المقالات

الانتخابات العراقية وتحديات الحاقدين


محمد حسين

الانتخابات العراقية وتحديات الحاقدين

إن عملية الانتخابات البرلمانية العراقية وبالرغم من حداثتها ومافيها من أخطاء وعمليات تزوير ، تُعد حدثا وتطورا مميزا عسيرا ليس في منطقة الشرق الاوسط فحسب بل في كل أرجاء المعمورة ، خاصة وإن الكثير من شعوب المنطقة يعانون أقسى حالات الظلم والتعسف من قبل حكوماتهم الدكتاتورية التي جاءت بالانقلابات العسكرية أو بتتويج من المستعمر ، ناهيك عن إنتهاكاتهم الواسعة لحقوق أقلياتهم الاثنية والدينية الذين يعانون ما يعانون أشد حلات القهر والتكتيم والتحجيم في بلدانهم ومجتمعاتهم التي ترعرعوا وتعلموا وعملوا فيها ، فلا إعلام حر ولا صحافة مستقلة بكل مقاييس الحيادية في النقد والرأي والتنظير . وأما إنتخاباتهم الصورية المشابهة للعهد البائد في العراق خير دليل لكل إنسان حر يعرف ماهية الانتخاب ومامعنى الحرية الفكرية وإختلاف الرأي وتباين البرنامج السياسي لكل حزب أو منظمة أو مؤسسة سياسية .ا

وبالرغم من تجربة شعبنا الجديدة فقد إنتهت وبنجاح العملية الثانية للانتخابات البرلمانية العراقية وقد حصدت كل الكتل السياسية ومرشحيها محاصيلهم من أصوات المواطنين العراقيين في الداخل والخارج ، كما وصلوا الى ثقة شعبهم الذي أختارهم بنفسه لتحقيق أحلامه في العيش الرغيد الآمن تحت مظلة حكومة عادلة يصبون لها والتي شأنها أن تراعي حقوق الشعب العراقي كافة من شماله الى جنوبه دون تمييز أو تحجيم .ا

السؤال هنا ..... هل الوجوه البرلمانية الفائزة والجديدة أهل لهذه المهمة الصعبة ..؟!!

منذ عام 2003 ولهذا اليوم يعاني عراقنا العزيز أبشع أنواع التحديات الداخلية المتمثلة بعصابات الموت ولصوص المال العام من رتبة وزير الى أدنى موظف في دائرة رسمية ، والإقليمية المتمثلة بدول الجوار التي فشلت الى حد كبير في ضبط الحدود أمام الارهابيين والتكفيريين قتلة الشعب . ورغم كل هذا وذاك شاهدنا كيفية معالجة هذه الملفات الخطرة من قبل أجهزة السلطة رغم حداثتها ورغم الفساد الاداري المتفشي في مؤسساتها الحكومية والرسمية .ا

عزيزي القارىء الكريم ... كلنا يعلم أن وطننا العزيز يمر بمرحلة وتجربة جديدة وهذه التجربة ليست خاصة بالعراق أو شعب العراق فحسب بل هي مرحلة وتجربة تخص وتعني كل شعوب وحكومات المنطقة ، وإن المواطن العراقي هو الذي يدفع ثمن النيل والوصول الى الديمقراطية والحرية والانتخاب في المنطقة ، فقد ولى زمن العبودية والتفرد في الرأي والحكم ، وهاهو العراق يسطر أروع البطولات والملاحم والصور في تحديه كل أعداء الحرية لنيل حقوقه الانسانية والشرعية التي أوصى بها قانون الخالق عز وعلا وقوانين البشر في الأرض ، وقد شاهدنا المشاركة العظيمة يوم الاقتراع رغم تلك الايادي الخسيسة التي أرادت إفشال هذا الواجب الوطني .ا

إن جميع الانظمة الدكتاتورية الحاكمة في المنطفة تخشى وصول العراق الى حالة الإستقرار والعيش بأمن وسلام خوفا على مناصبهم وخوفا من شعوبهم بأن لايصابوا بداء الحرية وتنفس الديمقراطية وإبداء الرأي في إنتخاب الحاكم وشكل السلطة ، وبما ان تأريخنا العراقي زاهر و حافل والحمد لله بالعديد من الملاحم والبطولات عبر السنين والعهود والقرون السابقة ، وعرف عن شعبنا الأبي بأنه لم ولن يبخس بماله ودمه عبر العصور الغابرة للوصول الى الحياة الحرة الكريمة ، وكل قاصي وداني يشهد له بذلك ، وهاهو اليوم يتقدم شعبنا العراقي الكريم ليتحمل هذه المسؤولية الانسانية العظمى خدمة لبلده أولا وخدمة لكل الشعوب المحكومة بالقهر والظلم ، فطوبى لنا ولعراقنا في تحمل هذة المهمة الانسانية والتي ستضاف بدورها الى باقي صفحات تاريخنا المجيد .ا

