المقالات

العراق الدستوري

799 14:16:00 2010-03-02

محمد الدليمي

ما يميز التجربة العراقية السياسية الجديدة انها تجربة تعتمد الدستور في حركتها والذي يضمن عدم انتاج طواغيت سياسية مستمرة في الحكم من منطلق ان مواد السدتور العراقي نفسه تنظم كيفية تداول السلطة سلميا كل دورتين نهائية من جهة اخرى فان أي حاكم يحاول حكم العراق الجديد فان دستور هذا البلد وهويته الفيدرالية الديمقراطية النيابية تحتم عليه ان يكون منتجا ديمقراطيا شعبيا طبيعيا منبثقا بشكل الي عن المجلس النيابي المنتخب والذي يشكل الارض التي تنبثق منه أي حكومة و حاكم بعد كل انتخابات تشريعية تجري في هذا البلد كل اربع سنوات ميلادية تستلزم بالضرورة تغيير الموازين السياسية في بلورة نوع الحكم والحاكم الجديد لهذا القطر من بلاد الرافدين وعلى هذا يكون دستور العراق الجديد هو الضمانة الاولى والاخيرة لسلامة عملية تداول السلطة السياسية سلميا وديمقراطيات شعبيا بل وهو الميزان الاعلى لشرعية أي نظام حكم قائم واي حاكم قادم يمارس عملية حكم العراق من خلال اما الشرعية اذا جاء من خلال احكام وقوانين الدستور وبحالة قانونية من خلال انتخاب الشعب للبرلمان الذي بدوره يقدم حكامه الجدد ويصوت عليهم بالثقة باعتبار المجلس ممثل الشعب واما اللا شرعية عندما يخرق أي حاكم هذا الدستور وبنوده القانونية الحاكمة والمنظمة لحياة العراق الجديد سياسيا ولعل هذه الضمانة الدستورية السياسية العراقية الجديدة للديمقراطية واحترام ارادة الشعب هي ما تثير ضائقة طغاة العصر القديم من بعثية وغير بعثية عندما يرون الموت في مفردات دستور العراق الجديد كما وانها هي ايضا ما تدفع انصار الطغاة من المندسين تحت مسمى العراقي ان يشنوا حملة تشويه متعمدة لدستور العراق الجديد لشيطنته اولا قم بعد ذلك المطالبة للاطاحة به او تبديله او تغييره ليتسنى فيما بعد صياغة حكم طاغوتي جديدلاتحكمه أي مادة دستور مستفتى عليها شعبيا عراقيا تذكر فيها ارادة الشعب وحريته في انتخاب نظامه السياسي وكيف يكون وماهي ضوابطه ومن هم قيادته وهكذا نعم من الجانب الاخر من وجه الدستور العراقي بعد ضرورة حماية جميع فقراته شعبيا عراقيا وقانونيا وبنوده من الاعتداء او من التجاوز لمقرارتها وتحت ذريعة ومسمى من مثل السماح للبعث بالعودة لممارسة السلطة او التلاعب بديباجته التي تؤرخ لحقبة المعاناة والماساة التي كان يعيشها الشعي العراقي ولعقود ثلاث تحت حكم الطاغوت ومن أي جهة كانت لضمان حماية الشعب من تسلط الطغاة عليه من جديد .. تتجلى من الجانب الاخر لوجه الدستور العراقي الجديد انه الدستور الذي يهب اصحاب السلطة العقل والحكمة في التظر الى السلطان والقيادة على اساس انها شيء مؤقت وزائل وليس بدائم ولاهو من ممتلكات العائلة او القبيلة او العشيرة ليكون مادة استحواذ وطغيان وتلاعب وتمرد وفرعنه اسرية او حزبية او عصابية او غير ذلك يقرر كيفما شاء سياسة هذه الامة وباي طريقة نفعية واجرامية او ... ضيقة كانت ان على حكام العراق الجديد السابقين وفيما بعد اللاحقين ان يدركوا حقيقة هذا النظام العراقي السياسي الجديد وهذا طبعا اذا لم يكن يدركوا من قبل نظام وحكم القانون الالهي العظيم الذي هو مصدر رئيس من مصادر التشريع في الدستور العراقي الجديد اولا والذي يامر بالعدل والنظر الى حكم كامانة والى السلطة كمسؤولية وتكليف ومحاسبة ثقيلة جدا يوم الحساب الدنيوي من خلال مراقبة الامة للحاكم والاخرون من خلال يةم الدين ثانيا عليهم وكذلك ان يعوا ان الحكم في العراق الجدي هو مجرد وظيفة خدمية لا اكثر ولااقل للمجتمع العراقي وعلى من يجد في نفسه الكفاة في خدمة الامة ليرضي الله وشعبه ليتقدم للحكم ويمارس السلطة التي ليس هي كمما كان في السابق صاحبه نشوة الطغيان وسكر المال والفساد والارهاب وديمومة الحال بل انها سلطة تمارس بقدر وحساب شديد ثم بعد ذلك تترك الاخرين ليملئوا فراغها بنفس الروح والعقلية وحسب ما قرره الدستور والنظام اما من لا يجد في نفسه الا مشروع منفعة شخصية تقدمها له السلطة او انه يرى في نفسه منصة لمنافع حزبية قبلية عصبية لا غير يرى في الحكم انه الاكثر رصيدا لشعبيته الحزبية اواموال خزائنه التنظيمية فعليه ان يدرك فقط ان السلطة اذا كانت منقطعة وغير دائمة لشخص انسان ما او حزب او تكتل او عصابه الخ فهي حقا لا تستحق أن يخسر الانسان نفسه من اجل ثمارها المنقطعة وعليه ان يعيد صياغة رؤيته للسلطة و الحكم كي يكون عظيما بالفعل ان اراد من الحكم ان يصنع له العظمة ان من نعم الله سبحانه وتعالى على العراق الجديد ان يكون دستوره تحديدا لسلطة الحاكم وممارسته الوظيفية لدور او دروتين نهائية كما ان من اعظم النعم الالهية على أي امة ان تكون على وعي تام بضرورة ووجوب حمياةة تطبيق القانون وعدم تجاوز الدستور وبنوده تحت أي مبرر كان ومن نقمته العظمى سبحانه على أي امة ان تنسى هذه الامة نعمة الالتزام بالقانون والعدل او تغفل للحظة كرامة حياتها وانها معلقة بحماية الدستور الذي انتخبه الشعب يدمه كي يكون الميزان والمقياس الاعلى بين الحرية والكرامة والعيش السعيد او بين الذل والعبودية والشقاء الدائم .......

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك