المقالات

الانتخابات العراقية...استنتاجات واقعية...

1139 23:19:00 2010-03-30

النائب في البرلمان العراقي السابق عبد الله صالح

لاشك ان الانتخابات العراقية التي جرت في 7 اذار..ومهما تكون نتائجها ..هي عملية ترسيخ لمفهوم حديث في منطقتنا تختلف عن المنطق السائد بتداول السلطة ، ونأمل أن تترسخ هذه التجربة الفتية وتتنقى من الشوائب التي رافقتها . وطبيعي ان العملية الأنتخابية في البلدان الديمقراطية تتطبع بطابع مجتمعاتها ..وهي كعملية اجتماعية في المجتمع العراقي تعطي نتيجة مرحلية لما يعيشه هذا المجتمع وما يمتلكه من وعي وما لديه احاسيس..ومن هذا المنطلق يمكن تثبيت الأستنتاجات الواقعية التالية من هذه الأنتخابات..

اولا - ان المكونات الأجتماعية للمجتمع العراقي لازالت تبحث عن ترتيب اوضاعها داخل المكون .. وكل المكونات وخاصة الرئيسة منها افرزت نتائج انتخابية مستندة على الاوضاع الداخلية للمكون نفسه .. بغية تحسين الاداء والوضع العام للمكون الاجتماعي داخل الدولة العراقية ، لكي يكون لها قاعدة اكثر فعالية للانطلاق نحو خلق مفهوم الهوية العراقية الجديدة بعيدا عن المفاهيم البالية والشعارات البائسة .

ثانيا - بالتاكيد ان مفهوم الهوية العراقية الحديثة لن يكون كما كان سائدا ، فالمفهوم الحديث سوف يكون منبثقا من الدستور العراقي الدائم والمتطور جدا ، واهم صفات هذا المفهوم هو انه يتكون من جزئيات كثيرة ودقيقة اي انه يكون مفهوم مركب وليس مفهوم بسيط يعتمد على مستوى افقي واحد وعمودي واحد .. لن يكون الانتماء الى اقليم او الدفاع عن حقوق دستورية لمحافظة غير منتظمة في اقليم مقابل العاصمة ( الحكومة الاتحادية ) خيانة ولا تقليلا من الوطنية ... بمعنى ان الفكر والوعي الاجتماعي للعراقيين سيتطور بانماط مختلفة وسيكون هناك صراع فكري واجتماعي حول خلق مفهوم هذه الهوية .

ثالثا - ظهر من الدعاية الانتخابية وما ترشح عن نتائج الانتخابات بوضوح ان هناك قوتان كبيرتان متصارعتان ..

1- قوة ( اكثر من تحالف انتخابي ) ترغب بالمركزية المعيقة للتنمية، ودولة تعتمد على المستوى الاداري العمودي الخارق لجميع المستويات الادارية الافقية ( الاقاليم ، المحافظات غير المنتظمة في اقليم ،الادارة المحلية) وهذا يعني تغييرا كبيرا في الدستور وارجاع الدولة العراقية الى دولة بسيطة التركيب ، وبالتالي خلق مفهوم هوية وطنية مبسطة .

2- قوة كبيرة ( اكثر من تحالف انتخابي ) ترغب بالحفاظ على الدستور والدولة الاتحادية ذات المستويات الافقية الاربع ( العاصمة ، الاقاليم ، المحافظات غير المنتظمة في اقليم والادارات المحلية ) وخلق هوية وطنية جديدة مركبة حسب المستويات الادارية الافقية الاربع المذكورة في الدستور ، وقيام السلطات الاتحادية ( العاصمة ) بمهامها المنصوص عليها في المادة 110 من الدستور وترك ما عداها الى المستويات الادارية الاخرى ، كل حسب صلاحياتها .