ومن خلال هذا المنبر الإعلامي نطالب أصحاب القرار وكل السياسيين العراقيين الفائزين بهذه الانتخابات الثانية بالتحديد أن يحترموا إرادة الشعب وأن لايستهزؤا بمقدراته وتطلعاته الانسانية ، وأن يدثروا الماضي المليء بالفساد الاداري المخزي وينظروا نحو المستقبل الزاهي بتقديم الخدمات في كل مجالات الحياة ، وعلى كل برلماني عراقي أن يكون خادما وفيا ومخلصا لمولاه ، ومولاه هو شعبه بكل طوائفه وقومياته وأديانه فليكن عينه وصوته ويده في مجلس البرلمان العراقي ، وليستمد من الماضي العبر ومن الحاضر الأفكار والبرامج النيرة خدمة لنفسه وشعبه وبلده ، فإن لكل عملية سياسية بداية ، وإن الانتخابات البرلمانية العراقية هي بداية عملية إعمار العراق والمنطقة برمتها .ا

محمد حسين مدير مركز الإعلام العراقي في سيدنيالمشرف العام على موقع شبكة إعمار العراقWWW.IRAQ2003.COM

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
التعليقات
طاهر باقر : انا استغرب لماذا لابد ان يقدم شاب عراقي على الانتحار من اجل مسألة تافهة مثل هذه القضية ...
الموضوع :
انتحار طالب بعد عودته من الامتحان في واسط
باقر : والنعم من النواصب الدواعش والجولاني ..... والنعم من اتباع الصحابة ...
الموضوع :
الاردن يطرد عدد من اطفال غزة المصابين وعوائلهم بحجة ان الاردن مفلس
علي : السلام عليكم ورحمة الله وبركاته نتمنى من أدارة المطار أن تسمح بدخول السيارات لأستقبال المسافر لأن نحن ...
الموضوع :
وزارة النقل تعلن قرب افتتاح ساحة النقل الخاص بمطار بغداد الدولي
الحسين بن علي : الحفيد للجد السعيد ياجد عُد فكلنا اشتقنا لرؤياك وضحكة محياك ياعذب الماء ...
الموضوع :
صورة لاسد المقاومة الاسلامية سماحة السيد حسن نصر الله مع حفيده الرضيع تثير مواقع التواصل
باقر : انت غلطان وتسوق الاوهام.... حثالات الأرض هم أهالي تكريت والانبار وديالى والموصل.... ...
الموضوع :
حماقة البعث والوجه الآخر لتكريت.
ضياء عبد الرضا طاهر : حبيبي ھذا الارھابي محمد الجولاني ھو مثل جورج دبليوا بوش الصغير وترامب صعد وصار رئيس واستقبال حافل ...
الموضوع :
صورة للارهابي ابو محمد الجولاني عندما كان معتقلا في سجن بوكا عام 2005
----خلف ناصر عبد الله : اتمنى لكم التوفيق والسداد بحوث روعه غيتها اعلاء اعلام دين الله سبحانه:؟ ...
الموضوع :
تفسير "هذا صراطُ عليٍّ مستقيم" (الحجر: 41)
منير حجازي : العلاقات التي تربط البرزانيين بالكيان الصهيونية علاقات قديمة يطمح الاكراد من خلالها أن يساعدهم اليهود على إنشاء ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يُحرك شكوى ضد ممثل حكومة كردستان في المانيا دلشاد بارزاني بعد مشاركته احتفال في سفارة الكيان الصهيوني
منير حجازي : الاخت الفاضلة حياكم الله نقلتي قول (أنطوان بارا) في كتابه الحسين في الفكر المسيحي وهو يعقد مقارنة ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
ولي : بعد سنوات اليوم يقبل ابناء عنيفص منفذ المقابر الجماعية بحق الانتفاضة الشعبانية ١٩٩١ في الكلية العسكرية بينما ...
الموضوع :
محكمة جنايات بابل تحكم باعدام الارهابي رائد عنيفص العلواني قاتل 26 مواطنا ودفنهم في حديقة داره ببابل
فيسبوك