المقالات

وانتخبتها من اجل البسبوسة


 

وصتلني في ظهيرة البارحة رسالة قصيرة ( اوف لاين )  من صديقة تناسب بعد بيتها مع مدة صداقتنا تناسبا عكسيا  حيث انها تسكن امتارا عن بيتنا لمدة طويلة امتدت من الابتدائية وحتى الجامعة حتى جاء التهجير ليرمني ببقعة ويرميها في ببلد اوربي  ولم تكن صديقة وانما اخت احببتها كثيرا ولا اذكر اننا تعاتبنا في يوم قط !

 

مفاد الرسالة ان اختي وحبيبتي قد ابلغتني بانها ذهبت الى الانتخابات وكانت تسألني عن من انتخبت ؟ ومن ثم جاء ت الاسطر التي اضحكتني من كل قلبي وارجعتني عقد ونيف العقد الى الوراء لاعيش ذكريات فترة  جميلة واحببت ان اشارككم القصة التي ها علاقة بالانتخابات.

اخبرتني صديقتي بانها حين ذهبت الى الانتخابات فانها قد تذكرتني  وهنا اعتقدت انها قد تذكرت الانتخابات الاولى التي ذهبت معي فيها

الى مركز الاقتراع بعد ان كلفني الامر ساعات لاقناعها لان المنطقة التي نقطنها اغلبية بعثية وكانت خائفة وانا اطمئنها ونحن نسير باننا على درب الشهادة وهي تقول ( يارب خذها وارحنا ) والنتيجة باننا سرنا معا بدرب التهجير لا الشهادة ببركة من انتخبناهم .

 

وبعد ان رجعت من سرحة زمنية مع الماضي اكملت السطور لاجد ان ظني ليس بمحله لقد وجدت صديقتي تخبرني بسر كتمته طويلا وذكرتني بايام انتخاب الطالب القدوة ففي سنة من السنين قد فازت طالبة بذاك اللقب وبفارق اصوات كبير عني رغم انني قدوة لسنوات بالتزكية والاجماع وليس بالانتخاب . والخسارة لم تكن هي الصدمة وانما الفارق الكبير في الاصوات وشخص الطالبة التي لم يكن فيها صفة من صفات القدوة !.

 

وما ان تم فرز الاصوات حتى اخرجت قدوتنا الجديدة  قالب البسبوسة وما ادراك ما البسبوسة في زمن الحصار الذي كان فيه السكر سلعة نادرة حتى اغلقت جميع محلات الحلويات وكنا نضع التمر في الشاي بدل السكر . في تلك اللحظات علمت ان الصوت قيمته قطعة بسبوسة وقد همت قدوتنا ذات البسبوسة بنداء الطالبات للانقضاض عليها واتذكر جيدا  انني خرجت ولم ااكل ليس لشعوري بالخسارة فلقد كنت اتمتع بروح رياضية جدا عالية ولكن شعرت حينها ان الزمن يدفعني لانضج قبل اواني ولاعرف حقيقة ما حولي .

 

 بعد دقائق جاءت صديقتي ودق الجرس ونسينا الامر واستمرت الحياة بصفعنا يمينا وشمالا لاننا لم ننحني لغير الحق والحمد لله والان وفي هذه الايام ارى صديقتي تعترف بمسجها بانها قد انتخبت  صاحبة البسبوسة في ذلك الوقت حبا في بسبوستها وتعتذر مني لذلك !!!!!!

حبيبتي وصديقتي سررت جدا باعترافك غير انني ما كنت لاشك فيك ولو لبرهة وفعلا ما هكذا الظن بك ! وها انا ذا مستغربة كيف انني ادمع ضحكا للامر رغم انه خيانة كبيرة من جانبك خصوصا عندما اتذكر بانك كنتي تواسيني !!  ربما السعرات الحرارية في البسبوسة كانت كافية لتكذبي علي ولسنيين. وسأمتص الصدمة الظريفة لانني تقبلت حقيقة ان صاحبة البسبوسة  ذاتها قد تمكن والدها الدبلوماسي  البعثي من التلاعب بالاسئلة في السفارة التي عين يعمل بها لتحصل صاحبة البسبوسة ذات الذكاء المحدود على مقعد في كلية طب الاسنان لترتقي الى منصب طبيبة اسنان فاشلة من الدرجة الاولى  وخذي الحذر  يا صديقتي فربما قد اثرت البسبوسة بتسوس يجعلك ترجعين الى صاحبتها ولكي ان تتخيلي ماذا سيحصل .... 

 

حبيبتي انا مسامحة في شأن البسبوسة لكن خوفي ان تكوني انتخبتي قائمة صفراء حينما ذهبنا سوية وكنتي وعدتني بانتخاب الشمعة , نسال الله ان يرتقي ابناء شعبنا بأختيارهم بعيدا عن بسبسة البسوبسة ودفىء البطانية وقناني الغاز التي تم توزيعها قبل الانتخاب فوالله ان انتخاب شخصيات كهذه هي خيانة ليست للاخيار  وانما خيانة لامر الله عز وجل . واخيرا وليس اخرا  كنت اتمنى ان ابعث لك هذه المقالة يا صديقتي ولكني اخشى ان تبيعي اسمي بقطعة بيتزا هذه المر ة!.

