( بقلم : أنمار آل سويف )
مناقشة مستقبل العلاقه بين الحكومه والشعب هو بالحقيقة موضوع مهم وجاد جدا وتترتب عليه افرازات ومواقف بغض النظر عما ينتج عنها سلبا او ايجابا , ومناقشة ردات الفعل الشعبيه على مواقف محدده للحكومة او السلطة بالمعنى الأشمل او القيادات الحكومية يعتبر من اركان الأسلوب الحضاري للنقاش وحجر أساس في بناء الأستنتاجات واستخلاص الفوائديجد المتابع لموقع براثا المميز يجد الكثير من الأقلام الرائعه التي تثري النقاش وتوضح الافكار وتستجلي النوايا وأراني لا ابالغ اذا قلت ان هذه الأقلام وصلت بتحليلاتها واستنتاجاتها ومناقشاتها المدهشه الى حد لم تصل اليه الكثير الكثير من المواقع المشابهه ولعل السبب في ذلك هو صدق هذه الأقلام وعفة مقصدها وسلامة نياتها.
في الأسطر القليله اللاحقه اذا سمح لي استاذنا الفاضل محسن الجابري اود ان اناقش الفكر الذي ورد في مقالته الموسومة ( قادتنا خذلونا تعالوا نولول ) , حيث لا زال قلم استاذنا الجابري يثير الاعجاب بمرسلاته الفكريه وتحليلاته المتوازنة اضافة الى الأمداد الخبري المباشر والتعليق الحاذق المتنور
.أرى ان استاذنا اخذ على مجمل التعليقات التي وردت بحق الأتفاقيه (( المباركه)) بين الكتل السياسية على انها تعليقات متشائمة وغير متوازنة بل تصل حد التجريح بحق القيادات الشيعية وأنا أشاطره الرأي .....ولكن ؟؟؟؟
من استعراض تلك التعليقات نجد وبصوره واضحه الحرص الشديد من قبل اصحابها على مصلحة الشريحة الأكبر من الشعب واقصد بها الشيعة باعتبارهم الهدف الأول والأخير للأرهاب الفكري والعقائدي والجسدي , نراهم يستعملون عبارات صريحة مثل (( مبارك عليمن يا مالكي ؟ على السنه ان خلصتهم من الفضيحة ؟)) او (( سبحان الله هل هذا ما قدر عليه الأئتلاف بعد فضيحة الدليمي ؟))؟؟؟
اذا أمعنا النظر في هذين التعليقين كنموذج نجدهما يعبران وبشكل دقيق وواضح عن الألم الذي يعتصر قلوبنا جميعا , ونجدهما قد شخصا خطأ سياسيا وأستراتيجيا وقع به قادتنا اختياريا او رغما عنهم ( لا ندري )!!؟
وأرى ان التعليق الثاني كان من الحنكة والقدره على الرؤية السياسية بحيث اوضح وبجلاء تام ان الأئتلاف غير قادر على استغلال الفرص وتحويلها الى نصر واقعي وفائدة حقيقية إن لم تكن للشريحة الأكبر فللوطن بجميع شرائحة
.مالذي دعى الأئتلاف بعد الفضيحة المدوية للدليمي وخطه ومنهجه لتوقيع وثيقة العهد ؟ أكان هذا وقتها ؟
ألم يستطع قادتنا وبرؤيتهم ان يزيحوا من دربهم هذا (( العاثورة ))؟
ألم يمر بخلدهم ان أخطاءا بسيطه لا ترقى لخطأ الدليمي أودت باصحابها الى الحضيض والى زنازين مظلمة ؟ او على الأقل أتت على مستقبلهم السياسي ؟؟؟
أما ترونه انتصارا سياسيا مهما لو أزيح الدليمي وتخلصنا من هزاته وأرجافاته وجيء بمعتدل من ابناء السنة الحقيقين وما اكثرهم ليشاطروه رؤية بناء الدولة الحديثه ؟؟
ثم لماذا الآن ومتزامنا مع وقوع الدليمي في مصيدة أعماله الشريرة؟؟؟؟
لماذا يوقع الأئتلاف على وثيقة حقن الدم العراقي ووضع نفسه على قدم المساواة مع الأرهابي الذي هدر الدم العراقي ومع الداعم والحاضن للمد التكفيري الأرهابي؟؟؟؟ أترى ان الأئتلاف ومن مبدأ ( وإنا أو إياكم لعلى هدى او في ضلال مبين ) قد وضع نفسه بموضع المتهم وعلى الأقل من وجهة نظر الأئتلاف نفسه ؟؟
((
سبحان الله هل هذا ما قدر عليه الأئتلاف بعد فضيحة الدليمي ؟ )) ؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟من وجة نظري واراني اشاطرها صاحب التعليق اعتقد ان الدهاء السياسي والحنكة في ادارة المعركة غير متوفرين في الكثير من قادتنا وإن توفرتا في البعض الآخر فإنه مسلوب الأرادة نتيجة لمبدأ التوافق سيء الصيت ونتيجة لعدم إستيعاب هذا البعض المد الجماهيري العملاق الذي يئن خلفه وهو يرى أحلامه ودماءه ودولته تستباح على ايدي المنافقين والأرهابيين والبعثيين وبالتأكيد نتيجة الضغط الخارجي الذي ربيناه وكبرناه وأعطيناه مدى واسعا بمحض إرادتنا لأننا لم نحسن التعامل معه ومع إفرازاته
