسكريه وابلغهم بأن اثنين من (الغوغائين) يختبؤون خلف نخله فجاء الجنود وامطروهم بوابل من الرصاص وجردوهم من اسلحتهم وهوياتهم ثم ألقوهما في مبزل قرب البستان وبقيا ثلاثة ايام على ظهر الماء ويضيف السيد : ان قلبي يتقطع عندما اراهم وهم لايزالان ممسكان ببعضهما فذهبت الى الضابط المسؤول فاخبرته باننا نغتسل من ماء البزل والان لانستطيع لانه نجس لوجود الجثث فهل تسمح لي باخراجهما ودفنهما فاجاب الضابط كلا بل نحن سنخرجهم ونحرقهم لأنهم كذا وكذا وحتى يضيع خبرهم على اهلهم فيقول السيد : فتوسلت به وحلفته بوالديه فرقّ قلبه وقال أفعل ماتريد ولكن ليلا كي لايراك احد الجنود وأقع انا في ورطه لايعلم بها الا الله فيقول السيد فعلا عندما حلّ الليل وهدأت حركة العسكر قمت انا واولادي باخراجهما ودفنهما بجانب البزل ) فقال السيد الى زوجتي وام الشهيد محمد بعدما يذهب الجنود الى الفطور الصباحي وتقل حركتهم أذهبن مع بعض النسوه من اهل بيتي بحجّة الغسيل وأنبشن القبور لعلكما تجدان ذويكما , فتقول زوجتي : فعلنا كما قال لنا الرجل أنبشنا اول قبر فكان المرحوم (محمد) فعندما شاهدته امه تسمّرت في محلها لاتستطيع ان تصرخ كي لايفتضح امرنا فاغشي عليها ( فعاشت مابقي من عمرها مختلة العقل وهي المرأه القويه الحكيمه لكن هول المنظر كان اقوى منها ) فتضيف زوجتي نبشن القبر الثاني واذا هو اخي فكانت زوجتي اكثر رباطة جئش من ام محمد فقامت بقص كُم القميص الذي كان يرتديه كي يكون دليلا , وبعد وصولها الى البيت وتقديم الدليل الذي يثبت شهادة اخي بكينا وندبنا باصوات مخنوقه حتى لايسمعنا الجيران .مع وجود دليل استشهاد أخي لكن والدتي لاتريد ان تصدق ان ابنها قد مات لأنها لم تراه بعينيها فراحت الى العرافات والدجالات تصدق اكاذيبهن وهُن يُكذبن اكثر حتى يحصلن على نقود اكثر , وكان رجال الأمن والرفاق كلّما ارادوا مالا زجّوا أبي في السجن بحجة ابناءه الغوغائيين ولايخرج حتى يدفع لهم , يقولون كل هذا بسيط لكن الذي آلمنا جداً بأننا نعرف اين قبره ولانستطيع زيارته والبكاء وقراءة سورة الفاتحه على قبره كما يفعل كل الناس خصوصا في الأعياد والمناسبات الدينيه ,بقوا على هذا العذاب حتى سقوط الطاغيه حينها اخرجوه من قبره ودفنوه بجانب الأمام الحسين كما كان يتمنى وقد نالها .أن الذي دعاني الى كتابة هذا الموضوع (بالرغم من ترددي كثيرا لأنه مؤلم جدا بالنسبه لي ) هو منذ اللحظه الأولى لأعلان مفوضية الأنتخابات المستقله (والمستقله جدا) النتائج المزوره بفوز (قائمة البعث) وصورة اخي وطريقة استشهاده لم تفارقني وشعرتُ انه الآن قد مات وليس عام 1991 وان قاتليه هذه المرّه اشدُّ قسوه ووحشيه من الذين سبقوهم وأن المصيبه الكبرى انهم عادوا بالرغم عنا عادوا على ظهر (الديمقراطيه الأمريكيه السعوديه التزويريه) وبقيادة راعي الديمقراطيه (الأمم المتحده) وبندها السابع الذي كبّل ايدينا وارجلنا الى الأعناق , عادوا مستغلّين نزاع ساستنا فيما بينهم والتنازل عن حقنا لهم , عادوا عندما اهداهم البعض اصواتهم بحجة انهم جرّبوا الذين من قبلهم ولم يقدموا شيئا فهنيئا لكم مقدم البعثيين على ظهر مطيتهم (علاوي) , وتقاعس البعض الاخر بعدم الذهاب الى الأنتخابات تحت شعار (الياخذ امي يصير عمي) , عادوا بالأيادي الرخيصه والمرتشيه التي باعت اصواتنا لهم , كل هؤلاء ساهموا بقتل اخي وباقي الشهداء فممن يكون القصاص.لذا فاني افتح بيتي لأستقبال المعزيين وادعوا جميع اخواني من ذوي الشهداء لنصب سرادق العزاء في شوارع العراق موشحة بلافتات حمراء بلون الدم الذي سال من ذويكم مكتوب عليها (كلا للبعث والبعثيين ) كما كتبها ذويكم بدماءهم الطاهره فأنها كلمتكم اليوم ووقفتكم فوالله فأن تمكّن البعثيون منكم فستملؤون السجون والمقابر , ومن يريد ان يعزّينا فليرابط في سرادقنا لايقرأ سورة الفاتحه ويرحل ولانقبل العزاء ممن صوت (لقائمة القتله) وأذا فكّر ساستنا الكرام بعزائنا لانقبل عزاءهم الا اذا جاءونا يد بيد متجاوزين كل خلافات الماضي ويرابطوا مع الشعب الذي انتخبهم ويعيشون احزانه وافراحه لايكونوا هم في وادي ونحن في واد فبهذا سترحل مطيّة البعث بكل ماتحمل من قتله ومجرمين بعيدا بعيدا.

