المقالات

معذرة أيها الكورد


الشيخ خالد عبد الوهاب الملا رئيس جماعة علماء العراق / فرع الجنوب

الشعب الكوردي هو جزء مهم من الشعب العراقي وجزء لا يتجزأ من نسيجه الاجتماعي وقد تعرض هذا الصنف من الناس إلى ألوان من المصائب التي صبت عليه خلال سنوات عديدة من الزمن قدم فيها الشعب الكوردي لأجل سيادته وأمنه واستقراره مئات من الألوف الذين قضوا نحبهم على أيدي الجلادين فتارة بحروب تشهد لها جبال كوردستان العراق وأخرى بقصف للقرى وأخرى بالأنفال وهكذا أحداث حلبجة شاهده على الحقائق المأساوية والحبل على الجرار في هذه الجرائم البشعة التي تعرض لها الشعب الكوردي إلا أن إرادة هذا الشعب كانت عصية على كل من أراد أن يطمس هويتهم الكوردية وليس عيب على احد أن يعتز بقوميته ودينه ومذهبه

لكن العيب كل العيب هو أن يقصي الآخر لأجل قوميته أو ينتقص من هذه القومية هذا من جانب ومن جانب آخر لقد ساهم الكورد مساهمة فعالة لأجل تخليص العراق من كابوس الدكتاتورية الذي جثم على صدور العراقيين لعقود من الزمن الغابر ومن ثم كان لاعبا أساسيا لترسيخ النظم الديمقراطية خلال السنوات السبع الماضية ومن العجيب أن نسمع من جديد اصواتا تتحدث بلهجة عنصرية أو قومية أو مذهبية في هذه الفترة الحرجة من تاريخ العراق فهذا سياسي كبير يخرج على شاشة التلفاز لكي يعبر عن رأي لا يمثل به رأي الشارع العراقي ليقول لابد أن يحكم العراق في هذه المرحلة عربي ولا يمكن للكورد أو غيرهم من القوميات أن تحكم البلاد وهذا موضوع خطير إذا أردنا أن نفحص أو نوغل في دراسة هذه الظاهرة فنحن بوجود مثل هذه الظواهر إنما نرجع إلى الوراء وهو تهميش الكورد وإقصاء السنة وإبعاد المعارضين وكأننا سنرجع إلى سبعينيات القرن الماضي فاعتقد أن هذا السياسي الكبير إذا استلم الحكم سوف يخوض حربا جديدة لازالت في ذاكرة العراقيين اسمها حرب الشمال ويخرج آخر وقد كان ضمن حزب إسلامي شارك في العملية السياسية ليقول بنفس النفَس ولا ادري هل حينما دخل إلى القائمة العراقية بدأ يصرح بهذا وقد خلع ثوبه الإسلامي أم انه مثل زميله النائب علاء مكي حين ظهر على شاشة البغدادية ليقول أربعين سنة في الحزب الإسلامي والآن خرجت إلى فضاء المواطنة فلو كنت عضوا ضمن الحزب سوف أقول شيئا واحدا هل كان هؤلاء يخدعوننا أربعين عاما !!

نقاط استغراب وتعجبت وقد قلتها لأحد الوكالات الأجنبية قبل ست سنوات ليس المهم أن يحكم العراق من هذا الطرف أو ذاك المهم أن يحكم العراق إنسان يحترم إرادة الشعب ويقف بإجلال عند خصوصيته ومعتقداته وإلا سوف يرفض هذا الحاكم من قبل الشعب لقد كان مام جلال يفتح أبوابه للجميع وكان رجلا متواضعا بكل المقاييس وهو سياسي محنك لا ينبغي أن نبخس الناس أشيائهم والكورد إخواننا وشركائنا حالهم حال الشركاء الآخرين ويشرفنا وجودهم معنا ويشرفهم وجودنا معهم وجميعنا عربا وكوردا وتركمانا وكل القوميات لابد أن تشترك في بناء العراق الجديد وينبغي ان نحترم الدستور الذي يمنع مثل هذه الطروحات العنصرية والطائفية فقد جاء في الدستور المادة الرابعة عشر ما نصه:

العراقيون متساوون أمام القانون دون تمييزٍ بسبب الجنس أو العرق أو القومية أو الأصل أو اللون أو الدين أو المذهب أو المعتقد أو الرأي أو الوضع الاقتصادي أو الاجتماعي فنصيحتي لكل الساسة العراقيين أن يبتعدوا عن مثل هذه التصريحات التي لا تصب إلا في مصلحة أعداء العراق نحتاج إلى مزيد من الحنكة السياسية والعقلانية في رسم الأمور لأننا جربنا التصريحات التي تبناها بعض السياسيين العراقيين في مرحلة من الزمن فلن تنفعهم ولن تنفع أتباعهم من المصلحة الوطنية أن يحترم الجميع دون التنقص لأي مكون عراقي مهما كان حجمه.