 

واخر دعوانا ان الحمد لله رب العالمين وصلى الله على محمد واله الغر الميامين وان شاء الله ينتصر الحق ويزهق الباطل

 

اختكم المهندسة بغداد

 

 

 

 

 

 

 

   

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
التعليقات
جعفري
2010-03-20
لقد تملكت صديقتكي الجرأة للاعتراف بذنب الماضي وهي لابد من ان تكون نادمة على ذلك .. لكن ما لاأفهمه قساوة تأنيبك لها الى حد التشكيك بها من اعادة الكرة مجددا ، واعطائها صفة الغدر .. كيف تكونين متسامحة كما تقولين وانتي نشرتي مقالة عنها امام الملأ ؟؟ كيف سيكون حالها عندما تقرأها ؟.. لاأتمنى ان اكون بمحلها لان هذا يجرحني لان صديق الطفولة لم ينصحني بالسر بل بالعلن حتى لو لم يذكر الاسم .. الخطا لا يعالج بالخطا .. امنياتي لكما بالخير والسير على درب اهل البيت
فجر
2010-03-12
اختي المهندسة فقط البسبوسه وحدها جعلت صديقتك تختار قدوة غيرك وهذا يؤكد قوة تأثير البسبوسة على راي الناخب
احمد الربيعي
2010-03-11
ابصم بالعشره انتخبت قائمه صفراء..
iraq
2010-03-10
اجمل ما في هذه القصة الترابط فيما بينها وبين وضعنا الحالي وكذلك كون صاحبة البسبوسة قد انتهجت نهج الرشوة منذ نعومة اظفارها وحتى في حياتها الجامعية ومن المحتمل الى يومنا هذا نشكرك جزيل الشكر على هذا الترابط البناء الذي يدل على ان الحق يظهر حتى ولو دفنته السنين بين رمال شاطيء ايامها المريرة ونتمنى ان يتعض ضعاف النفوس امام كراسي الحكم ويوقنوا بأن الستار سوف يزاح ويبدأ العرض وتظهر الحقائق لعامة الناس . ومرة اخرى شكرا لك ودمتي بخير
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
التعليقات
طاهر باقر : انا استغرب لماذا لابد ان يقدم شاب عراقي على الانتحار من اجل مسألة تافهة مثل هذه القضية ...
الموضوع :
انتحار طالب بعد عودته من الامتحان في واسط
باقر : والنعم من النواصب الدواعش والجولاني ..... والنعم من اتباع الصحابة ...
الموضوع :
الاردن يطرد عدد من اطفال غزة المصابين وعوائلهم بحجة ان الاردن مفلس
علي : السلام عليكم ورحمة الله وبركاته نتمنى من أدارة المطار أن تسمح بدخول السيارات لأستقبال المسافر لأن نحن ...
الموضوع :
وزارة النقل تعلن قرب افتتاح ساحة النقل الخاص بمطار بغداد الدولي
الحسين بن علي : الحفيد للجد السعيد ياجد عُد فكلنا اشتقنا لرؤياك وضحكة محياك ياعذب الماء ...
الموضوع :
صورة لاسد المقاومة الاسلامية سماحة السيد حسن نصر الله مع حفيده الرضيع تثير مواقع التواصل
باقر : انت غلطان وتسوق الاوهام.... حثالات الأرض هم أهالي تكريت والانبار وديالى والموصل.... ...
الموضوع :
حماقة البعث والوجه الآخر لتكريت.
ضياء عبد الرضا طاهر : حبيبي ھذا الارھابي محمد الجولاني ھو مثل جورج دبليوا بوش الصغير وترامب صعد وصار رئيس واستقبال حافل ...
الموضوع :
صورة للارهابي ابو محمد الجولاني عندما كان معتقلا في سجن بوكا عام 2005
----خلف ناصر عبد الله : اتمنى لكم التوفيق والسداد بحوث روعه غيتها اعلاء اعلام دين الله سبحانه:؟ ...
الموضوع :
تفسير "هذا صراطُ عليٍّ مستقيم" (الحجر: 41)
منير حجازي : العلاقات التي تربط البرزانيين بالكيان الصهيونية علاقات قديمة يطمح الاكراد من خلالها أن يساعدهم اليهود على إنشاء ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يُحرك شكوى ضد ممثل حكومة كردستان في المانيا دلشاد بارزاني بعد مشاركته احتفال في سفارة الكيان الصهيوني
منير حجازي : الاخت الفاضلة حياكم الله نقلتي قول (أنطوان بارا) في كتابه الحسين في الفكر المسيحي وهو يعقد مقارنة ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
ولي : بعد سنوات اليوم يقبل ابناء عنيفص منفذ المقابر الجماعية بحق الانتفاضة الشعبانية ١٩٩١ في الكلية العسكرية بينما ...
الموضوع :
محكمة جنايات بابل تحكم باعدام الارهابي رائد عنيفص العلواني قاتل 26 مواطنا ودفنهم في حديقة داره ببابل
فيسبوك