المقالات

القزافي ومؤتمر سرت للقمامة العربية


فراس الغضبان الحمداني

ما أكثر المهازل في وطننا العربي ، وفي مقدمتها مهزلة تشابه اجتماعات القمم العربية التي تثير الضحك والسخرية في الشارع العراقي و العربي واستنكار المواطنين البسطاء لتلك البيانات والقرارات التي لا تساوي قيمة الحبر والورق الذي كتبت عليه .

فكم من قرار صدر عن التضامن العربي والتنسيق السياسي والوحدة الاقتصادية والتبادل العلمي والثقافي والإعلامي وكم مؤتمر وقمة طارئة اجتمعوا من خلالها لمواجهة الكيان الصهيوني ، والمضحك المبكي لقد خرجت هذه القمة بأمرين فقط ( ندعو اوباما إن يبقى على موقفه ونستنكر الاستيطان على القدس الشرقية ) حالها حال الإحدى والعشرين قمة الماضية، إذن الحصيلة العملية لكل هذه المؤتمرات هي الضحك على الذقون .

حتى باتت ونتيجة لتفاهة وهزالة مؤتمرات القمة برزت اليوم ليبيا( كدولة عظمى..!) في الوطن العربي ليتحدث القذافي نيابة عن العراق وكأننا ضيعة من ضيعات جده حين خاطب وفدا عراقيا ما يسمى بمناهضة الاحتلال ( إنا سأمثل شعب العراق في المؤتمر) ، فكيف تطاول هذا الخرف على أسياده العراقيين ، هل تناسى عندما ضربته الطائرات في عقر داره وانهزم كما تهزم الجرذان إلى مخابئها وفي حينها ماذا فعل هو وضيوفه الحاضرين الآن في زريبته .

أنا الآن سعيد جدا في انتخابات العراق بالرغم إنني لم انتخب أحدا لأنها اهانة لكل دكتاتور مستبد ( لزك بالكرسي مثل لزكة ذبانة الجلاب ) ، وأسفي لم أكن حاضرا في هذا المؤتمر للجمت فم القذافي لتطاوله على العراق وقد تناسى أبطالهم وأفعالهم ، لان هذا المعتوه يحلم إن يصبح ( بطلا قوميا) ولا على المجنون حرج .

أيها القزافي أنت وكل الملوك والأمراء و الرؤساء الطغاة المستبدين لقد اثبت أسيادكم العراقيين أنهم أحرار وطامحين للحرية ولكن شعوبكم مكمومة الأفواه وتعاني من ظلمكم ودكتاتوريتكم وقد امتلأت سجونكم بالسياسيين والمطالبين بحرية الرأي والتعبير من غير الذين تم إعدامهم ودفنهم داخل زنزاناتهم ، وانتم قابعين على رقابهم منذ عشرات السنيين فمتى تكونوا من بني البشر لتعرفوا قيمة حقوق الإنسان في بلدانكم قبل إن تتحدثوا عن مظلومية الشعوب الأخرى .

إن كل الذين حضروا من الرؤساء أصحاب السيادة والفخامة الذين القوا خطبهم العصماء والرنانة لمواجهة الامبريالية الأمريكية يعرفون إن ليبيا التي تستضيفهم من هي المخابرات التي نصبت عقيدها ، وكذلك جميع الحاضرين تحميهم الطائرات والأساطيل الامريكية ، والدليل إن دولهم تحوي الكثير والأكبر من القواعد العسكرية الأمريكية والتي انطلقت منها آلاف الطائرات والصواريخ التي فككت التضامن العربي .

لكن الأمر الغريب إن المجنون الذي نصبته المخابرات الأجنبية جمع كل القادة العرب وترك لهم الحرية بإلقاء الخطب وممارسة الثرثرة الجانبية لاستنكار الجرائم الصهيونية والامبريالية ، ولعل هذا نوع جديد من الديمقراطية إن تكون ثائرا وامبرياليا في ذات الوقت لتصبح مناضلا في وسائل الإعلام العربية وفي مؤتمرات القمة وعميلا على الأرض في الاتفاقيات السرية والعلنية .

إن هذه القمم تعد نقمة على الشعوب العربية التي لم تعد تقبض منها لا ناقة ولا ربع جمل ، ومازالت دولنا العربية متفرقة متخاصمة ليست لها عملة موحدة ولا مشاريع مشتركة ولا اتصالات وخطوط نقل مترابطة ، بل إن التضامن والتوحد نجده في ثنايا الخطب ومانشيتات الصحف التي تخرج علينا في اليوم التالي للقمة وهي تبشرنا بالمستقبل الزاهر للأمة ، وتستكمل الفضائيات نقل ثرثرات القادة ومجادلاتهم السقيمة ولا تتكلم عن فضائحهم ولياليهم الحمراء .

ولعل سائل يسأل ما علاقة العراق في هذا الحشد من الغربان ، نعم فالمعنى مشابه لان العرب تورطوا جميعا في سفك دمائنا ، ومازالوا يتآمرون على قتلنا ، وتصر دول وإمارات مجهرية وضعوها عنوة على الخارطة لإيذاء العراق ، ودليلنا هو إجبار الشعب العراقي لأن يدفع فواتير حروبه ، وهم يعلمون أنها حروبهم التي نفذها النظام السابق .

