المقالات

هل سيتحول المجلس النيابي العراقي إلى مجلس قبلي ؟


عماد الاخرس

الكثير من الظواهر السلبية تعترض التجربة الديمقراطية الانتخابية العراقية وبالطبع هذا يعود لحداثتها.. وواحدة منها هي التزايد في أعداد المرشحين للمجلس النيابي من رؤساء العشائر مستغلين نفوذهم العشائري في الحصول على الأصوات التي قد تؤهلهم للحصول على القاسم الانتخابي .إن تفاقم هذه الظاهرة تعنى تحول المجلس النيابي العراقي إلى قبلي مستقبلا وتراجع الديمقراطية الشعبية لتحل محلها السلطة القبلية وبالتالي إلحاق الضرر بالتجربة الديمقراطية وخسارتها لا سامح الله. لذا فغاية مقالي هي أن يعرف كل مواطن عراقي موقعه الحقيقي المؤهل له في الدولة العراقية الجديدة لأن ممارسة أي إنسان لغيره ظاهره خطيرة تنعكس بشكل سلبي على تطورها ونهضتها.وللمزيد من المعرفة أقول .. إن المهمة الرئيسية التي تقع على عاتق مجلس النواب هي إصدار التشريعات والقوانين التي يتم على أساسها رسم وتوجيه سياسة الدولة.. لذا فانه يتطلب أعضاء ذو كفاءة عاليه لديهم اطلاع واسع في مختلف المجالات السياسية والثقافية والاقتصادية والاجتماعية ليكونوا قادرين على صياغتها وإعدادها .. أما المجالس القبلية التي يهيمن عليها رؤساء العشائر فمن الصعب عليها انجاز مثل هذه المهام لان اغلبهم تنحصر حدود إمكانياته بالأمور الاجتماعية التي تؤهله لإدارة شؤون القبيلة وأكثرها شيوعا حل النزاعات !وللأسف نشهد في التحضير للتجربة الديمقراطية الانتخابية النيابية الثانية تزايد في عدد المرشحين من شيوخ العشائر وغيرهم للحصول على مقعد نيابي دون وضع أي اعتبار للمسؤولية الكبرى التي تقع على عاتق الفائزين بهذا المنصب!!والسؤال الذي يطرح نفسه.. ما هي الأسباب التي تدفع بعض شيوخ العشائر لترشيح أنفسهم لمجلس النواب العراقي ؟لإجابة هذا السؤال باختصار .. أولا .. تطور مؤسسات الدولة العراقية الجديدة وهذا له الأثر الكبير في تناقص دور العشيرة لذا قد يبحث البعض منهم على موقع بديل يمارس سلطاته فيه.. ثانيا.. الامتيازات المادية المغرية التي صنعها أعضاء مجلس النواب في الدورة الأولى لأنفسهم تفتح شهية الكثير للتفكير في الحصول على مقعد نيابي ومنهم شيوخ العشائر.. ثالثا.. الحصول على المنصب المميز والمبالغ به للعضو النيابي والتي تفوق شيخ العشيرة بكثير في المكانة الاجتماعية الوظيفية والصلاحيات وغيرها.. رابعا .. الثقة العالية بالفوز بسبب ولاء الناخب للعشيرة و غياب الحس الوطني .. خامسا.. .. محاولة البعض منهم استغلال ظاهرة انعدام الثقافة الانتخابية للناخب العراقي وجهله لمؤهلات ومسؤوليات العضو النيابي والتي تعود إلى تداول السلطة الانقلابي وحكم الأنظمة الدكتاتورية الشمولية طيلة العقود السابقة. لذا لابد من تثقيف المواطن العراقي وتحريره من المفاهيم الضيقة عند اختياره للممثل النيابي الذي سيكون صوته وضميره في المجلس النيابي القادم.أخيرا أقولها .. احترامي وتقديري لشيوخ عشائرنا الكرام وعليهم اليقين بان دستورنا العراقي يرفض ان يتحول مجلس النواب إلى مجلس قبلي !