.أعتقد ان الأئتلاف يضم عناصر خيره بمبدئيه عاليه وحنكه ودرايه ولكنه يضم ايضا عناصر لا تمتلك كل او بعض الذي قلناه في أضدادهم , فلذلك ترى التخبط السياسي المنهجي في ممارساته ( الأئتلاف ) وترى انه لم يحقق ما ترنو اليه الملايين من أهداف واقعية كان الحصول عليها سهلا يسيرا لو أديرت الأمور بحسب رؤية العناصر المحنكه الخيره , واذكر انني وغيري قد حذرنا في مقالات سابقة من ان البيت الشيعي وهو الائتلاف ان لم يقم بلم الصفوف وتحفيزها بجرعات سياسية منتظمة وإستيعاب الآراء الشاذه داخله فإنه سوف لن يجد أمامه الا الوقوع بهكذا مصائد كان قد نصبها له متمرسون بلا أخلاق وبلا مبادئ وبلا خوف حقيقي على مصلحة الوطن . والحق كل الحق ان صوت الشعب وإن كان قاسيا هو المعيار الحقيقي الذي يجب على الأئتلاف الرضوخ له والتعامل مع حيثيات الأمور طبقا لتوازناته مع عدم الأهتمام بالأصوات ذات النبره غير المتوازنه التي ترميه بالركض وراء المناصب والرواتب فلربما كانت هذه الأصوات صادقة التعبير ولكن بدون رؤية واضحة للواقع المعاش او ان تكون مريبة ذات اهداف وأغراض أخرى
.ثم نرى ان استاذنا الفاضل قد خلص في بعض أفكاره الى تعريف السياسي وماهي مهمة السياسي والى مواقع الحكم على اللعبة السياسية وقد أثار دهشتي ضربه مثالا لأفتراقية المنظور من حيث الأستيعاب التحليلي الفكري والسياسي لمن يجلس في موكب حسيني او جامع او مقهى مع من يجلس في معمة السياسة , وبقدر اعتراضنا وعدم موافقتنا على ذلك فاننا نلتمس له العذر بان اراد ان يوصل فكرته على طريقة السهل الممتنع , ولا نشك ابدا بان الحارات والمقاهي فضلا عن المواكب الحسينية المشهود لها بتخريجها الملايين من فضلاء وشعراء وكتاب ومفكرين وسياسيين وقادة لا نشك انها كانت ولا زالت من اساسيات الثراء الفكري والسياسي في مجتمعنا وليس بغريب ان تكون جل النخب السياسية المتصدية الآن هي نتاج أرث وواقع جزئيات مجتمعنا بما تضمه من مقاهي وحارات ومواكب وجوامع ..الخ .
وأجزم ان نسبه لا يستهان بها من رواد تلك الأماكن اذا خبرت معرفتهم بالدليمي والهاشمي فستجدها بقدر معرفة المالكي والعامري بهما ان لم نقل اكثر وسوف تجد انهم هم الخبراء بذلك ولا ينبيك مثل خبير, وأظنني غير مبالغ اذا قلت ان الشعب في العراق بوجه عام والشيعه بوجه خاص يمتلكون من المميزات والمواصفات والفكر والعقلائيه تعطيهم القدره على فرز امثال الدليمي والهاشمي ومن لف لفهم والقدره في استحسان الأداء السياسي لبعض سياسيينا وعدمه للبعض الآخر مع التفريق التام بين الفشل في الأداء السياسي والتخوين , فما اظن ان عاقلا يرى ان المالكي او العامري او الشيخ الصغير(حفظه الله تعالى ) قد خان الأمانة المطوقه عنقه لا سمح الله ولكن بالتاكيد ومن وجهة نظر سياسيه يستشكل موافقة المالكي وغيره بل اسراعهم في بصم وثيقة العهد . بالرغم من اننا لا نشك ابدا باخلاصهم وتفانيهم في خدمة وطنهم فاننا لا نؤيدهم في الأسلوب الذي اتبعوه ويتبعونه في ادارة الأزمات وفي المحافل التفاوضيه وفي عملية الحراك السياسي ونجد من المعيب التفريط ولو بجزء من حقوق الشريحه الأكبر في العراق حتى وان تعرض هؤلاء لضغوطات كبيره نحن نعرفها فالعبره بالصمود والحزم والأتكاء على ركن شديد وهو بكل فخر الملايين المضمخه بالدماء والتي انداف عرقها بطين الأرض
.وأجدني في آخر المطاف أوافق الاستاذ الفاضل الجابري في استنتاجه بان القوى المعارضه اظهرت الأئتلاف بصورة المتوحش والسفاك وبطرق خبيثه أقلها استثمارها للقنوات الفضائيه الطائفيه ولكنني أعود وأقول أن العقل المتفتح والفكر الناضج والحزم السياسي والثبات العقائدي كان كفيلا باسقاط هذه المراهنات وان كبرت شأوا وانتفخت واقعا واظنها
هكذا تؤكل الكتف!!!!!!!!!!؟
أنمار آل سويف
https://telegram.me/buratha