المقالات

المالكي .... وعودة البعث !!


بقلم : رياض البغدادي الأمين العام للحركة الشعبية لإجتثاث البعث

اصاب العراقيين الذهول والحيرة عندما سمعوا السيد رئيس الوزراء نوري المالكي وهو يدعوا الى مصالحة البعث وتجاوز كل جروح الماضي الاليمة , تلك الصيحة التي اطلقها المالكي في فندق الرشيد يوم 9 / 3 / 2009 والتي قال فيها :

'' نعم لابد ان نتصالح، واقول أكثر من ذلك ولا أخاف أحداً ممن يتصدون بالمياه العكرة ويوظفون كل شيء من أجل المصالح الذاتية والفئوية، لابد ان نتصالح مع الذين أخطأوا، الذي إضطروا، الذين أكرهوا على ان يكونوا في مرحلة التأريخ، مرحلة من مراحل الزمن الصعب في العراق مضطرين ان يكونوا الى جنب النظام المقبور ولكنهم عادوا اليوم ليكونوا أبناء العراق، نتصالح لكن شريطة ان يعودوا إلى العراق وان يطووا تلك الصفحة السوداء من تاريخ العراق، نعم نعذر الذين أكرهوا رغمان الأمر جهادياً يحتاج إلى موقف صلب بوجه الطاغية لكن لنقل حصل ما حصل، اليوم ينبغي ان نتصالح مرة أخرى ولكن ان نطوي هذا التأريخ السيئ ولا نسمح لإنفسنا يتذكره وليس العودة اليه ومن يعود إليه يرتكب جريمة مضاعفة، جريمة إرتكبها بالأمس وجريمة العودة اليوم ولكن إذا ما عاد إلى العراق والى شعبه ووطنه فمرحب به، كل الناس خطأ وخير الخاطئين التوابون '' (1)

هذه الكلمات وقعت على اسماع العراقيين كأنها الصاعقة , حيث ان السيد رئيس الوزراء يدعوا الى مصالحة حتى المجرمين منهم , حيث ان الفقرة التالية من كلامه اعلاه ( جريمة ارتكبها بالامس ) لاتسمح لمن يحاول تأويل كلامه او تبريره او حتى التراجع عنه .

لذلك اجتاح الشارع العراقي موجة عارمة من الغضب , التي اجبرت رئيس الوزراء بأن يصدر توضيح لكلامة ويحاول ان يتراجع ويمتص موجة الغضب التي تفجرت , وصار ينتقد البعث في مناسبة ومن غير مناسبة ليثبت بأنه تراجع عن موقفه السابق ( يكاد المريب يقول خذوني ) الا انه وبكل اسف لم يكن تراجعه الا لتهدئة الشارع ليس الا , وقد سار بمشروعه في اعادة البعثيين حتى صار وجودهم في مؤسسات الدولة امرا  لايمكن اخفاءه الى الدرجة التي اجبرته ان يصرح هو بنفسه بأن العمليات الارهابية التي حصلت في عام 2009 كلها كانت بتدبير البعثيين المتغلغلين في مؤسسات الدولة الامنية  .

بقيت الاصوات ترتفع والمناشدات تتواصل بوجوب تطهير الاجهزه الامنية من هؤلاء المجرمين الا ان السيد رئيس الوزراء لم يصغي لاي من هذه الاصوات والمناشدات وبقي مستمرا بعمله هذا الى الدرجة التي اصدر بها امرا من ديوان رئاسة الوزراء امر فيها الى فتح مكاتب في السفارات العراقية في كل من القاهرة وعمان وصنعاء ودمشق تستقبل اتباع النظام من فدائيي صدام وغيرها من الاجهزة القمعية وتنظم لهم معاملات تقاعدية لمن لايرغب العودة الى العراق والدخول في مؤسسات الدولة (2)  .

واليوم ونحن نطلع على البرنامج الانتخابي لقائمة السيد المالكي , لم نرى فيها ولا حتى اشارة الى انه يدعم مشروع تطهير الاجهزة الامنية من البعثيين الذين اعيدوا ايام ولايته التي استمرت اربعة سنوات .

وهذا هو بالضبط الذي استفز مشاعر اهالي الضحايا والسجناء السياسيين ومجاهدي الاهوار النشامى فأجبرهم ان يخرجوا عن صمتهم ويرفضوا بكل جرأة الابطال المشروع الانتخابي للسيد المالكي  .

نحن لسنا حياديين امام القوائم الانتخابية , لاننا حركة شعبية ولابد ان نفصح عن ارائنا  وبالخصوص في هذا الظرف الذي تتحدد فيه مسيرة الاربعة سنوات القادمة من عمر العراق , نحن لانشتم  ولا نتهم احدا بل نعيد ذاكرة الامة ونقدم النصيحة لها بكل وضوح لكي نغلق الابواب امام ابواق الدعايات الفارغة , نقولها وبالحرف الواحد :

 " الامة غير مستعدة ان تمنح ثقتها لمن ادار ظهره للضحايا وصالح الجلادين ومجرمي الامس " .

ترى مالذي يريده المالكي بالضبط  ؟

هل يريدنا ان ننسى انه هو المسؤول الاول عن تغلغل البعثيين في اجهزة الدولة ؟

هل نحن الى هذه الدرجة من السذاجة بحيث نصدق خطاباته ونغمض العين عن افعاله ؟!

