ابو ميثم الثوري
ديالى محافظة عراقية مميزة بكل سياقاتها وتفاصيلها وخصوصياتها وقد عاشت ابشع ظروفها في ظل العهدين العهد السابق وما لاقى اهلها من ظلم واستبداد واضطهاد ولم ينته مسلسل القمع والابادة بعد سقوط النظام السابق بل توالت على اهلها اقسى حملات الابادة المدعومة عربياً واقليمياً ومحلياً بكافة الاسلحة المفخخة كالسيارات المفخخة والاحزمة الناسفة والعبوات الناسفة وقذائف الهاون التي تستهدف الناس بشكل طائفي وعلى الهوية.وهي اول محافظة تشهد اسوء حملة تهجير قسري لابنائها المظلومين والمحرومين وكان عتاب اهلها بالغاً على الحكومة الجديدة التي لم تمنع تهجيرهم او ابادتهم في ظل الشد الطائفي خلال السنوات الاخيرة.وهي اول محافظة في العراق تحتضن اكثر الانتحاريات من النساء وهي مدينة متنوعة بنسيجها الاجتماعي والمذهبي وكانت نموذج التسامح الوطني والسلم الاهلي لولا تدخل تنظيم القاعدة وتوجيه مساراتها باتجاه الصراع الطائفي لوجود عناصر التأزيم.ويبدو ان التهجير القسري والابادة على الهوية والاستهداف الطائفي وضع اهلها امام واقع خطير او خيارات صعبة احلاها مر وربما بدأ عزوف اهلها عن المشاركة بسبب الوضع المزري على المستوى الامني وعجز الحكومة الاتحادية على التدخل لحسم الامر واستتباب الامن وترسيخ الاستقرار واعادة المهجرين قسراً الى بيوتهم ومناطقهم.وفي ظل هذه الظروف اصبحت الممارسة الديمقراطية في خطر حقيقي وغاب في نفس الوقت الاحصاء السكاني او الاحصاء الديموغرافي لطبيعة السكان في ديالى رغم ان نسبة اتباع اهل البيت تبلغ 65% الا ان المشاركة الانتخابية ونتائجها السابقة اعطت انطباعاً خاطئاً عن طبيعة النسيج الاجتماعي وتصوراً سلبياً مشوشاً ومشوهاً مما ساعد في تكريس هذه الانطباعات الخاطئة والتصورات السلبية هو غياب الاحصاء الدقي حول طبيعة الديموغرافية في ديالى.وفي الانتخابات الحالية التي انتهت فصولها الاخيرة يوم الاحد البنفسجي كان هناك تردد واضح وخوف من ترشيح شخصيات سياسية في منطقة ساخنة تعيش وضعاً استثنائياً متميزاً واحتمال الفشل اسهم في تكريس القناعة لدى الكثيرين بعدم المشاركة وربما اللجوء الى الترشيح في مناطق كردية لانتظار المقاعد التعويضية والدخول الى البرلمان.وفي خضم هذه التصورات قرر هادي العامري الامين العام لمنظمة بدر خوض المعركة الانتخابية ممثلاً عن محافظة ديالى الامر الذي زاد من مخاوف مقربيه واصدقائه ومحبيه لاحتمال الفشل وهو فشل لا يليق بشخص قيادي كبير بمستوى العامري الذي تعتبر خسارته المفترضة خسارة لمنظمة بدر وثقلها الجماهيري وسمعتها الجهادية.ولكن ثقة العامري بنفسه كونه اميناً عاماً لمنظمة عريقة مثل منظمة بدر واستشرافه لواقع ديالى جعله واثقاً بالمشاركة وان ادت الى عدم تحقيقه نتيجة طيبة فقرر المشاركة والترشيح عن اهلها ورفض رفع لافتات وصور وبوسترات ترفع صورته ولكنه الاخوة في منظمة بدر في ديالى انطلقوا بحماسة وشجاعة لاطلاق حملته الانتخابية للتوشح ديالى ومناطقها الساخنة برايات منظمة بدر وصور هادي العامري التي اصبحت تقلق الارهابيين وتؤرق الطائفيين وتسر المحبين والمقربين.ومن حسن الاقدار ان اكون ضمن الوفد الذي رافع هادي العامري في حملته الانتخابية في اقضية ونواحي وقرى محافظة ديالى وقد ساعده في التأثير الايجابي كونه امين عام منظمة بدر وبدر تحظى باهتمام واحترام اهالي ديالى باعتبارهم يحتاجون الى الرجل القوى والشجاع الذي يمثل لهم عوناً في مواجهة الارهاب في ديالى.وخلال الحفاوة والاستقبال الذي لقي به هادي العامري والدفع المعنوي لاهلها والمناطق التي زارها شعرنا بفوزه الحتمي واستشرفنا نجاحه في بدايه انطلاقته الانتخابية.وفوز هادي العامري في المكان الصعب والزمن الصعب حقق من مصداقيته كسياسي قدير ومجاهد جدير بحماية ابناء ديالى في المرحلة الراهنة والقادمة.فوز هادي العامري رسالة بليغة لكل الاطراف السياسية وتعزيز لثقة الجماهير بقادتها المجاهدين واشارات خيرة على ثقة ابناء ديالى بالبدريين رغم صعوبة المخاض الانتخابي والظرف الامني.وبقبوله المنازلة وفوزه الباهر حطم رهانات المرجفبن والمرتجفين وعزز القناعة بابناء ديالى الشرفاء الذين يحترمون ابناءهم المجاهدين الذين ضحوا من اجلهم.
https://telegram.me/buratha