المقالات

درس اعلامي اجتماعي من حياة الحسين (ع)


سامي جواد كاظم

ان طريقة استشهاد الحسين عليه السلام يجب ان تجعلنا نلتفت الى حياته اكثر من البكاء على فقده واذا علمنا بعض ابعاد حياة الحسين عليه السلام عندها ستكون الدمعة التي تنزل من اعيننا هي حقا التي تمسح ذنوبنا وتدخلنا الجنة ، فالحث على البكاء على الحسين عليه السلام هو في الحقيقة حث على معرفة بعض مفردات الحسين ودراسة ابعادها لنعلم السبب الحقيقي في نهضة الحسين عليه السلام ، والابعاد ليست مقتصرة على الخلاف بينه عليه السلام ويزيد اللعبن بل ابعد من ذلك فكل كلمة وحتى الحرف الذي ينطق به له اكثر من مدلول لا كثر من معنى تخص حياتنا في كل مجالاتها ، ونحس بعظمة كلمات الحسين عليه السلام عندما نرى تفسيرها هو واقعنا اليوم .ومن الروايات الرائعة للحسين عليه السلام والتي جاءت من صلب بعض الحالات والصفات التي نعيشها اليوم لينبهنا على خطأنا من خلال فهم هذه الرواية .الرواية تقول .........قال معاوية لاينبغي ان يكون الهاشمي غير جواد ولا الاموي غير حليم ولا الزبيري غير شجاع ....الى تخر الحديث ، فسمعه الحسين عليه السلام ( ورواية اخرى تقول الحسن عليه السلام ) فقال قاتله الله اراد ان يجود بنو هاشم فينفذ ما بايديهم ويحلم بنو امية فيتحببوا الى الناس ويتشجع ال الزبير فيفنوا.....الى اخر الحديث ( عيون الاخبار )لاحظوا بدقة ان الصفات التي ذكرها معاوية يريد منها امرين الاول استنزاف القوة المالية للحسين عليه السلام من خلال المدح الكاذب والثاني تبرير جبنهم في رد كلمات اهل البيت عليهم السلام عندما يعرونهم على حقيقتهم بانهم حلماء وللامام علي و ولديه الحسن والحسين عليهم السلام مواقف شتى مع معاوية في ذمه وتوبيخيه فيعجز من الرد عليهم .فالمدح الذي قسمه على من ذكرهم في حديثه هم من يعارض بيعة يزيد من بعده فحاول من خلال المدح الطعن فيهم .واليوم نرى مثل هذه الحالات تحدث لنا اليوم فكثير منا اذا ما جاء احد ما ليطلب حاجة منا فاذا انزل مديح الكرم والجود علينا فاننا نجود بما لا نستطيع عليه وقد تتدهور امورنا المادية وهناك البعض يستدين لتلبية حاجة الاخرين وان كان هذا الامر هو من المناقب الحميدة ولكن عندما يكون بمقدور الانسان تسديد ما عليه اولا وتامين قوت عياله ثانيا وصدق نوايا السائل ثالثا والا فان الكرم في هذا المجال يعد حماقة ولا اعتقد انكم تجهلون اصحاب المثل الشعبي القائل ( شيم العربي واخذ عباءته ) وهذه حقيقة فيجب علينا ان نكون بمنتهى الدقة والوعي في سد حاجة السائل وعدم تبذير ما لدينا بحجة الكرم ، وياتي صدق حديث امير المؤمنين عليه السلام ( لو صدق السائل لهلك المسؤول )وفي بعض الاحيان يخلق الانسان هذا الموقف في داخله من خلال مكر النفس التي تحث صاحبها على البذخ باعتباره انه جواد كريم كما يحدث في المزادات عندما يتحامق اثنان او الصورة الافضل هي عملية النجش عندما يزيد شخص ما ماجور على البضاعة المعروضة للمزايدة فنجد احد الحمقى تحدثه نفسه انه صاحب المال والقدرة فيصر على المزايدة اكثر مما تستحق البضاعة ومع تكرار هذه الحالة تكون النتيجة الافلاس .وصفة الشجاعة هي الاخرى لا تقل اهمية من الجود والكرم فاذا ما وصف شخص ما بالبطولة والشجاعة وانه اهل للعراك فيفتل عضلاته ويرتكب الحماقة لاشباع غريزة المديح التي قيلت بحقة من غير دراسة للموقف ومعرفة نوايا القائل .وهذا الاسلوب هو بعينه يستخدمه الاعلام اليوم بين الامم التي تعادي احداهما الاخرى وهي احدى الوسائل التي اثبتت نجاحها في خلاص اي امة من عدوها ، وقد شيم اكثر من مرة طاغية العراق بانه البطل الضرورة من قبل دول المنطقة العميلة والنتيجة قاد نفسه وشعب العراق الى مهالك ندفع ثمنها الى اليوم . قصة من زمن الاستعمار البريطاني ، يذكر ان احد الشقاوات استخدم قوته بصفع عسكري بريطاني فنظر اليه البريطاني فوجد ان هذا من الجسامة يصعب رده فاستخدم حيلة معاوية بصورة اخرى فقد قال للشقاوة ( good ) جنتلمان واعطاه روبية فانتعش الشقاوة وقال في نفسه ان هذا البريطاني لم يردني لانني قوي وصادف راى شخص اخر فصفعه ايضا وكان هذا الشخص يحمل سكين في محزمه فاخرج سكينه وطعن الشقاوة في خاصرته وسقط ارضا مضرجا بدمه حتى مات ، فالقاتل الحقيقي هو البريطاني وغباء هذا الشقاوة .

