المقالات

مكافحة الفساد في برنامج الائتلاف

862 12:55:00 2010-02-28

احمد عبد الرحمن

لم تكن افة الفساد التي تنخر في جسد وبنية الدولة والمجتمع العراقي حاليا، ظاهرة جديدة ووليدة ظروف ما بعد عهد نظام البعث الصدامي، بل انها تعد واحدة من بين مخلفات وتركة ذلك العهد البائد، وكان منتظرا ان يتم استئصال تلك الظاهرة الخطيرة، وتخليص المجتمع من شرورها واثارها السلبية، بيد ان الذي حصل هو استشراء واستفحال الفساد بكل اشكاله وصوره بصورة مريعة، مما اثر كثيرا على الجوانب الحياتية والمعيشية والامنية لمختلف مكونات الشعب العراقي، لانه لم يبقى مفصل من مفاصل مؤسسات الدولة لم يطاله هذا الداء ويمتد عليه.ولعل انعدام الخدمات الاساسية او تدنيها، وانتشار البطالة، والتفاوت الطبقي الكبير، وعدم انتشال الفئات والشرائح الاجتماعية المحرومة كالارامل والايتام وكبار السن والمعوقين من واقعهم المؤلم، وانتشار ظاهرة المحسوبيات في التعيينات، وتفشي الرشوة، تمثل كلها مصاديق على حجم ظاهرة الفساد.والائتلاف الوطني العراقي، تناول في برنامجه الانتخابي المفصل ابرز العوامل التي تفضي الى الفساد الاداري والمالي، وطرح رؤاه وتصوراته الواقعية والعملية لمعالجة تلك الظاهرة، علما ان بعض المكونات الرئيسية للائتلاف الوطني العراقي كانت ولازالت قضية محاربة الفساد تمثل اهم وابرز اولوياتها.ومن بين العوامل المؤدية الى الفساد الاداري والمالي وفق البرنامج الانتخابي للائتلاف الوطني، هي:-استغلال السلطة في تسخير المال العام لتحقيق المصالح الذاتية لعدم وجود المراقبة والمحاسبة.-ضعف النظام القضائي مع غياب المساءلة.-انهيار القيم الاخلاقية وضعف الوازع الديني في المجتمع.-بروز ظاهرة المحسوبية والمنسوبية على حساب المصالحة العامة.-غياب الشفافية في عمل مؤسسات الدولة.-ضعف الاجهزة الرقابية وعدم قدرتها على بسط اجراءات الضبط الداخلي على مرافق الادارة العامة للدولة.-التباين الواسع في الدخل وعدم العدالة في توزيع الثروة. -تولي القيادات الادارية الضعيفة وغير الكفوءة للمسؤوليات.-تحكم المحاصصة السلبية على حساب الكفاءة والوطنية والمهنية.وفي مقابل ذلك يتضمن البرنامج الاختلاف حلولا ومعالجات للظاهرة، تتمثل في جملة اجراءات قانونية، واجراءات رقابية، واجراءات تنظيمية، واجراءات ثقافية واخلاقية ، تكفل جميعها مجتمعة بأصلاح الواقع السيء والسلبي لمؤسسات الدولة، وتضع حدا لكل الظواهر والمظاهر الخاطئة، والسلوكيات المنحرفة، والتجاوزات على المصالح العامة، والاستغلال الفاضح للمال العام من اجل تحقيق مكاسب وامتيازات خاصة.وبدون القضاء على ظاهرة الفساد الاداري والمالي، فأن كل المنجزات المتحققة على الاصعدة الامنية والسياسية والاقتصادية لن يكون لها أي اعتبار او قيمة او اهمية.

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك