المقالات

لقد اصبح التغيير ضرورة . . .

710 17:20:00 2010-02-27

بقلم : حسين الكعبي .

خلال زيارة رئيس الوزراء العراقي نوري المالكي لمحافظة النجف وعند حضوره الجلسة الاعتيادية لمجلس محافظة النجف ، قامت حماية المالكي بمنع عدد من اعضاء مجلس محافظة النجف من الدخول لحضور الجلسة بحجة الاجراءات الامنية ، ورغم انهم اعضاء منتخبون من قبل الشعب وان البناية هي مقرهم الا انهم فوجئوا بها تتحول الى ثكنة عسكرية ـ كما عبر عن الموقف احد الاعضاء ـ ورغم محاولاتهم مع افراد حماية المالكي الا انهم لم يحصلوا على اذن الدخول ، مع بعض التساهل من قبل حماية المالكي بادخال كل عضو بمفرده مع سيارته دون باقي حمايته ، وقد اعتبر اعضاء المجلس هذه الرخصة اهانة لهم فلم يدخل منهم احد الى الجلسة ، واجتمع المالكي بعدد من الاعضاء الذين كانوا موجودين داخل المجلس عند وصوله فقط . هذه القصة حدثت صباح السبت 27 / 2 / 2010 امام مبنى مجلس محافظة النجف وبعد مرور سبع سنوات على التغيير في العراق والتحول الى عهد الديمقراطية ، وبعد ان ضحى العراقيون على مدى 35 عاماً بالغى الشباب واعز الدماء للتخلص من الديكتاتورية ، يقوم افراد حماية رئيس حكومة منتخب بهذا الاجراء تجاه ممثلين عن الشعب تم انتخابهم بطريقة ديمقراطية .

لا اخفيكم سراً انني حتى هذا اليوم كنت عازماً على انتخاب قائمة المالكي وذلك لما حققته حكومة المالكي من انجازات ملموسة على الصعيد الامني ، ورغم كل السلبيات التي رافقت حكومته طوال هذه الفترة من فساد مالي واداري ومن استغلال للمنصب من قبل الكثير ممن يحيطون به ، الا انني كنت اقنع نفسي ان المصلحة العليا للبلد اهم من كل هذه الجزئيات ، واذا كانت لدينا حكومة قوية تستطيع ان تبسط الامن في البلاد فان باقي الامور سوف تتحقق بالتدريج ، ورغم تحفظي الشديد على عدد من المرشحين في قائمة المالكي لما في تاريخهم من شوائب لا تخفى حتى على فاقد البصر ، الا انني اقنعت نفسي بانني سانتخب الشخص الذي اراه مناسباً في قائمة المالكي رغم ان صوتي ـ فيما لو لم يحقق هذا الشخص الاصوات الكافية ـ ستذهب ربما الى مرشحين اخرين لا يمكنني تقبلهم بسبب تاريخهم الاسود ، كل هذه الامور تغاضيت عنها عندما قررت ان انتخب قائمة المالكي وتطلعت فقط الى مصلحة البلد وقلت العراق اولاً .

الا ان ما حدث امام مجلس محافظة النجف جعلني اعدل عن رأيي وبقوة واقولها بصراحة " لن انتخب المالكي حتى لو حقق الامن في الشرق الاوسط باجمعه لا في العراق فقط " ، لقد شاهدت اليوم ـ وبعد سبع السنوات على رحلة التغيير تحولاً صريحاً نحو الديكتاتورية ، فاذا كان رئيس الحكومة في فترة رئاسية واحدة وخلال زيارة من المفروض ان تكون للدعاية الانتخابية يقوم بهذا التصرف ازاء اعضاء مجلس محافظة ! ! ! فكيف سيكون تصرفه لو تسلم الحكم لفترة رئاسية ثانية ؟؟؟ في الحقيقة لا اريد ان اجازف بخلق طاغية جديد يعود بنا الى عهد الديكتاتورية بعد كل تلك التضحيات التي قدمها الشعب العراقي من اجل الحرية ، لو تم تخييري بين الانجازات على الصعيد الامني وبين الحرية والديمقراطية فانا مستعد بالقاء كل تلك الانجازات في سلة المهملات ، وانا مستعد لاعيش العنف والقتل والدمار على ان تهدر كرامتي لساعة واحدة على باب مقر عملي ممنوعاً من الدخول لان حماية المسؤول ترى في دخولي خطراً على حياته ، لا اريد ان اعود في يوم من الايام الى تكميم فمي حتى لو اعطيت مقابل ذلك كل كنوز الارض . ولو فرضنا جدلاً اني تنازلت عن كل ذلك في سبيل تحقيق الامن في بلدي ، فهل ان الامن متحقق فعلاً ؟ ؟ ! ان ما فعله افراد حماية المالكي باعضاء مجلس محافظة النجف يفضح اكذوبة الامن المتحقق في العراق ، فاذا كان رئيس الحكومة يخشى من دخول اعضاء مجلس المحافظة او من دخول حماياتهم بعد دخوله الى المجلس ، فأين اذن الامن الذي تحقق ؟ ؟ ! ان ما حدث امامي جعلني اقول وبصوت واضح " لقد اصبح التغيير ضرورة . . . " .

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
مهدي اليستري : السلام عليك ايها السيد الزكي الطاهر الوالي الداعي الحفي اشهد انك قلت حقا ونطقت صدقا ودعوة إلى ...
الموضوع :
قصة السيد ابراهيم المجاب … ” إقرأوها “
ابو محمد : كلنا مع حرق سفارة امريكا الارهابية المجرمة قاتلة اطفال غزة والعراق وسوريا واليمن وليس فقط حرق مطاعم ...
الموضوع :
الخارجية العراقية ترد على واشنطن وتبرأ الحشد الشعبي من هجمات المطاعم
جبارعبدالزهرة العبودي : هذا التمثال يدل على خباثة النحات الذي قام بنحته ويدل ايضا على انه فاقد للحياء ومكارم الأخلاق ...
الموضوع :
استغراب نيابي وشعبي من تمثال الإصبع في بغداد: يعطي ايحاءات وليس فيه ذوق
سميرة مراد : بوركت الانامل التي سطرت هذه الكلمات ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
محمد السعداوي الأسدي ديالى السعدية : الف الف مبروك للمنتخب العراقي ...
الموضوع :
المندلاوي يبارك فوز منتخب العراق على نظيره الفيتنامي ضمن منافسات بطولة كأس اسيا تحت ٢٣ سنة
محمود الراشدي : نبارك لكم هذا العمل الجبار اللذي طال إنتظاره بتنظيف قلب بغداد منطقة البتاويين وشارع السعدون من عصابات ...
الموضوع :
باشراف الوزير ولأول مرة منذ 2003.. اعلان النتائج الاولية لـ"صولة البتاوين" بعد انطلاقها فجرًا
الانسان : لانه الوزارة ملك ابوه، لو حكومة بيها خير كان طردوه ، لكن الحكومة ما تحب تزعل الاكراد ...
الموضوع :
رغم الأحداث الدبلوماسية الكبيرة في العراق.. وزير الخارجية متخلف عن أداء مهامه منذ وفاة زوجته
غريب : والله انها البكاء والعجز امام روح الكلمات يا ابا عبد الله 💔 ...
الموضوع :
قصيدة الشيخ صالح ابن العرندس في الحسين ع
أبو رغيف : بارك الله فيكم أولاد سلمان ألمحمدي وبارك بفقيه خراسان ألسيد علي ألسيستاني دام ظله وأطال الله عزوجل ...
الموضوع :
الحرس الثوري الإيراني: جميع أهداف هجومنا على إسرائيل كانت عسكرية وتم ضربها بنجاح
احمد إبراهيم : خلع الشيخ خليفة بن حمد آل ثاني لم يكن الاول من نوعه في الخليج العربي فقد تم ...
الموضوع :
كيف قبلت الشيخة موزة الزواج من امير قطر حمد ال ثاني؟
فيسبوك