الشيخ خالد عبد الوهاب الملارئيس جماعة علماء العراق / فرع الجنوب

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
التعليقات
احمد العلاق
2010-03-14
بارك الله فيك ياشيخنا العزيز وانا استمع دائما الى اقوالك وخطبك الرائعة التي تتسم بالحق والانصاف والوقوف مع المظلومين ضد الظالمين وندعو من الله لك كل الموفقية والنجاح والسداد
furat
2010-03-14
انها مقاله رائعه كلماتها مقتبسه من مقوله للامام الصادق عليه افضل الصلاة والسلام حيث يقول ليس من العصبيه ان تعتز بقوميتك بل العصبيه هي ان تفضل ارذال قومك على اخيار الاخرين وشكرا الى الشيخ الفاضل والاخ العزيز خالد عبدالوهاب الملا.
سمير يوسف الفيلي
2010-03-14
الحقيقه انه رجل شجاع وجرئ كشف زيف دعاة العروبه الوهميه ونوايا الحقد والكراهيه في نفوس ذوى الافكار العنصريه والطائفيه دافع عن العراق وشعبه الاصيل بكل وفاء وأخلاص ووطنيه. اعجبتني مقولته العظيمه حين نادى باعلى صوته (لو كان البعث دينا لكفرت به) بهذا التحدي اثبت للدعاة البعث الصدامي ان هذا لحزب المقبور لم يكن يوما لطائفه معينه أو قوميه بل عباره عن حزب يقوده ثلة من العصابات الاجراميه من القتله والخونه ... كثيره هي مواقف الشيخ الجليل خالد الملا نسأل الله له بالعمر المديد لبناء عراقنا الجديد
خوش ولد
2010-03-14
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته لله درك ايها الشيخ الجليل فأني والله اراك دائما تقف بنفس المسافة عن جميع الطوائف والاجناس لانك تبحث عن العراق الكبير وليس غير ذلك لا أريد ان اعلق على مقالتك شيئأ فلقد قلت وقولك الحق ولكن اردت ان اشير فقط الى تشخيصك الى الدور الكبير الذي لعبه الكرد في ازاحة النظام السابق وهو ماسمح لهؤلاء من ناكري الجميل ان يقفوا موقف اعداء العراق الذين يريدون زرع الطائفية وتأصيل العرقية وفتيت العراق... هداهم الله الى سواء السبيل وحمى الله العراق والعراقيين وجمعهم على كلمة سواء
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
التعليقات
طاهر باقر : انا استغرب لماذا لابد ان يقدم شاب عراقي على الانتحار من اجل مسألة تافهة مثل هذه القضية ...
الموضوع :
انتحار طالب بعد عودته من الامتحان في واسط
باقر : والنعم من النواصب الدواعش والجولاني ..... والنعم من اتباع الصحابة ...
الموضوع :
الاردن يطرد عدد من اطفال غزة المصابين وعوائلهم بحجة ان الاردن مفلس
علي : السلام عليكم ورحمة الله وبركاته نتمنى من أدارة المطار أن تسمح بدخول السيارات لأستقبال المسافر لأن نحن ...
الموضوع :
وزارة النقل تعلن قرب افتتاح ساحة النقل الخاص بمطار بغداد الدولي
الحسين بن علي : الحفيد للجد السعيد ياجد عُد فكلنا اشتقنا لرؤياك وضحكة محياك ياعذب الماء ...
الموضوع :
صورة لاسد المقاومة الاسلامية سماحة السيد حسن نصر الله مع حفيده الرضيع تثير مواقع التواصل
باقر : انت غلطان وتسوق الاوهام.... حثالات الأرض هم أهالي تكريت والانبار وديالى والموصل.... ...
الموضوع :
حماقة البعث والوجه الآخر لتكريت.
ضياء عبد الرضا طاهر : حبيبي ھذا الارھابي محمد الجولاني ھو مثل جورج دبليوا بوش الصغير وترامب صعد وصار رئيس واستقبال حافل ...
الموضوع :
صورة للارهابي ابو محمد الجولاني عندما كان معتقلا في سجن بوكا عام 2005
----خلف ناصر عبد الله : اتمنى لكم التوفيق والسداد بحوث روعه غيتها اعلاء اعلام دين الله سبحانه:؟ ...
الموضوع :
تفسير "هذا صراطُ عليٍّ مستقيم" (الحجر: 41)
منير حجازي : العلاقات التي تربط البرزانيين بالكيان الصهيونية علاقات قديمة يطمح الاكراد من خلالها أن يساعدهم اليهود على إنشاء ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يُحرك شكوى ضد ممثل حكومة كردستان في المانيا دلشاد بارزاني بعد مشاركته احتفال في سفارة الكيان الصهيوني
منير حجازي : الاخت الفاضلة حياكم الله نقلتي قول (أنطوان بارا) في كتابه الحسين في الفكر المسيحي وهو يعقد مقارنة ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
ولي : بعد سنوات اليوم يقبل ابناء عنيفص منفذ المقابر الجماعية بحق الانتفاضة الشعبانية ١٩٩١ في الكلية العسكرية بينما ...
الموضوع :
محكمة جنايات بابل تحكم باعدام الارهابي رائد عنيفص العلواني قاتل 26 مواطنا ودفنهم في حديقة داره ببابل
فيسبوك