ياترى هل يلدغ العراقي من الجحر مرتين ؟؟

ملاحظة : لسنا اعداء للمالكي ونكن له كل الاحترام , لكننا نختلف معه , وهذا من حقنا كما له الحق في ان يقول مايشاء .

 

Riyadh98@gmail.com

 

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
التعليقات
العراقي
2012-08-22
سؤال وجيه جدا ماذايريد المالكي بالضبط. 1- قبل ايام اعاد ضباط صدام السابقين والهدف واضحيريد سحب البساط من اياد علاوي لانه يعرف جيدا ان قاعدة اياد علاوي الجماهيريه ثقلها ضباط الجيش السابق. 2- اعاد البعثيين المجرمين من سوريا وعودة هؤلاء من شروط ورقة الاصلاح ويجب ان ينفذها شاء ام ابى . لكن اننا لانعتب على المالكي وحزبه وانما عتبنا على اطراف التحالف الوطني من ابناء الخط الصدري وتيار شهيد المحراب لم نسمع صوتا واحدا منهم لماذا؟
ابو جنكيز
2010-03-01
عيّن ألسيد المالكي ألسيدة باسمة ألساعدي، ألخبيرة ألبعثية من أيام حسين كامل في ألصواريخ، كرئيسة للجنة ألأمنية !!! لا أعرف مدى صحة هذا ألإختيار، لكن ألنتائج ملموسة في ألشارع ألعراقي لأن ألتفجيرات و ألأغتيالات هي مواضيع يومية. وماذا عن وزير الصحة؛ ألبعثي ألعتوي ألمعروف وماذا عن د.ياسين ألمعموري ألرئيس غير ألشرعي لجمعية ألهلال ألأحمر.وماذا عن إسكندر وتوت معاون مُحافظ بابل
احمد الربيعي
2010-03-01
لماذا الاصرار على ان المصالحه هي مع حزب البعث الفاشي؟!! الا توجد هناك تيارات اخرى تمثل اهل السنه ام انه انبطاح المالكي امام اراده الامريكان؟!! نطالب بجواب على هذا السؤال لان عوده هؤلاء البعثيين القذرين وتغلغلهم في مؤسسات الدوله هي السبب في عدم التعافي الكامل لحد الان
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
التعليقات
طاهر باقر : انا استغرب لماذا لابد ان يقدم شاب عراقي على الانتحار من اجل مسألة تافهة مثل هذه القضية ...
الموضوع :
انتحار طالب بعد عودته من الامتحان في واسط
باقر : والنعم من النواصب الدواعش والجولاني ..... والنعم من اتباع الصحابة ...
الموضوع :
الاردن يطرد عدد من اطفال غزة المصابين وعوائلهم بحجة ان الاردن مفلس
علي : السلام عليكم ورحمة الله وبركاته نتمنى من أدارة المطار أن تسمح بدخول السيارات لأستقبال المسافر لأن نحن ...
الموضوع :
وزارة النقل تعلن قرب افتتاح ساحة النقل الخاص بمطار بغداد الدولي
الحسين بن علي : الحفيد للجد السعيد ياجد عُد فكلنا اشتقنا لرؤياك وضحكة محياك ياعذب الماء ...
الموضوع :
صورة لاسد المقاومة الاسلامية سماحة السيد حسن نصر الله مع حفيده الرضيع تثير مواقع التواصل
باقر : انت غلطان وتسوق الاوهام.... حثالات الأرض هم أهالي تكريت والانبار وديالى والموصل.... ...
الموضوع :
حماقة البعث والوجه الآخر لتكريت.
ضياء عبد الرضا طاهر : حبيبي ھذا الارھابي محمد الجولاني ھو مثل جورج دبليوا بوش الصغير وترامب صعد وصار رئيس واستقبال حافل ...
الموضوع :
صورة للارهابي ابو محمد الجولاني عندما كان معتقلا في سجن بوكا عام 2005
----خلف ناصر عبد الله : اتمنى لكم التوفيق والسداد بحوث روعه غيتها اعلاء اعلام دين الله سبحانه:؟ ...
الموضوع :
تفسير "هذا صراطُ عليٍّ مستقيم" (الحجر: 41)
منير حجازي : العلاقات التي تربط البرزانيين بالكيان الصهيونية علاقات قديمة يطمح الاكراد من خلالها أن يساعدهم اليهود على إنشاء ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يُحرك شكوى ضد ممثل حكومة كردستان في المانيا دلشاد بارزاني بعد مشاركته احتفال في سفارة الكيان الصهيوني
منير حجازي : الاخت الفاضلة حياكم الله نقلتي قول (أنطوان بارا) في كتابه الحسين في الفكر المسيحي وهو يعقد مقارنة ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
ولي : بعد سنوات اليوم يقبل ابناء عنيفص منفذ المقابر الجماعية بحق الانتفاضة الشعبانية ١٩٩١ في الكلية العسكرية بينما ...
الموضوع :
محكمة جنايات بابل تحكم باعدام الارهابي رائد عنيفص العلواني قاتل 26 مواطنا ودفنهم في حديقة داره ببابل
فيسبوك