المقالات

انتخبنا حتى نمنع الدكتاتورية


عادل العتابي

انتخبنا حتى نمنع الدكتاتورية

مرة اخرى ذهبنا الى زيارة الصندوق البلاستيكي ذو اللون الابيض الشفاف لنعيد اللون البنفسجي الى اصبع السبابة والذي فارقه ذلك اللون منذ زمن ليس بالبعيد،وكنا قد زرنا ذلك الصندوق لمرات منذ سقوط النظام البائد وليومنا هذا،ومنحنا صوتنا في انتخابات سابقة لمن نعتقد انه الافضل لقيادة مجلس المحافظة،او من سعى من اجل التواجد في دفء وحنان قبة مجلس النواب،لم نرتكب خطيئة الانتخاب ولم نطرح اصواتنا في سوق النخاسة الانتخابية بل مارسنا حقا لنا كان محتجبا وبعيدا عنا لسنوات ايام النظام السابق،اذ بقت صورة القائد الاوحد والحزب الواحد هي العليا في العراق فيما تراجعت تماما عملية الادلاء بصوت انتخابي في كل مجالات الحياة ،حتى ان عددا من المحبوبين للحزب القائد كانوا ينعمون بمقعد في مجالس نقابات الصحفيين والاطباء والمحامين وغيرها من النقابات المهنية دون انتخابات او اذا تطلب الامر اجراء انتخابات صورية كارتونية وهمية كاسقاط فرض لاغير.كنا نحرص نحن اهل المقابر الجماعية على ان نزيد من المسافة التي تبعدنا عن ذلك الصندوق الانتخابي لاسباب معروفة،فيما كان البعض حريصا على ان ينتخب الشخص الواحد الذي تتكرر صورته يوميا في الصحف والتلفاز،في الانتخبات الاخيرة التي جرت قبل ايام كان هناك المئات من القوائم والالاف من المرشحين يمثلون كل الاطياف،منهم المسلم ومنهم النصراني ومنهم الايزيدي والصابئي،بعضهم شيعي واخر سني وثالث ارثدوكسي واخر ماروني او كاثوليكي،منهم العربي والكردي والتركماني ومنهم الكلد اشوري،منهم المرشح الذي يضع امام اسمه كلمة الدكتور واخر يكتفي بمهندس وثالث يختفي خلف شهادة الاعداية،منهم من هو الان بمنصب وزير في الدولة ومنهم من يمتلك المال واخر كونه رئيسا لعشيرة كبيرة، كل مرشح يمثل حزب او مرشح مستقل فرح بصورة انيقة وابتسامة جميلة وضعت على بوسترات ونشرات مختلفة الانواع والالوان تقلبها الريح وتعبث بها لترويج كبير وجميل لحملة انتخابية لايمكن ان نشاهدها في كل دول الجوار والدول المجاورة لدول الجوار تلك،الناخب المدلل وقف مبهورا امام هذا الحشد،فنسال احدهم قبل الانتخابات ذلك السؤال التاريخي: من تنتخب؟ يجيبك على الفور انه لن ينتخب احدا بل انه لن يشارك بالانتخابات ويؤكد بانه سيبقى في البيت لانه مل من الانتخابات!كان البعض معجب بشخص يقتلنا وننتخبه،يذبحنا ونغني له ،اما في انتخابات الامس فان ملايين الصور والاسماء والضحكات واللافتات لم تقنعنا بالذهاب الى الانتخابات وكأننا نقول ان الحنين الى الماضي والحزب الواحد باق فينا ابدا،ايها المقاطعون للانتخابات لاسيما في مناطق المقابر الجماعية في كل العراق من الشمال الى الجنوب من كان منكم يحب قوميته وطائفته التي ينتمي اليها فلابد ان يجد من ينتخبه سواء كان عربيا او كرديا او تركمانيا او من اي اقلية قومية فهناك مرشحين من كل القوميات والاديان ،فهل كل اؤلئك لم ولايعجبوك سيدي الناخب؟ ام انك اسهمت من حيث لاتدري من خلال عدم المشاركة في الانتخابات بظهور او عودة الدكتاتورية للعراق من جديد،اعتقد بان عدم الذهاب الى الانتخابات كان خطيئة كبرى بتاريخ كل من لم يصبغ سبابته باللون البنفسجي.وانه سيكون في انتظار مر لانتخبات مقبلة.

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
التعليقات
طاهر باقر : انا استغرب لماذا لابد ان يقدم شاب عراقي على الانتحار من اجل مسألة تافهة مثل هذه القضية ...
الموضوع :
انتحار طالب بعد عودته من الامتحان في واسط
باقر : والنعم من النواصب الدواعش والجولاني ..... والنعم من اتباع الصحابة ...
الموضوع :
الاردن يطرد عدد من اطفال غزة المصابين وعوائلهم بحجة ان الاردن مفلس
علي : السلام عليكم ورحمة الله وبركاته نتمنى من أدارة المطار أن تسمح بدخول السيارات لأستقبال المسافر لأن نحن ...
الموضوع :
وزارة النقل تعلن قرب افتتاح ساحة النقل الخاص بمطار بغداد الدولي
الحسين بن علي : الحفيد للجد السعيد ياجد عُد فكلنا اشتقنا لرؤياك وضحكة محياك ياعذب الماء ...
الموضوع :
صورة لاسد المقاومة الاسلامية سماحة السيد حسن نصر الله مع حفيده الرضيع تثير مواقع التواصل
باقر : انت غلطان وتسوق الاوهام.... حثالات الأرض هم أهالي تكريت والانبار وديالى والموصل.... ...
الموضوع :
حماقة البعث والوجه الآخر لتكريت.
ضياء عبد الرضا طاهر : حبيبي ھذا الارھابي محمد الجولاني ھو مثل جورج دبليوا بوش الصغير وترامب صعد وصار رئيس واستقبال حافل ...
الموضوع :
صورة للارهابي ابو محمد الجولاني عندما كان معتقلا في سجن بوكا عام 2005
----خلف ناصر عبد الله : اتمنى لكم التوفيق والسداد بحوث روعه غيتها اعلاء اعلام دين الله سبحانه:؟ ...
الموضوع :
تفسير "هذا صراطُ عليٍّ مستقيم" (الحجر: 41)
منير حجازي : العلاقات التي تربط البرزانيين بالكيان الصهيونية علاقات قديمة يطمح الاكراد من خلالها أن يساعدهم اليهود على إنشاء ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يُحرك شكوى ضد ممثل حكومة كردستان في المانيا دلشاد بارزاني بعد مشاركته احتفال في سفارة الكيان الصهيوني
منير حجازي : الاخت الفاضلة حياكم الله نقلتي قول (أنطوان بارا) في كتابه الحسين في الفكر المسيحي وهو يعقد مقارنة ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
ولي : بعد سنوات اليوم يقبل ابناء عنيفص منفذ المقابر الجماعية بحق الانتفاضة الشعبانية ١٩٩١ في الكلية العسكرية بينما ...
الموضوع :
محكمة جنايات بابل تحكم باعدام الارهابي رائد عنيفص العلواني قاتل 26 مواطنا ودفنهم في حديقة داره ببابل
فيسبوك