المقالات

المصلحة الوطنية .. شعار ليس الا


سعد الدراجي

من اكثر المُصطلحات التي سمعنا بها خلال السبع سنوات الماضية والتي تلت سقوط النظام الصدامي الظالم هو مصطلح ( المصلحة الوطنية ) ، فالكل يُنادي بها والكل جعلها شعاراً له سواءً في دعايته الانتخابية ام خلال تبوئهُ المناصب المختلفة في الحكومات التي تعاقبت بعد نيسان 2003 .. ولا نعلم هل ان هذا المصطلح يعني ان مصلحة الوطن والمواطن فوق كل شيء ام انه من الكلمات المنمقة التي يمكن من خلالها استمالة مشاعر الناس..؟ وهو من المصطلحات المستوردة حاله حال الكثير من المصطلحات التي لم يكن يسمع بها الشارع العراقي ومن ثم تحولت الى ضروريات لابد من استخدامها كلما استدعت الحاجة لذلك . على العموم فأن كل الذين يتكلمون بموضوع المصلحة الوطنية هم من الذين اعتبرهم الشعب العراقي ممثليه ليس في الحكومة فقط بل في جميع المحافل الدولية ( سياسية و رياضية وعلمية وفنية ) فكل هؤلاء ينادون بالمصلحة الوطنية وكل هؤلاء يعتبرون انفسهم من اصحاب الفضل على الشعب العراقي ..! ولا ندري أين هي المصلحة الوطنية الحقيقية ، فالسياسيون لا يريدون ترك كراسيهم الهزازة وكأنها وٌرثت لهم ، وهم مستعدين لفعل أي شيء في سبيل البقاء فيها ،هذا من جهة ومن جهة اخرى فأنهم ( أي السياسيون ) لا يبالون ان يضعوا أيديهم بأيدي أعداء العراق وشعبه حتى يحصلوا على ما يُريدون ، ونسوا ان للوطن والشعب حق عليهم.. فأين هي المصلحة الوطنية . اما الرياضيون والعلماء والفنانين فليسو بأحسن حالاً من السياسيين فهم يتحينون الفرص ( الذهبية ) للاستفادة من مواهبهم التي هي بالحقيقة ملك للعراق قبل ان تكون ملكا لهم واستثمارها خارج العراق لأن ذلك يدُر عليهم أموالاً وشهرة لم يكونوا يحلمون بها..! ونسوا ايضا ان بلدهم هو أحق بهم من غيره ، فالرياضي والعالم والفنان هم واجهة البلد المشرقة التي يفتخر بها في المحافل الدولية . فإذا كانت هذه الطاقات تُسخِر نفسها للخدمة في دول اخرى، وبعض هذه الدول لا تُريد الخير والازدهار للعراق وشعبة بغية الحصول على المنافع الشخصية ، فأين هي المصلحة الوطنية.. من خلال ما تقدم تبين ان مصطلح المصلحة الوطنية هو قول وشعار ليس الا..! ولا يمكن تطبيقه في العراق على ارض الواقع ، والذي يحدث الان بعد انتهاء الانتخابات البرلمانية العراقية من تجاذبات وصفقات ومهاترات هو دليل واضح على ابتعاد الكثير من الاطراف عن المصلحة الوطنية ، لذلك ومن بعد إذنك ايُها القارئ الكريم سوف اجتهد وأُضيف كلمة واحدة على هذا المصطلح حتى لا نفاجئ مرة اخرى حينما نسمع به ( المصلحة الشخصية الوطنية ) .

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
التعليقات
طاهر باقر : انا استغرب لماذا لابد ان يقدم شاب عراقي على الانتحار من اجل مسألة تافهة مثل هذه القضية ...
الموضوع :
انتحار طالب بعد عودته من الامتحان في واسط
باقر : والنعم من النواصب الدواعش والجولاني ..... والنعم من اتباع الصحابة ...
الموضوع :
الاردن يطرد عدد من اطفال غزة المصابين وعوائلهم بحجة ان الاردن مفلس
علي : السلام عليكم ورحمة الله وبركاته نتمنى من أدارة المطار أن تسمح بدخول السيارات لأستقبال المسافر لأن نحن ...
الموضوع :
وزارة النقل تعلن قرب افتتاح ساحة النقل الخاص بمطار بغداد الدولي
الحسين بن علي : الحفيد للجد السعيد ياجد عُد فكلنا اشتقنا لرؤياك وضحكة محياك ياعذب الماء ...
الموضوع :
صورة لاسد المقاومة الاسلامية سماحة السيد حسن نصر الله مع حفيده الرضيع تثير مواقع التواصل
باقر : انت غلطان وتسوق الاوهام.... حثالات الأرض هم أهالي تكريت والانبار وديالى والموصل.... ...
الموضوع :
حماقة البعث والوجه الآخر لتكريت.
ضياء عبد الرضا طاهر : حبيبي ھذا الارھابي محمد الجولاني ھو مثل جورج دبليوا بوش الصغير وترامب صعد وصار رئيس واستقبال حافل ...
الموضوع :
صورة للارهابي ابو محمد الجولاني عندما كان معتقلا في سجن بوكا عام 2005
----خلف ناصر عبد الله : اتمنى لكم التوفيق والسداد بحوث روعه غيتها اعلاء اعلام دين الله سبحانه:؟ ...
الموضوع :
تفسير "هذا صراطُ عليٍّ مستقيم" (الحجر: 41)
منير حجازي : العلاقات التي تربط البرزانيين بالكيان الصهيونية علاقات قديمة يطمح الاكراد من خلالها أن يساعدهم اليهود على إنشاء ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يُحرك شكوى ضد ممثل حكومة كردستان في المانيا دلشاد بارزاني بعد مشاركته احتفال في سفارة الكيان الصهيوني
منير حجازي : الاخت الفاضلة حياكم الله نقلتي قول (أنطوان بارا) في كتابه الحسين في الفكر المسيحي وهو يعقد مقارنة ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
ولي : بعد سنوات اليوم يقبل ابناء عنيفص منفذ المقابر الجماعية بحق الانتفاضة الشعبانية ١٩٩١ في الكلية العسكرية بينما ...
الموضوع :
محكمة جنايات بابل تحكم باعدام الارهابي رائد عنيفص العلواني قاتل 26 مواطنا ودفنهم في حديقة داره ببابل
فيسبوك