المقالات

من اجل حكومة وطنية حقيقية


باسم العلي

ان تحقيق رغبة الجماهير في تشكيل حكومة وطنية تضع نصب اعينها المصلحة الوطنية ,وليس مصالح فئات او كتل, هو هدف نبيل يجب ان تسعى له جميع القوى الوطنية في العراق.

الوضع الحالي في العراق والمحيط الاقليمي والدولي يبرز تياران يسيران في اتجاهين متعاكسين: الاول هو اتجاه تقوده القوى الوطنية المتمثلة بدولة القانون والائتلاف الوطني والذي يطمح الى الحفاظ على العراق الجديد بكل منجزاته ويحاول تطوير المنجزات وتطوير العراق باسرع وقت لكي يتمكن من اخذ موقعه الحقيقي في المحيط الدولي والاقليمي وكما يستحقه. اما التيار الاخر والذي يقوده كل اعداء العراق الجديد من بعثيون وحاقدون ودول اقليمية ودولية فكلهم مجتمعين يعملون من اجل تحطيم العراق الجديد وارجاعه الى عهد الظلم والعبودية والاستغلال ولكي تتحطم كل المكتسبات التي تحققت منذ سقوط الصنم الى يومنا هذا. لقد استعملوا جميع الطرق من اجل تحقيق ماربهم فحاولو اشعال الفتنة الطائفية التي كادت ان تحرق العراق, واستعملوا التفجيرات الكبيرة من اجل قتل اكبر عدد ممكن من الناس وبدون تميز, عملوا كل ذلك من اجل الضغط على الشعب العراقي لكي يتخلي عن كل المكاسب التي تحققت وبالتالي القبول برجوع الظلم.

انني استغرب من ممارسات هذه الفئة المجرمة, كيف لهم ان يفكروا بهذا التفكير السطحي والذي لايقبله لا العقل ولا الضمير ولا الدين اوالتجربة التاريخية. اذا كان لحكومتهم البائدة القدرة الموقتة (في حياة الشعوب) على بسط سيطرتها على الشعب بقوة الدم والقهر, فلم تكن ابدية. ان التجربة العراقية شاهد على ذلك فقد دامت مملكة البعث ثلاثة عقود وانتهت الى مزبلة التاريخ. فكيف للمظلومين ان يتنازلوا عن حريتهم بعد حصولهم على حريتهم. المثل الشعبي يقول " المبلل ما يخاف من المطر" فالمقابر الجماعية والاعدامات وهتك الاعراض وكل المعاناة التي عاناها العراقيون مازالت شاخصة في اذهانهم. ان كل التضحيات التي قدمها العراقيون كانت من اجل التخلص من ذلك الظلم فهل يتمكن الارهاب من اخافتهم واجبارهم على الخضوع لهم. فالموت الذي اطال عمر مملكتهم ثلاثة عقود هو نفسه سوف يكون السبب برفض الشعب لهم وعدم قبوله رجوعهم الى الحكم باي شكل من الاشكال

فكيف يمكن ان يفكرهذا الاتجاه الثاني (المعادي للعراق الجديد) من ان الارهاب يمكن ان يؤدي الى رجوعهم لحكم العراق مرة ثانية!

ان الدول الاقليمية التي كانت مقهورة من صدام حسين والتي ساعدت دول التحالف في احتلال العراق, لم يلق لها وضع العراق الجديد ووجدت في العراقيين الممثلين للتيار الثاني (اعداء العراق الجديد) مطية لتحيق هدف تدمير عراق الحرية وبناء عراق الظلم الذي كان قائما شريطة ان يكون عبدا لها.

ان هذه الشراكة بين التيار المعادي والدول الاقليمية خرج بجملة مخططات هي عبارة عن زواج بين الارهاب وبين الدخول في العملية السياسية. في نضرهم ان الارهاب يحط من اندفاع الشعب نحو هذا العراق الجديد وبالتالي تحميل الحكومة الحالية مسؤلية هذا الارهاب, اما دخول العملية السياسية فانه يسهل لهم امرين : الاول دخول البرلمان وبالتالي الحكومة القادمة لكي يهدموا ما يمكن تهديمه او على اقل تقدير تعطيل ما يمكن تعطيله والثاني تفتيت القوى الوطنية العراقية. ان الجبهة الكردية قوية ومتماسكة ولم يحدث فيها اي تغير, اما جبهة الائتلاف الوطني السابق فقد انقسمت الى قسمين متمثلين بالائتلاف الوطني العراقي ودولة القانون.

ان هذا الانقسام له نتائج خطيرة جدا على مستقبل العراق الجديد ومهما تكن اسباب الخلاف بين هاتين الكتلتين الوطنيتين الرئيستين لايجب ان تتمزق وحدتهم لانه بوحدتهم يامل الشعب في تحقيق تشكيل حكومة وطنية حقيقة. اما هذا الانقسام فلا يؤدي الا الى ,في احسن الاحوال, حكومة وحدة وطنية مشلولة اليدين وتسير حسب مصالح تيارات وكتل مشتركة في الحكومة وبذلك تعود الحكومة حكومة ضعيفة وغير قادرة على مجابهة التحديات القادمة والتي هي اصعب بكثير من ما مضى لانها يجب ان تكون حكومة بناء وتعمير وتحقيق السيادة وتثبيت القانون.