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
التعليقات
ابو حيدر
2010-03-15
تحياتي الى اخي وعزيزي عماد الاخرس والى جميع المتابعين الى موقع براثا. ماجاء به الاخ عماد هو عين الصواب وانا متابع تحركات شيوخ العشائر وخاصة في محافظتنا المجروحة لقد كان موقفهم سلبيا جدا في الصراع الطائفي الذي شهدته المحافظة وكذلك في صفحة الحواسم في اول ايام الاحتلال لقد ارسلنا لهم وفود لمساعدتنا في حماية الكليات والمستشفيات والدوائر الخدمية فلم يستيجيبوا لنا.لقد جمع احد شيوخ العشائر افراد عشيرته واخبرهم ان فشله في الانتخابات هو عار على العشيرة .
الدكتور مالك ال ماهود
2010-03-14
الكل يرى ان ديمقراطيتنا عشائريه بامتياز وهذا اكبر خطر يواجه هذه التجربه لان تقاسم المناصب بين العشائر اصبحت السمه المميزه الان وهذا ما جعل الكفائات والشخصيات المثقفه والتي لا تؤمن اصلا بالتعصب العشائري خارج هذا السباق المحموم وهي ترى ان الكتل الكبيره صارت تتقاسم هذا الولاء العشائري وتتنافس عليه بعد ان وجدته الطريق الاقصر لنيل ما تريد وهذا بالتاكيد سيحول البرلمان الى مجلس عشائر واحزاب وهذا ما يفقده الكفاءه بكل تاكيد 00المطاوب ان تكون هناك معالجه جديه لهذا الموضوع فبلدنا يعج بالكفائات
علي
2010-03-13
المشكلة في قانون الانتخابات فالمفروض ان تكون شروط المتصدي للترشيح ذات كفاءة كأن يكون قائد حركة مجتمعية معتدبها ولفترة معقولة او موظف كبير لة خبرة ادارية سابقة وصاحب علاقات وان يكون على الاقل بكلوريوس مع خبرة 5سنوات في قيادة منظمة او حركة او شركة كبيرة الان كل من هب ودب يستطيع الترشيح وهذا خطر جدا جدا فشخص مثل هتلر او صدام من الممكن ان يفوز
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
التعليقات
طاهر باقر : انا استغرب لماذا لابد ان يقدم شاب عراقي على الانتحار من اجل مسألة تافهة مثل هذه القضية ...
الموضوع :
انتحار طالب بعد عودته من الامتحان في واسط
باقر : والنعم من النواصب الدواعش والجولاني ..... والنعم من اتباع الصحابة ...
الموضوع :
الاردن يطرد عدد من اطفال غزة المصابين وعوائلهم بحجة ان الاردن مفلس
علي : السلام عليكم ورحمة الله وبركاته نتمنى من أدارة المطار أن تسمح بدخول السيارات لأستقبال المسافر لأن نحن ...
الموضوع :
وزارة النقل تعلن قرب افتتاح ساحة النقل الخاص بمطار بغداد الدولي
الحسين بن علي : الحفيد للجد السعيد ياجد عُد فكلنا اشتقنا لرؤياك وضحكة محياك ياعذب الماء ...
الموضوع :
صورة لاسد المقاومة الاسلامية سماحة السيد حسن نصر الله مع حفيده الرضيع تثير مواقع التواصل
باقر : انت غلطان وتسوق الاوهام.... حثالات الأرض هم أهالي تكريت والانبار وديالى والموصل.... ...
الموضوع :
حماقة البعث والوجه الآخر لتكريت.
ضياء عبد الرضا طاهر : حبيبي ھذا الارھابي محمد الجولاني ھو مثل جورج دبليوا بوش الصغير وترامب صعد وصار رئيس واستقبال حافل ...
الموضوع :
صورة للارهابي ابو محمد الجولاني عندما كان معتقلا في سجن بوكا عام 2005
----خلف ناصر عبد الله : اتمنى لكم التوفيق والسداد بحوث روعه غيتها اعلاء اعلام دين الله سبحانه:؟ ...
الموضوع :
تفسير "هذا صراطُ عليٍّ مستقيم" (الحجر: 41)
منير حجازي : العلاقات التي تربط البرزانيين بالكيان الصهيونية علاقات قديمة يطمح الاكراد من خلالها أن يساعدهم اليهود على إنشاء ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يُحرك شكوى ضد ممثل حكومة كردستان في المانيا دلشاد بارزاني بعد مشاركته احتفال في سفارة الكيان الصهيوني
منير حجازي : الاخت الفاضلة حياكم الله نقلتي قول (أنطوان بارا) في كتابه الحسين في الفكر المسيحي وهو يعقد مقارنة ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
ولي : بعد سنوات اليوم يقبل ابناء عنيفص منفذ المقابر الجماعية بحق الانتفاضة الشعبانية ١٩٩١ في الكلية العسكرية بينما ...
الموضوع :
محكمة جنايات بابل تحكم باعدام الارهابي رائد عنيفص العلواني قاتل 26 مواطنا ودفنهم في حديقة داره ببابل
فيسبوك