مما سبق فانني اتصور ان ساحة المعركة الرئيسية ستكون تحت قبة مجلس النواب العراقي ، فالقوة الاولى ( المركزية المعيقة للتنمية ) لن تستطيع ان تنفذ برامجها ان شكلت الحكومة لانها تتعارض مع الدستور ، ولن يكون مقبولا منها الانقلاب على الدستور ، ناهيك عن عدم تمكنها من تعديله لاسباب مذكورة فيه ، ولهذا اتصور انها ستضطر الى مخالفة برامجها الانتخابية وتعمل وفق الدستور، وهذا سيؤدي الى احد احتمالين ، اما ان تؤدي هذه المخالفة للبرنامج الى تطوير وعي ناخبيها باتجاه مفهوم الهوية العراقية الحديثة والدولة المركبة ، او الى فقدانها لمصداقيتها عند ناخبيها، وكلا الاحتمالين سيكون في صالح الدولة العراقية الحديثة . عندها ستكون الفرصة كبيرة للقوة الثانية الحامية للدستور والمؤمنة بالدولة المركبة وسلطات العاصمة ، لان تهتم بصلاحياتها وتساعد الحكومات المحلية في الاقاليم والمحافظات بتطوير قابلياتها ، حيث انها الوسيلة الوحيدة للتنمية السريعة والامن الشامل والحماية الاجتماعية الامثل ، وستكون هذه القوة هي الرائدة ، والافاق امامها ستكون واسعة وستكون هي المنتصرة

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
محمود الراشدي : نبارك لكم هذا العمل الجبار اللذي طال إنتظاره بتنظيف قلب بغداد منطقة البتاويين وشارع السعدون من عصابات ...
الموضوع :
باشراف الوزير ولأول مرة منذ 2003.. اعلان النتائج الاولية لـ"صولة البتاوين" بعد انطلاقها فجرًا
الانسان : لانه الوزارة ملك ابوه، لو حكومة بيها خير كان طردوه ، لكن الحكومة ما تحب تزعل الاكراد ...
الموضوع :
رغم الأحداث الدبلوماسية الكبيرة في العراق.. وزير الخارجية متخلف عن أداء مهامه منذ وفاة زوجته
عمر بلقاضي : يا عيب يا عيبُ من ملكٍ أضحى بلا شَرَفٍ قد أسلمَ القدسَ للصُّ،هيونِ وانبَطَحا بل قامَ يَدفعُ ...
الموضوع :
قصيدة حلَّ الأجل بمناسبة وفاة القرضاوي
ابراهيم الجليحاوي : لعن الله ارهابي داعش وكل من ساندهم ووقف معهم رحم الله شهدائنا الابرار ...
الموضوع :
مشعان الجبوري يكشف عن اسماء مرتكبي مجزرة قاعدة سبايكر بينهم ابن سبعاوي
مصطفى الهادي : كان يا ماكان في قديم العصر والزمان ، وسالف الدهر والأوان، عندما نخرج لزيارة الإمام الحسين عليه ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يكشف عن التعاقد مع شركة امريكية ادعت انها تعمل في مجال النفط والغاز واتضح تعمل في مجال التسليح ولها تعاون مع اسرائيل
ابو صادق : واخیرا طلع راس الجامعه العربيه امبارك للجميع اذا بقت على الجامعه العربيه هواى راح تتحرر غلسطين ...
الموضوع :
أول تعليق للجامعة العربية على قرار وقف إطلاق النار في غزة
ابو صادق : سلام عليكم بلله عليكم خبروني عن منظمة الجامعه العربيه أهي غافله ام نائمه ام ميته لم نكن ...
الموضوع :
استشهاد 3 صحفيين بقصف إسرائيلى على غزة ليرتفع العدد الى 136 صحفيا منذ بدء الحرب
ابو حسنين : في الدول المتقدمه الغربيه الاباحيه والحريه الجنسيه معروفه للجميع لاكن هنالك قانون شديد بحق المتحرش والمعتدي الجنسي ...
الموضوع :
وزير التعليم يعزل عميد كلية الحاسوب جامعة البصرة من الوظيفة
حسن الخفاجي : الحفيد يقول للجد سر على درب الحسين عليه السلام ممهداً للظهور الشريف وانا سأكمل المسير على نفس ...
الموضوع :
صورة لاسد المقاومة الاسلامية سماحة السيد حسن نصر الله مع حفيده الرضيع تثير مواقع التواصل
عادل العنبكي : رضوان الله تعالى على روح عزيز العراق سماحة حجة الإسلام والمسلمين العلامة المجاهد عبد العزيز الحكيم قدس ...
الموضوع :
بالصور ... احياء الذكرى الخامسة عشرة لرحيل عزيز العراق
فيسبوك