انني ومن هذا المنبر وفي اعتقادي بانه مطلب شعبي طاغي اطالب كل من كتلتي الائتلاف ودولة القانون ان يضعوا كل خلافاتهم جانبا لان المصلحة الوطنية العليا تتطلب منهم الوحدة وعدم تشتيت الاصوات والجهود في ظل الظروف الحالية.

ان فتوى الامام السيستاني الذي يدعوا فيها جميع العراقيين للذهاب الى صناديق الاقتراع واختيار ممثليهم, بنظري هي بنفس الوقت دعوة الى تلك الكتلتين لنبذ الخلافات وتوحيد الصفوف لان نتائج الانتخابات القادمة مرهونة بامرين الاول عدم تخلي اي عراقي عن حقه في اختيار ممثليه الرسميين والثاني على وحدة هؤلاء الممثلين من اجل تشكيل حكومة وطنية متجانسة وليس حكومة وحدة وطنية متبعثرة ومتضاربة المصالح في معظم الاحوال وكما شاهدناه في الحكومة السابقة

الله يوفق وينصر كل من ينصر ويعمل من اجل العراق الجديدباسم العلي

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
التعليقات
العراقي
2010-03-01
شكرا أخي الكاتب على هذا المقال المهم. لقد قلناها مرارا و تكرارا ان الاعداء يتربصون بنا و هم فرحين بانقسام الائتلاف الى اثنين و لكن في رأي المتواضع أرى أنها ربما فرصة لكسب المزيد من الاصوات و نتمنى من الائتلافين ان يفكرا جديا بتشكيل الحكومة القادمة سوية (طبعا مع التحالف الكردستاني) و بذلك يتم تضييع الفرصة على اعداء العراق.
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
التعليقات
طاهر باقر : انا استغرب لماذا لابد ان يقدم شاب عراقي على الانتحار من اجل مسألة تافهة مثل هذه القضية ...
الموضوع :
انتحار طالب بعد عودته من الامتحان في واسط
باقر : والنعم من النواصب الدواعش والجولاني ..... والنعم من اتباع الصحابة ...
الموضوع :
الاردن يطرد عدد من اطفال غزة المصابين وعوائلهم بحجة ان الاردن مفلس
علي : السلام عليكم ورحمة الله وبركاته نتمنى من أدارة المطار أن تسمح بدخول السيارات لأستقبال المسافر لأن نحن ...
الموضوع :
وزارة النقل تعلن قرب افتتاح ساحة النقل الخاص بمطار بغداد الدولي
الحسين بن علي : الحفيد للجد السعيد ياجد عُد فكلنا اشتقنا لرؤياك وضحكة محياك ياعذب الماء ...
الموضوع :
صورة لاسد المقاومة الاسلامية سماحة السيد حسن نصر الله مع حفيده الرضيع تثير مواقع التواصل
باقر : انت غلطان وتسوق الاوهام.... حثالات الأرض هم أهالي تكريت والانبار وديالى والموصل.... ...
الموضوع :
حماقة البعث والوجه الآخر لتكريت.
ضياء عبد الرضا طاهر : حبيبي ھذا الارھابي محمد الجولاني ھو مثل جورج دبليوا بوش الصغير وترامب صعد وصار رئيس واستقبال حافل ...
الموضوع :
صورة للارهابي ابو محمد الجولاني عندما كان معتقلا في سجن بوكا عام 2005
----خلف ناصر عبد الله : اتمنى لكم التوفيق والسداد بحوث روعه غيتها اعلاء اعلام دين الله سبحانه:؟ ...
الموضوع :
تفسير "هذا صراطُ عليٍّ مستقيم" (الحجر: 41)
منير حجازي : العلاقات التي تربط البرزانيين بالكيان الصهيونية علاقات قديمة يطمح الاكراد من خلالها أن يساعدهم اليهود على إنشاء ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يُحرك شكوى ضد ممثل حكومة كردستان في المانيا دلشاد بارزاني بعد مشاركته احتفال في سفارة الكيان الصهيوني
منير حجازي : الاخت الفاضلة حياكم الله نقلتي قول (أنطوان بارا) في كتابه الحسين في الفكر المسيحي وهو يعقد مقارنة ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
ولي : بعد سنوات اليوم يقبل ابناء عنيفص منفذ المقابر الجماعية بحق الانتفاضة الشعبانية ١٩٩١ في الكلية العسكرية بينما ...
الموضوع :
محكمة جنايات بابل تحكم باعدام الارهابي رائد عنيفص العلواني قاتل 26 مواطنا ودفنهم في حديقة داره ببابل
فيسبوك