حيدر قاسم الحجامي
شلة من أشباه الفنانين وإنصاف الشعراء ممن كانوا يعيشون على فتات موائد السلطان ويقتاتون على مزابل أركان السلطة ، ويحتسون بقايا نبيذ رجال المخابرات الممزوج "بالبول " وبعد ذلك يهللون ويدبجون ويصفقون ، ومن ثم ما ان تزول سلطتهم يهربون الى دول المهاجر حاملين معهم ما خف وغلا في ظل فوضى الاحتلال ، ومن هناك يبدأؤن نشاطهم المعادي لتجربة شعبهم الديمقراطية التي دفع ثمناً لها دماء طاهرة ، سالت ومازلت –للأسف – تسيل على يد إرهاب أعمى مدعوم من قوى ودول لا يعجبها عراقاً سيداً حراً ومعافى ، وتبدأ هذه الشلة – التعبانة – بالتشويش على الوضع الجديد ، ويملئون فضائيات العربان حديثاً وافتراءاً على الوضع ، ويتهمون الفنانين الشرفاء الذين مكثوا في وطنهم مع أبناء شعبهم وتقاسموا معهم المحنة ، بالعمالة والرضوخ والتعاون مع المحتل ...! ، وما ان تلتقي بأحدهم فضائية ما ، حتى يبدأ بذرف دموع التماسيح حزناً على بغداد الرشيد التي دمرها المغول ...! ، في حركات بائسة ومبتذلة لاستجداء تعاطف الناس معهم ، ومن ثم يبدأؤن الحديث عن دورهم في مقاومة المحتل من وراء الحدود وعلى بعد مئات آلاف الكيلو مترات..! أنها والله من أعجب العجائب ، فكيف يمكن لهولاء الـ(.......) ان يضحكوا على عقول الناس او هكذا يتصورون على الأقل ، ومرة أخرى يقبل هولاء ان يتحولوا الى لعبة بيد قوى وجهات تريد من خلالهم ضرب التجربة الديمقراطية وتشويهها من داخلها ، وهذا الدور الذي ارتضوا ان يلعبوه امتداد لعملية الرقص على جراح شعب أدمتهُ الحروب والمتهُ آلة القتل والقمع ، انني وعبر هذا المقال لا اتهم كل فنان حر وشريف ووطني اضطرتهُ ظروف المعيشة وهاجر الى خارج العراق ، فهولاء سفراء شعبهم أينما حلو وأينما نزلوا، وهم من نعول عليهم في نقل صورة الحضارة والثقافة العراقية الى تلك الشعوب و نثمن دورهم عالياً ، ولكن كلامي موجه الى كل اؤلئك الذين ما زالوا يهرجون في الفضائيات ضد العراق الجديد ويرسمون صورة سوداوية عن عراق ما بعد الدكتاتورية ، هولاء فقط معنيون وعليهم ان يكفوا عن ممارسة هذا الدور المشبوه ، وعليهم ان يعودوا الى صف شعبهم ويقفوا معه ُ في أفراحه وأتراحه ، وحينها فقط سيحق لهم ان يكونوا ضمير شعبهم يتحسسون معاناتهُ ، وهو يجابه الإرهاب والموت وفتاوى التكفير والمحتل على حد سواء ، وإذا كان الاحتلال سيرحل ضمن اتفاقية واضحة فان الإرهاب الأعمى يحاول ان يصبح ثقافة تشيع في صفوف أبناء مجتمعنا متخذاً من الطائفية والقومية أردية لهُ .
https://telegram.me/buratha