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
التعليقات
فاطمة
2010-04-04
مثل وحشية البعث ما شفت والله اللي مر عليكم وعلى جميع الابرياء من ابناء العراق الجريح مؤلم وتدمي له القلوب قبل الاحداق الله يلعن البعث و آل سعود اخواني ابناء العراق يدا بيد لتنحيه البعث وطرده من العراق لا مكان للخونه على هذه الارض الطاهره ..ساعد الله قلوب الفاقدين والفاقدات اخي رضا والله قطعت قلبي بالمقابل هناك الكثير من ما مر على هذا الشعب المظلوم لم يأخذ حقه لذا نرجوا ممن لهم يد طائله الاخذ بعين الاعتبار رأي الشارع العراق لا لتدخل الخراجي فشعب العراق قدر على
حميد
2010-04-03
قصتك يا اخي تدمي القلوب. و لكن للاسف فانها لن تجلب لنا مقعد في البرلمان. لا تلم يا اخي فقط من قبض مبلغا مقابل تصويته للسئ من الساسه فربما دفعته الحاجه و الجوع لذلك .اللوم يقع ايضا علي ساساتنا الذين اخفقوا في لم شملنا و اخفقوا طوال اربع سنوات في خلق فرص حياه كريمه لهذا المعدم الذي اضطره جوع اطفاله ان ينسي مبادئه و اخلاقه. من سرق المليارات و من سكت علي ذلك و من لم ينفذ مشاريع خدمات ويوجد ظائف و سكن و مدارس و مستشفيات هو المتسبب الاول في نتائج الانتخابات الحاليه.
عراقي مجروح من البعثيه
2010-04-02
الى اخواني ذوي الشهداء النشامى والغيارى انا مثلكم قتل البعثيين اخي ارجو منكم ان تكون دعوة الاخ رضا الفتلاوي فعلا لاقولا ونكون صوتا واحدا وبالتاكيد سينظم لنا الكثير من الغيارى فالكل انكوى بنار البعثيين فحان الان وقتنا كي يرى العالم من نحن واني سوف انصب اول سرداق
ام فاطمة-دوز خورماتو
2010-04-02
رحم الله جميع شهداء الاسلام المحمدي الحسيني-نعزيكم ونعزي انفسنا-
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
التعليقات
طاهر باقر : انا استغرب لماذا لابد ان يقدم شاب عراقي على الانتحار من اجل مسألة تافهة مثل هذه القضية ...
الموضوع :
انتحار طالب بعد عودته من الامتحان في واسط
باقر : والنعم من النواصب الدواعش والجولاني ..... والنعم من اتباع الصحابة ...
الموضوع :
الاردن يطرد عدد من اطفال غزة المصابين وعوائلهم بحجة ان الاردن مفلس
علي : السلام عليكم ورحمة الله وبركاته نتمنى من أدارة المطار أن تسمح بدخول السيارات لأستقبال المسافر لأن نحن ...
الموضوع :
وزارة النقل تعلن قرب افتتاح ساحة النقل الخاص بمطار بغداد الدولي
الحسين بن علي : الحفيد للجد السعيد ياجد عُد فكلنا اشتقنا لرؤياك وضحكة محياك ياعذب الماء ...
الموضوع :
صورة لاسد المقاومة الاسلامية سماحة السيد حسن نصر الله مع حفيده الرضيع تثير مواقع التواصل
باقر : انت غلطان وتسوق الاوهام.... حثالات الأرض هم أهالي تكريت والانبار وديالى والموصل.... ...
الموضوع :
حماقة البعث والوجه الآخر لتكريت.
ضياء عبد الرضا طاهر : حبيبي ھذا الارھابي محمد الجولاني ھو مثل جورج دبليوا بوش الصغير وترامب صعد وصار رئيس واستقبال حافل ...
الموضوع :
صورة للارهابي ابو محمد الجولاني عندما كان معتقلا في سجن بوكا عام 2005
----خلف ناصر عبد الله : اتمنى لكم التوفيق والسداد بحوث روعه غيتها اعلاء اعلام دين الله سبحانه:؟ ...
الموضوع :
تفسير "هذا صراطُ عليٍّ مستقيم" (الحجر: 41)
منير حجازي : العلاقات التي تربط البرزانيين بالكيان الصهيونية علاقات قديمة يطمح الاكراد من خلالها أن يساعدهم اليهود على إنشاء ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يُحرك شكوى ضد ممثل حكومة كردستان في المانيا دلشاد بارزاني بعد مشاركته احتفال في سفارة الكيان الصهيوني
منير حجازي : الاخت الفاضلة حياكم الله نقلتي قول (أنطوان بارا) في كتابه الحسين في الفكر المسيحي وهو يعقد مقارنة ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
ولي : بعد سنوات اليوم يقبل ابناء عنيفص منفذ المقابر الجماعية بحق الانتفاضة الشعبانية ١٩٩١ في الكلية العسكرية بينما ...
الموضوع :
محكمة جنايات بابل تحكم باعدام الارهابي رائد عنيفص العلواني قاتل 26 مواطنا ودفنهم في حديقة داره ببابل
فيسبوك