المقالات

الدستور والدستور


احمد عبد الرحمن

يؤسس الدستور الدائم الذي صوت عليه غالبية العراقيين في الخامس عشر من شهر تشرين الاول من من عام 2005 للصيغة الافضل لبناء الدولة العراقية الجديدة بعد عقود من السياسات الخاطئة والعبثية، التي جرت البلد وابنائه الى كوارث وماسي وويلات لا حصر ولا عد لها، ومازلنا نحن العراقيين ندفع اثمانها الباهضة حتى الان، وبعد مرور سبعة اعوام على الاطاحة بنظام صدام البائد. والدستور في الحقيقة هو مجموعة من القواعد القانونية المنظمة للمجتمع على كل الاصعدة والمستويات وفي كل المجالات، وهذا ما كان العراق يفتقده طيلة اربعة عقود ونصف من الزمن.فالدستور يضمن تداولا سلميا للسلطة على اساس الانتخابات، ويحول دون استئثار أي طرف بها عن طريق وسائل القمع والاكراه والتنكيل والتهميش للاطراف الاخر.ويضمن الدستور توزيعا للسلطات المختلفة-التنفيذية والتشريعية والقضائية- وفصلا لها، بما من شأنه ان يوجد حالة تكاملية في ادارة شؤون البلد ويمنع التقاطعات وتنازع الوظائف والمهام والصلاحيات الذي يمكن ان يدفع بالبد الى صراعات ونزاعات لاطائل منها.ويضمن الدستور عمل وتحرك أي طرف يعارض السلطة وفق السياقات المقرة والمتعارف عليها، بما لايفضي الى احلال الفوضى والاخلال بالامن والاستقرار العام، ويضمن الى جانب ذلك حرية التعبير عن الرأي والتفكير وما الى ذلك وفق الضوابط والسياقات المتفق عليه والمنصوص عليها في الدستور نفسه، والمصوت عليها من قبل الجزء الاكبر من ابناء الشعب.ويضمن ويحدد الدستور كذلك واجبات الدولة تجاه رعاياها، وفي ذات الوقت يضمن ويحدد واجبات المواطنين تجاه دولتهم. وما الى ذلك من مسائل وقضايا ترتبط بطريقة والية توزيع الثروات وغيرها، وهذه جميعها تمثل الاطر السليمة والصحيحة لبناء دولة المؤسسات التي بدونها لن نجني الا ما جنيناه من كوارث وماسي وويلات العقود الماضية.وكان انجاز كتابة الدستور الدائم، ومن ثم التصويت عليه، خطوة مهمة ولابد منها في مسيرة بناء دولة المؤسسات.وتتفق معظم اطراف العملية السياسية في العراق- ان لم يكن جميعها- على ان منجزات ومكاسب كثيرة قد تحققت على مخالف الاصعدة والمستويات وانه تم قطع خطوات واشواط مهمة في مسيرة التقدم الى الامام، لكن مازال الطريق طويلا، ومازالت هناك الكثير من الاخطاء التي تحتاج الى تصحيح وتعديل وتغيير.والمنطق الصحيح هو في المحافظة على ماتحقق من منجزات، وابرزها الدستور، الذي كتب بدماء العراقيين وتضحياتهم الجسام.

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
التعليقات
طاهر باقر : انا استغرب لماذا لابد ان يقدم شاب عراقي على الانتحار من اجل مسألة تافهة مثل هذه القضية ...
الموضوع :
انتحار طالب بعد عودته من الامتحان في واسط
باقر : والنعم من النواصب الدواعش والجولاني ..... والنعم من اتباع الصحابة ...
الموضوع :
الاردن يطرد عدد من اطفال غزة المصابين وعوائلهم بحجة ان الاردن مفلس
علي : السلام عليكم ورحمة الله وبركاته نتمنى من أدارة المطار أن تسمح بدخول السيارات لأستقبال المسافر لأن نحن ...
الموضوع :
وزارة النقل تعلن قرب افتتاح ساحة النقل الخاص بمطار بغداد الدولي
الحسين بن علي : الحفيد للجد السعيد ياجد عُد فكلنا اشتقنا لرؤياك وضحكة محياك ياعذب الماء ...
الموضوع :
صورة لاسد المقاومة الاسلامية سماحة السيد حسن نصر الله مع حفيده الرضيع تثير مواقع التواصل
باقر : انت غلطان وتسوق الاوهام.... حثالات الأرض هم أهالي تكريت والانبار وديالى والموصل.... ...
الموضوع :
حماقة البعث والوجه الآخر لتكريت.
ضياء عبد الرضا طاهر : حبيبي ھذا الارھابي محمد الجولاني ھو مثل جورج دبليوا بوش الصغير وترامب صعد وصار رئيس واستقبال حافل ...
الموضوع :
صورة للارهابي ابو محمد الجولاني عندما كان معتقلا في سجن بوكا عام 2005
----خلف ناصر عبد الله : اتمنى لكم التوفيق والسداد بحوث روعه غيتها اعلاء اعلام دين الله سبحانه:؟ ...
الموضوع :
تفسير "هذا صراطُ عليٍّ مستقيم" (الحجر: 41)
منير حجازي : العلاقات التي تربط البرزانيين بالكيان الصهيونية علاقات قديمة يطمح الاكراد من خلالها أن يساعدهم اليهود على إنشاء ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يُحرك شكوى ضد ممثل حكومة كردستان في المانيا دلشاد بارزاني بعد مشاركته احتفال في سفارة الكيان الصهيوني
منير حجازي : الاخت الفاضلة حياكم الله نقلتي قول (أنطوان بارا) في كتابه الحسين في الفكر المسيحي وهو يعقد مقارنة ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
ولي : بعد سنوات اليوم يقبل ابناء عنيفص منفذ المقابر الجماعية بحق الانتفاضة الشعبانية ١٩٩١ في الكلية العسكرية بينما ...
الموضوع :
محكمة جنايات بابل تحكم باعدام الارهابي رائد عنيفص العلواني قاتل 26 مواطنا ودفنهم في حديقة داره ببابل
فيسبوك