ولعل اخطر ما يواجهه بعض السياسيين العراقيين هو محاولتهم استرضاء العربان وبقية أقزام الخليج لأنهم الممولين لأصحاب الأجندات وإذناب الديناصورات الإقليمية التي تغذي الإرهاب وتعمل على زعزعة الأوضاع في العراق ، لكن المنطق ووقائع التاريخ تقول إن هؤلاء لايلينون إلا بالعصا كما كان يفعل معهم صدام حيث يقوم في مؤتمرات القمة بسوقهم إمامه مثل قطيع الغنم .

نحن نقول أنه من الكفر إن لا يقف الحاكم العراقي شامخا متكبرا يلوح لهم بعصاه الآشورية ، ولا يحاول إن يستجدي منهم الاعتراف أو إسقاط الديون وإرسال السفراء ، بل عليه إن يستخدم كل مكامن القوة في العراق الغني بموارده وعقوله وحضارته فوالله ستراهم يخرون راكعين ساجدين تحت عظمة سيدهم العراق .

وفي الختام نوجه دعوة للملوك والأمراء والرؤساء إن يذهبوا إلى القمم وليست إلى القمامة .

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
التعليقات
زهراء محمد
2010-04-03
انصح كل واحد عنده كآبة ان يتفرج على خطابات قائد الكبير معمر القذافي؟؟مرات زوجي ينقل لي بعض الاخبار المضحكةعن قذافي او حسني وبقية الشلةالمخضرمين ؟ منهاحيث في (مؤتمر سرت )واثناء ماكان قذافي يلقي كلمته العصماء فأذا (الجوق اليبي) في الطابق العلوي يهتفوا بحياة الريس كدافي؟زيد زيد ياشديد، زيد زيد ياشديد!! طبعا مع التصفيق فردهم القدافي ،هاي الهتافات عشاني ولا عشان الانتصارات القوية؟؟؟؟ (SOبدل ما نعطي المرضى دواء citalopram) انصحهم ان يتفرجوا على خطابات القذافي..
احمد الربيعي
2010-03-30
اخونا الكاتب عبالك الملوك العرب العملاء ذهبوا للقمه يحلون مشاكل الامه العربيه؟؟!!! لا يا اخي هذوله مشاكل عوائلهم مايحلوها من النوب الامه العربيه الجرباء!!هذوله راحوا حتى يضحكون شويه على الخبل القذافي ابن بريزوسي لان هم عملاء وعليهم ضغط امريكي قوي والامريكان 24 ساعه يدمغون عليهم فراحوا استجمام شويه لليبيا
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
التعليقات
طاهر باقر : انا استغرب لماذا لابد ان يقدم شاب عراقي على الانتحار من اجل مسألة تافهة مثل هذه القضية ...
الموضوع :
انتحار طالب بعد عودته من الامتحان في واسط
باقر : والنعم من النواصب الدواعش والجولاني ..... والنعم من اتباع الصحابة ...
الموضوع :
الاردن يطرد عدد من اطفال غزة المصابين وعوائلهم بحجة ان الاردن مفلس
علي : السلام عليكم ورحمة الله وبركاته نتمنى من أدارة المطار أن تسمح بدخول السيارات لأستقبال المسافر لأن نحن ...
الموضوع :
وزارة النقل تعلن قرب افتتاح ساحة النقل الخاص بمطار بغداد الدولي
الحسين بن علي : الحفيد للجد السعيد ياجد عُد فكلنا اشتقنا لرؤياك وضحكة محياك ياعذب الماء ...
الموضوع :
صورة لاسد المقاومة الاسلامية سماحة السيد حسن نصر الله مع حفيده الرضيع تثير مواقع التواصل
باقر : انت غلطان وتسوق الاوهام.... حثالات الأرض هم أهالي تكريت والانبار وديالى والموصل.... ...
الموضوع :
حماقة البعث والوجه الآخر لتكريت.
ضياء عبد الرضا طاهر : حبيبي ھذا الارھابي محمد الجولاني ھو مثل جورج دبليوا بوش الصغير وترامب صعد وصار رئيس واستقبال حافل ...
الموضوع :
صورة للارهابي ابو محمد الجولاني عندما كان معتقلا في سجن بوكا عام 2005
----خلف ناصر عبد الله : اتمنى لكم التوفيق والسداد بحوث روعه غيتها اعلاء اعلام دين الله سبحانه:؟ ...
الموضوع :
تفسير "هذا صراطُ عليٍّ مستقيم" (الحجر: 41)
منير حجازي : العلاقات التي تربط البرزانيين بالكيان الصهيونية علاقات قديمة يطمح الاكراد من خلالها أن يساعدهم اليهود على إنشاء ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يُحرك شكوى ضد ممثل حكومة كردستان في المانيا دلشاد بارزاني بعد مشاركته احتفال في سفارة الكيان الصهيوني
منير حجازي : الاخت الفاضلة حياكم الله نقلتي قول (أنطوان بارا) في كتابه الحسين في الفكر المسيحي وهو يعقد مقارنة ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
ولي : بعد سنوات اليوم يقبل ابناء عنيفص منفذ المقابر الجماعية بحق الانتفاضة الشعبانية ١٩٩١ في الكلية العسكرية بينما ...
الموضوع :
محكمة جنايات بابل تحكم باعدام الارهابي رائد عنيفص العلواني قاتل 26 مواطنا ودفنهم في حديقة داره ببابل
فيسبوك