المقالات

المالكي .... والقانون !!

931 21:19:00 2010-03-06

بقلم : رياض البغدادي

لايمكن لأي باحث او مؤرخ يتكلم عن القانون من دون ان يشير الى تلك القصة الازلية التي تربط العراقي وتشده الى هذه المفردة , للدرجة التي جعلته ينحت القانون ومواده على حجر هو من اصلب الاحجار وأغلاها ثمننا ,وسماها بـ ( المسلة ) فكانت تقاس عدالة الملوك بعرض اعمالهم وسيرهم على تلك المسلة ( القانون ) , اما لماذا نحتها على الحجر بالرغم من ان الكتابة السائدة في بلاد الرافدين كانت على الطين او البردي ؟!

فربما هي اشاره ارسلها لنا الاولون من قبل خمسة آلاف عام , بأن لانسمح لمن يريد ان يبدل او يغير بحسب هواه ومصالحه وهذه هي المفارقة العجيبة التي عاشها العراق على مر الازمان وتداول الايام , فكان القانون في زمن النظام البعثي البائد يصدر في المساء ليعلن عن تغييره في الصباح فيجد العراقي المسكين القانون وتغييره جنبا الى جنب وعلى نفس الصفحة من جرائد اليوم التالي .

والظاهر ان حكومة السيد المالكي ليست بدع من حكومات العراق في الازمان الغابرة بالرغم من( ديمقراطية ) الاختيار هذه المرة .

ولكي نكون دقيقين ومنصفين لابد من مثال يعزز هذا التصور على الاقل لرفع التهمة عن صاحب هذا المقال و لاقناع العراقي الذي يعيش بعيدا عن وطنه , لان الذي في العراق يرى هذه التصرفات يوميا , وكلما مرَ موكب من مواكب سكان المنطقة الخضراء يداس القانون بأبشع صورة , حتى صرنا نترحم على تلك الايادي التي نقلت مسلة البابليين بعيدا عن بلدنا , الذي يهان فيه القانون وتداس فيه المسلات من اعلى المراكز القيادية واكثرها حملا لشعار القانون .

حاولت مؤسستي الشهداء والسجناء السياسيين مرارا بأن تحصل على استثناء لقانون توزيع الاراضي بحسب محل الولادة وقدمت التماسات متعددة للسيد رئيس الوزراء الا ان جميعها رفض بدعوى انهم لايخالفون القانون المعمول به في العراق منذ اكثر من عشرين عاما .

علما ان هذا القانون لم يحصل فيه استثناء الا لمن خدموا صدام ونظامه البعثي البائد , وللامانه لم تتجاوز عدد الاستثناءات لهذا القانون في بغداد ايام النظام البائد عن العشرات من الحالات بدلالة سجلات امانة بغداد وارشيف البلديات .

واليوم ونحن نعيش عصر الديمقراطية ودولة المؤسسات وسلطة القانون , يفاجئ الشارع العراقي بقرار توزيع قطع اراضي في بغداد وفي حي الكاظمية بالتحديد استثناءا لقانون التوزيع حسب مسقط الرأس لكل موظفي رئاسة الوزراء بما فيهم السيد رئيس الوزراء ونجله ( حفظه الله ورعاه ) .

ترى هل يوجد مكان في العراق لمسلة القانون البابلية , والقانون يداس بأقدام دولة القانون ؟!! .

هذه واحدة من ارهاصات الايام الاخيرة لحكومة ( القانون ) , ترى هل ستكون هذه سُنه لكل رئيس وزراء يحكم العراق للسنين والازمان القادمة ؟!

اذن سيكون سكان بغداد بعد مئة عام خالصا لذوي الدماء الزرقاء وحواشيهم , او يكون رئيس الوزراء القادم شجاعا ويلغي هذا القرار ( النكرة ) ويخلص العراق ومسلته من معاول ( الدعاة ) الى القانون زورا وبهتانا .

واحدة من مطاليبنا التي سنواجه بها رئيس الحكومة القادمة , هي الغاء هذا القرار المخالف للقانون , لكي نحمي مسلة البابليين التي هي واحدة من اسباب فخرنا بآبائنا الاولين .

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
التعليقات
ابو علي الجبوري
2010-03-08
على كيفك يعمي اتقي الله واعلم انك مسؤوووووووول امام الله عن هده الكلمات الجحفري والعامري والمالكي والسيد عمار الحكيم كلهم روافد في نهر واحد والعاقليفتهم
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
مهدي اليستري : السلام عليك ايها السيد الزكي الطاهر الوالي الداعي الحفي اشهد انك قلت حقا ونطقت صدقا ودعوة إلى ...
الموضوع :
قصة السيد ابراهيم المجاب … ” إقرأوها “
ابو محمد : كلنا مع حرق سفارة امريكا الارهابية المجرمة قاتلة اطفال غزة والعراق وسوريا واليمن وليس فقط حرق مطاعم ...
الموضوع :
الخارجية العراقية ترد على واشنطن وتبرأ الحشد الشعبي من هجمات المطاعم
جبارعبدالزهرة العبودي : هذا التمثال يدل على خباثة النحات الذي قام بنحته ويدل ايضا على انه فاقد للحياء ومكارم الأخلاق ...
الموضوع :
استغراب نيابي وشعبي من تمثال الإصبع في بغداد: يعطي ايحاءات وليس فيه ذوق
سميرة مراد : بوركت الانامل التي سطرت هذه الكلمات ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
محمد السعداوي الأسدي ديالى السعدية : الف الف مبروك للمنتخب العراقي ...
الموضوع :
المندلاوي يبارك فوز منتخب العراق على نظيره الفيتنامي ضمن منافسات بطولة كأس اسيا تحت ٢٣ سنة
محمود الراشدي : نبارك لكم هذا العمل الجبار اللذي طال إنتظاره بتنظيف قلب بغداد منطقة البتاويين وشارع السعدون من عصابات ...
الموضوع :
باشراف الوزير ولأول مرة منذ 2003.. اعلان النتائج الاولية لـ"صولة البتاوين" بعد انطلاقها فجرًا
الانسان : لانه الوزارة ملك ابوه، لو حكومة بيها خير كان طردوه ، لكن الحكومة ما تحب تزعل الاكراد ...
الموضوع :
رغم الأحداث الدبلوماسية الكبيرة في العراق.. وزير الخارجية متخلف عن أداء مهامه منذ وفاة زوجته
غريب : والله انها البكاء والعجز امام روح الكلمات يا ابا عبد الله 💔 ...
الموضوع :
قصيدة الشيخ صالح ابن العرندس في الحسين ع
أبو رغيف : بارك الله فيكم أولاد سلمان ألمحمدي وبارك بفقيه خراسان ألسيد علي ألسيستاني دام ظله وأطال الله عزوجل ...
الموضوع :
الحرس الثوري الإيراني: جميع أهداف هجومنا على إسرائيل كانت عسكرية وتم ضربها بنجاح
احمد إبراهيم : خلع الشيخ خليفة بن حمد آل ثاني لم يكن الاول من نوعه في الخليج العربي فقد تم ...
الموضوع :
كيف قبلت الشيخة موزة الزواج من امير قطر حمد ال ثاني؟
فيسبوك