المقالات

المشروع السياسي الوطني


احمد عبد الرحمن

بحسب برنامجه الانتخابي، يشتمل المشروع السياسي للائتلاف الوطني العراقي على ثلاثة محاور هي الالتزام بالدستور، واصلاح وتفعيل الاداء البرلماني والحكومي، والسياسة الخارجية.وهذه المحاور الثلاثة تمثل ابرز المسارات في الجانب السياسي، التي من شأن النجاح والتقدم فيها ان يفضي الى نجاحات في الجوانب الاخرى، الامنية والاقتصادية والحياتية.فمن دون الالتزام بالدستور والمحافظة عليه، واتباع السياقات الدستورية من جوهر الدستور نفسه لاجراء التعديلات المطلوبة، ينفرط عقد البناء المؤسساتي للدولة الديمقراطية، وتفرض الخيارات السيئة والسلبية نفسها على ارض الواقع.ولعل نقطة القوة الحقيقية والرئيسية في الدستور العراقي هي انه جاء عبر تصويت شعبي عام، والقسم الاكبر من ابناء الشعب العراقي قالوا (نعم للدستور).فالدستور هو العقد الاجتماعي السياسي الذي ينظم ادارة الشأن العام في الدولة بوصفه الوثيقة القانونية والسياسية العليا، والقاسم المشترك بين جميع المواطنين، وهو ابرز المنجزات في العراق بعد عملية التغيير، فهو نتاج الجهد المشترك لكل ابناء الشعب العراقي لضمان ازالة اثار الماضي بما فيه من ظلم واستبداد، والتطلع الى بناء مستقبل مشرق.ولاشك ان المحافظة على الدستور والالتزام به يقترن بوجود مؤسسات رقابية وتشريعية وتنفيذية قوية ورصينة ومتماسكة تتمثل في مجلس النواب العراقي، بتعبير اخر ان اصلاح وتفعيل الاداء البرلماني والحكومي ينطوي على اهمية كبرى لتعزيز التجربة الديمقراطية في البلاد ودفعها الى الامام، وقطع الطريق امام المتربصين بها الدوائر.وينبغي ان يكون هناك فصلا حقيقيا بين السلطات العليا وان لا يصار الى القفز على الدستور والالتفاف عليه، فالتجربة البرلمانية المعاشة شهدت ترجيحا لكفة السلطة التنفيذية على كفة السلطة التشريعية، وهو ما اوجد اختلالا وتجاوزا وانحرافا ينبغي تصحيحه، وتقوية وتعزيز الاداء البرلماني لايعني اضعاف السلطة التنفيذية، بل على العكس تماما أنه يؤدي الى تقويتها هي الاخرى وتعزيزها.وتكامل اداء السلطات الثلاث -التشريعية والتنفيذية والقضائية-يعني تقوية الدولة بأطارها العام، وهذا من شأنه ان يعزز موقع الدولة العراقية في مختلف المحافل الدولية والاقليمية والعربية، ويهيء الارضيات لتبني سياسة خارجية قائمة على اسس ومباديء المصالح الوطنية العليا، والتعايش السلمي مع مختلف الاطراف، واحترام ارادة الشعب العراقي في تقرير مصيره، وبسط سيادته على اراضيه، والحفاظ على هويته الوطنية مع التركيز على المصالح المشتركة والاحترام المتبادل على صعيد التعاون الدولي.ان السياسة الخارجية العقلانية والمتزنة والمنطلقة من المصالح والثوابت والمباديء الوطنية، تكمل وتتمم نقاط القوة في بناء الدولة العراقية الجديدة.

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
التعليقات
طاهر باقر : انا استغرب لماذا لابد ان يقدم شاب عراقي على الانتحار من اجل مسألة تافهة مثل هذه القضية ...
الموضوع :
انتحار طالب بعد عودته من الامتحان في واسط
باقر : والنعم من النواصب الدواعش والجولاني ..... والنعم من اتباع الصحابة ...
الموضوع :
الاردن يطرد عدد من اطفال غزة المصابين وعوائلهم بحجة ان الاردن مفلس
علي : السلام عليكم ورحمة الله وبركاته نتمنى من أدارة المطار أن تسمح بدخول السيارات لأستقبال المسافر لأن نحن ...
الموضوع :
وزارة النقل تعلن قرب افتتاح ساحة النقل الخاص بمطار بغداد الدولي
الحسين بن علي : الحفيد للجد السعيد ياجد عُد فكلنا اشتقنا لرؤياك وضحكة محياك ياعذب الماء ...
الموضوع :
صورة لاسد المقاومة الاسلامية سماحة السيد حسن نصر الله مع حفيده الرضيع تثير مواقع التواصل
باقر : انت غلطان وتسوق الاوهام.... حثالات الأرض هم أهالي تكريت والانبار وديالى والموصل.... ...
الموضوع :
حماقة البعث والوجه الآخر لتكريت.
ضياء عبد الرضا طاهر : حبيبي ھذا الارھابي محمد الجولاني ھو مثل جورج دبليوا بوش الصغير وترامب صعد وصار رئيس واستقبال حافل ...
الموضوع :
صورة للارهابي ابو محمد الجولاني عندما كان معتقلا في سجن بوكا عام 2005
----خلف ناصر عبد الله : اتمنى لكم التوفيق والسداد بحوث روعه غيتها اعلاء اعلام دين الله سبحانه:؟ ...
الموضوع :
تفسير "هذا صراطُ عليٍّ مستقيم" (الحجر: 41)
منير حجازي : العلاقات التي تربط البرزانيين بالكيان الصهيونية علاقات قديمة يطمح الاكراد من خلالها أن يساعدهم اليهود على إنشاء ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يُحرك شكوى ضد ممثل حكومة كردستان في المانيا دلشاد بارزاني بعد مشاركته احتفال في سفارة الكيان الصهيوني
منير حجازي : الاخت الفاضلة حياكم الله نقلتي قول (أنطوان بارا) في كتابه الحسين في الفكر المسيحي وهو يعقد مقارنة ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
ولي : بعد سنوات اليوم يقبل ابناء عنيفص منفذ المقابر الجماعية بحق الانتفاضة الشعبانية ١٩٩١ في الكلية العسكرية بينما ...
الموضوع :
محكمة جنايات بابل تحكم باعدام الارهابي رائد عنيفص العلواني قاتل 26 مواطنا ودفنهم في حديقة داره ببابل
فيسبوك