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
التعليقات
احمد الربيعي
2010-03-31
السلام على الحسين ع وعلى اولاد الحسين ع وعلى اصحاب الحسين ع اللهم صل على محمد وال محمد شكرا للاخ سامي على هذه المقاله التي كلها حكم
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
التعليقات
طاهر باقر : انا استغرب لماذا لابد ان يقدم شاب عراقي على الانتحار من اجل مسألة تافهة مثل هذه القضية ...
الموضوع :
انتحار طالب بعد عودته من الامتحان في واسط
باقر : والنعم من النواصب الدواعش والجولاني ..... والنعم من اتباع الصحابة ...
الموضوع :
الاردن يطرد عدد من اطفال غزة المصابين وعوائلهم بحجة ان الاردن مفلس
علي : السلام عليكم ورحمة الله وبركاته نتمنى من أدارة المطار أن تسمح بدخول السيارات لأستقبال المسافر لأن نحن ...
الموضوع :
وزارة النقل تعلن قرب افتتاح ساحة النقل الخاص بمطار بغداد الدولي
الحسين بن علي : الحفيد للجد السعيد ياجد عُد فكلنا اشتقنا لرؤياك وضحكة محياك ياعذب الماء ...
الموضوع :
صورة لاسد المقاومة الاسلامية سماحة السيد حسن نصر الله مع حفيده الرضيع تثير مواقع التواصل
باقر : انت غلطان وتسوق الاوهام.... حثالات الأرض هم أهالي تكريت والانبار وديالى والموصل.... ...
الموضوع :
حماقة البعث والوجه الآخر لتكريت.
ضياء عبد الرضا طاهر : حبيبي ھذا الارھابي محمد الجولاني ھو مثل جورج دبليوا بوش الصغير وترامب صعد وصار رئيس واستقبال حافل ...
الموضوع :
صورة للارهابي ابو محمد الجولاني عندما كان معتقلا في سجن بوكا عام 2005
----خلف ناصر عبد الله : اتمنى لكم التوفيق والسداد بحوث روعه غيتها اعلاء اعلام دين الله سبحانه:؟ ...
الموضوع :
تفسير "هذا صراطُ عليٍّ مستقيم" (الحجر: 41)
منير حجازي : العلاقات التي تربط البرزانيين بالكيان الصهيونية علاقات قديمة يطمح الاكراد من خلالها أن يساعدهم اليهود على إنشاء ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يُحرك شكوى ضد ممثل حكومة كردستان في المانيا دلشاد بارزاني بعد مشاركته احتفال في سفارة الكيان الصهيوني
منير حجازي : الاخت الفاضلة حياكم الله نقلتي قول (أنطوان بارا) في كتابه الحسين في الفكر المسيحي وهو يعقد مقارنة ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
ولي : بعد سنوات اليوم يقبل ابناء عنيفص منفذ المقابر الجماعية بحق الانتفاضة الشعبانية ١٩٩١ في الكلية العسكرية بينما ...
الموضوع :
محكمة جنايات بابل تحكم باعدام الارهابي رائد عنيفص العلواني قاتل 26 مواطنا ودفنهم في حديقة داره ببابل
فيسبوك