المقالات

فازت قوائم المشاية /


حافظ آل بشارة

تمت الانتخابات والجمهور يعرف النتائج ، الحرب الدعائية جعلت المتابعين ينسون الانتخابات وينشغلون بفصول تلك الحرب ووقائعها الشرسة ، وضعت الحرب اوزارها ولكل حرب نتائجها فهناك المنتصر والمهزوم وهناك قتلى وجرحى ، وفي احصائية مبسطة كان القتيل الابرز وليس شهيدا في هذه المعركة هو ذلك المرشح الذي ارسله من لايخافون الله فكان مسعورا لم يترك هدفا معاديا او محايدا او صديقا الا ودكه بقذائفه الطائشة في قصف عشوائي متواصل ، كان صاحب اكبر دعاية ممولة من المجهول ، سقط يخور بدمه وينهش الارض بفمه فداسته الخيل وتلاشى ولم يؤبنه احد لانه كان يقاتل بالنيابة ، القتيل الثاني هو الاعلام العربي الذي راهن على نشر اليأس والتقنيط واللاجدوى ودعا العراقيين الى عدم المشاركة ، ثم انتقل الى ارسال تهديدات مبطنة لمن يشارك ، وقام بتلميع وجوه القوادين ، قنوات يديرها حملة سواطير وسقطة قدموا صياغات خبرية لا تمت الى الاعلام بصلة ، اكاذيب وبهتان واختلاق شائعات و تحريض على الشر ، كانت تلك القنوات دوائر مخابرات فهي من اكثر قتلى الحرب الدعائية مكروهية فالى جهنم ، القتيل الثالث في تلك الحرب الدعائية هو الارهاب باجنحته السياسية والاعلامية والاجرامية ، هذا القتيل كان في البداية يهدد ويتوعد ثم هجم فخسر فانسحب ‘ ثم هجم يوم الانتخابات وراح يقتل المدنيين ويمنعهم من الوصول الى الصناديق ، حاول ان يوقف التيار ، تيار الجماهير او التاريخ ، كان مثل قشة في مجرى الطوفان فسحقته الاقدام . المعركة الدعائية شرحت دروسا بليغة ومجانية للجميع ، من لايفهم دروسها البليغة فهو في قمة الامية السياسية ، اهم الدروس : ان الاعلام الدعائي يضل دوره مكملا في لعبة الاقناع ،

 اما الدور الاصلي فهو للتقييم الجماهيري للشخصية او الكتلة ، التقييم الذي يتأثر ايجابا وسلبا بما يقدمه الشخص او الكتلة من خدمة للناس ، اما الحضور الخطابي فلم يعد مؤثرا في التقييم الشعبي ، الدرس الثاني : اتضح ان الجمهور لايحب ولايؤيد من يوجهون الشتائم والاتهامات والاهانات الى منافسيهم بطريقة سوقية فيضعون منافسيهم في موقع المظلوم الذي يستقطب مشاعر التعاطف فتكون النتائج معاكسة . الدرس الثالث و الاهم : المرجعية الدينية في العراق تبقى هي عنصر التحريك الاصلي في الوسط الجماهيري ، ويظل الناس مهتمين بتوجيهاتها ، ينطلقون الى مراكز الاقتراع بعزيمة ونوايا ورؤية المتدين المكلف ، برغبة ولهفة الزوار المشاية ، زوار الاربعين ذوي الموجات المليونية ، جنود المرجعية وشعبها ، بشوق اللطامة وموزعي الهريسة وحملة الاعلام الملونة ، المشاعر الحميمة البالغة التسامي التي تتدفق شلالا من الدموع فتسوق بريحها الملكوتية ملايين الزوار الى كربلاء ، بنقاء ذلك المطر الخالد وهو حب الحسين (ع) يغسل الاعوام ويوحدها مع معاني ذلك الاسم العالي المخلد ، هي نفسها التي جذبتهم هذه المرة وفي كل مرة الى صناديق الاقتراع ، المرجع عندهم هو جزء من الحالة الحسينية والدليل عليها والنابع منها والعائد اليها ، المرجعية في العراق هي المنتصر الاكبر في معركة الدعاية ، و الفائز الاول في الانتخابات ، صحيح لاهي مرشح ولا هي كتلة ولاهي جهاز اعلامي ،

 كل ما لديها بيان من عدة سطور مكتوب باليد وعليه ختم المرجع ، لكن هذه السطور اطاحت بامبراطورية الاعلام المقابل بكل مالديه من فضائيات ومواقع الكترونية وصحف واذاعات ومراكز حرب نفسية ومراكز تخطيط دعائي ، وصناديق تمويل نفطي ، وبورصات مدوية لشراء الرؤوس الكبيرة ، سقطت كلها امام زلزال سطور صغيرة تلهب مشاعر الملايين ، اليست هذه دروسا نادرة لمن القى السمع وهو شهيد ؟ ايها الفائزون اشكروا المشاية والزوار لانهم ادخلوكم الى دائرة الولاءالحسيني هل تستحقون ؟ هل ستكونون اوفياء لكل هذه المعاني ؟ نأمل ذلك .

