المقالات

مبادرة الطاولة المستديرة تمهد للشراكة الوطنية


عمار العامري

ما أن أفضت نتائج الانتخابات عن حقيقة حجم الائتلافات السياسية المتبارية في المضمار البرلماني العراقي حتى بدأت المشاورات واللقاءات السياسية تزداد وبدا الحراك السياسي يسخن لإيجاد تفاهمات حقيقية على تشكيل الحكومة العراقية القادمة، ما فارزته نتائج الانتخابات لم يكن لقائمة سياسية واحدة الحظ الأوفر في تشكيل الحكومة القادمة والسبب يعود لعدم حصول النصاب الدستوري وهو "النصف +1" ومع ذلك فأن الأمل في تغلب الكتلة الأكبر ونيلها استحقاق رئاسة الوزراء قد تبدد مع إعلان المحكمة الاتحادية تفسيرها للمادة 76 من الدستور والتي تشير إلى أن الكتلة التي تشكل الحكومة هي من تتكون من حصيلة الائتلافات بعد الانتخابات ، وفي خضم هذه الدوامة والتحديات بدأت مبادرة الائتلاف الوطني العراقي " الطاولة المستديرة " تأخذ طريقها لإيجاد تفاهمات حول نوعية الحكومة القادمة والتي اتفق الجميع على أنها حكومة شراكة وطنية حقيقية قوية وليس حكومة "الوحدة الوطنية" التي كانت استهلاك للشعارات المجردة من الحقيقة والتي تم العمل فيها سابقا.أن مبادرة الطاولة المستديرة جاءت بعد اللقاءات المكثفة بين الإطراف العراقية السياسية الفائزة في الانتخابات أو التي لها حضور سياسي في الساحة العراقية حيث أكدت كل المباحثات أن التفرد والتطرف في اتخاذ القرارات تحت أطروحة "القائد القوي" لم تأتي للعراقيين نتيجة مرضية ولم توصلهم إلى بلد امن ومستقر لكن عندما تلتقي كل الإطراف السياسية وترسم الخطوط العامة للعملية السياسية في العراق للأربعة سنوات القادمة سوف تمكن الجميع من نيل استحقاقاته بعيدة عن التحصيل الانتخابي الذي قد يأتي على العراق بأمور لا تحمد عقباها لاسيما وان جميع الأجهزة المؤسسة للدولة لم تستكمل لذا فان الشراكة الحقيقية بين كل الإطراف والمبنية على العلاقات التاريخية والتحالفات الإستراتيجية والبرامج الحكومية المتقاربة تصنع الحكومة القوية القادرة على النهوض بالبلاد وإعادة أهميته في المنطقة.أن الائتلاف الوطني العراقي والذي كان ولا يزال الخيمة التي يستظل فيها كل الفرقاء والمتنافسين هو من أطلق هذه المبادرة والتي يعول كل المهتمين بالشأن السياسي العراقي على نجاحها وان من الأهداف الأساسية التي يعتمد الائتلاف الوطني فيها على إطلاقه مبادرة الطاولة المستديرة هو علاقاته الوطيدة والايجابية مع كل الإطراف السياسية والشرائح الاجتماعية والتوجهات الفكرية في العراق حيث يشترك الائتلاف الوطني العراقي لاسيما محوره الرئيسي المجلس الأعلى الإسلامي العراقي بعلاقات تاريخية وإستراتيجية طيبة مع الأكراد بمختلف توجهاتهم وتشكيلاتهم كما أن له علاقات وثيقة مع الأحزاب والجهات السياسية والعشائرية في المنطقة الغربية من العراق وأيضا أن علاقاته مع الإطراق الشيعية تعتد على الأسس العقائدية والفكرية والاجتماعية التي تربطهم جميعا لذا فان هذه المبادرة أخذت بالقبول لدى كل هذه الإطراف وأصبح الائتلاف الوطني محور العملية السياسية.

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
التعليقات
طاهر باقر : انا استغرب لماذا لابد ان يقدم شاب عراقي على الانتحار من اجل مسألة تافهة مثل هذه القضية ...
الموضوع :
انتحار طالب بعد عودته من الامتحان في واسط
باقر : والنعم من النواصب الدواعش والجولاني ..... والنعم من اتباع الصحابة ...
الموضوع :
الاردن يطرد عدد من اطفال غزة المصابين وعوائلهم بحجة ان الاردن مفلس
علي : السلام عليكم ورحمة الله وبركاته نتمنى من أدارة المطار أن تسمح بدخول السيارات لأستقبال المسافر لأن نحن ...
الموضوع :
وزارة النقل تعلن قرب افتتاح ساحة النقل الخاص بمطار بغداد الدولي
الحسين بن علي : الحفيد للجد السعيد ياجد عُد فكلنا اشتقنا لرؤياك وضحكة محياك ياعذب الماء ...
الموضوع :
صورة لاسد المقاومة الاسلامية سماحة السيد حسن نصر الله مع حفيده الرضيع تثير مواقع التواصل
باقر : انت غلطان وتسوق الاوهام.... حثالات الأرض هم أهالي تكريت والانبار وديالى والموصل.... ...
الموضوع :
حماقة البعث والوجه الآخر لتكريت.
ضياء عبد الرضا طاهر : حبيبي ھذا الارھابي محمد الجولاني ھو مثل جورج دبليوا بوش الصغير وترامب صعد وصار رئيس واستقبال حافل ...
الموضوع :
صورة للارهابي ابو محمد الجولاني عندما كان معتقلا في سجن بوكا عام 2005
----خلف ناصر عبد الله : اتمنى لكم التوفيق والسداد بحوث روعه غيتها اعلاء اعلام دين الله سبحانه:؟ ...
الموضوع :
تفسير "هذا صراطُ عليٍّ مستقيم" (الحجر: 41)
منير حجازي : العلاقات التي تربط البرزانيين بالكيان الصهيونية علاقات قديمة يطمح الاكراد من خلالها أن يساعدهم اليهود على إنشاء ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يُحرك شكوى ضد ممثل حكومة كردستان في المانيا دلشاد بارزاني بعد مشاركته احتفال في سفارة الكيان الصهيوني
منير حجازي : الاخت الفاضلة حياكم الله نقلتي قول (أنطوان بارا) في كتابه الحسين في الفكر المسيحي وهو يعقد مقارنة ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
ولي : بعد سنوات اليوم يقبل ابناء عنيفص منفذ المقابر الجماعية بحق الانتفاضة الشعبانية ١٩٩١ في الكلية العسكرية بينما ...
الموضوع :
محكمة جنايات بابل تحكم باعدام الارهابي رائد عنيفص العلواني قاتل 26 مواطنا ودفنهم في حديقة داره ببابل
فيسبوك