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
التعليقات
راهي العذب
2010-03-10
كلام جميل و موضوعي...أحسنتم مولاي. و لكن عتبي على ال15 مليون موالي الذين زاروا الحسين ، جزء كبير منهم إختار أعداء الحسين عند صدق اللقاء عند صناديق الإقتراع! إختاروا من منع مجالس الحسين من أن تبث على الهواء من مقام الحسين بحجج لايصدقها حتى الطفل و كأنهم يقولون ما لا يفعلون (قالوا للحسين نحن نحبك و لكن بيعتنا ليزيد ،فو الله لا يزيدهم إلا شقاء و خسرانا و الأيام بيننا) إختاروا من ملأ بغداد بحوانيت الخمر و المسكرات عدى الفساد الملياري الدولارات المعروف القسمات من حزب الفافون البايدني النحسات!
كميل التميمي
2010-03-10
صدقت يا اخي ال ابشاره انتهت المعركة معركة الشرف والحمد لله هذه المرة باقل الخسائر وصوَتَ لمشايه بكلمة نعم وفاز اتباع خط المرجعيه وجلس المشايه ينتظرون الفائزين هل سيقولون نعم للمشاية كما قالوا نعم لهم في شوارع الموت ؟
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
التعليقات
طاهر باقر : انا استغرب لماذا لابد ان يقدم شاب عراقي على الانتحار من اجل مسألة تافهة مثل هذه القضية ...
الموضوع :
انتحار طالب بعد عودته من الامتحان في واسط
باقر : والنعم من النواصب الدواعش والجولاني ..... والنعم من اتباع الصحابة ...
الموضوع :
الاردن يطرد عدد من اطفال غزة المصابين وعوائلهم بحجة ان الاردن مفلس
علي : السلام عليكم ورحمة الله وبركاته نتمنى من أدارة المطار أن تسمح بدخول السيارات لأستقبال المسافر لأن نحن ...
الموضوع :
وزارة النقل تعلن قرب افتتاح ساحة النقل الخاص بمطار بغداد الدولي
الحسين بن علي : الحفيد للجد السعيد ياجد عُد فكلنا اشتقنا لرؤياك وضحكة محياك ياعذب الماء ...
الموضوع :
صورة لاسد المقاومة الاسلامية سماحة السيد حسن نصر الله مع حفيده الرضيع تثير مواقع التواصل
باقر : انت غلطان وتسوق الاوهام.... حثالات الأرض هم أهالي تكريت والانبار وديالى والموصل.... ...
الموضوع :
حماقة البعث والوجه الآخر لتكريت.
ضياء عبد الرضا طاهر : حبيبي ھذا الارھابي محمد الجولاني ھو مثل جورج دبليوا بوش الصغير وترامب صعد وصار رئيس واستقبال حافل ...
الموضوع :
صورة للارهابي ابو محمد الجولاني عندما كان معتقلا في سجن بوكا عام 2005
----خلف ناصر عبد الله : اتمنى لكم التوفيق والسداد بحوث روعه غيتها اعلاء اعلام دين الله سبحانه:؟ ...
الموضوع :
تفسير "هذا صراطُ عليٍّ مستقيم" (الحجر: 41)
منير حجازي : العلاقات التي تربط البرزانيين بالكيان الصهيونية علاقات قديمة يطمح الاكراد من خلالها أن يساعدهم اليهود على إنشاء ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يُحرك شكوى ضد ممثل حكومة كردستان في المانيا دلشاد بارزاني بعد مشاركته احتفال في سفارة الكيان الصهيوني
منير حجازي : الاخت الفاضلة حياكم الله نقلتي قول (أنطوان بارا) في كتابه الحسين في الفكر المسيحي وهو يعقد مقارنة ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
ولي : بعد سنوات اليوم يقبل ابناء عنيفص منفذ المقابر الجماعية بحق الانتفاضة الشعبانية ١٩٩١ في الكلية العسكرية بينما ...
الموضوع :
محكمة جنايات بابل تحكم باعدام الارهابي رائد عنيفص العلواني قاتل 26 مواطنا ودفنهم في حديقة داره ببابل
فيسبوك