المقالات

لقد اصبح التغيير ضرورة . . .


بقلم : حسين الكعبي .

خلال زيارة رئيس الوزراء العراقي نوري المالكي لمحافظة النجف وعند حضوره الجلسة الاعتيادية لمجلس محافظة النجف ، قامت حماية المالكي بمنع عدد من اعضاء مجلس محافظة النجف من الدخول لحضور الجلسة بحجة الاجراءات الامنية ، ورغم انهم اعضاء منتخبون من قبل الشعب وان البناية هي مقرهم الا انهم فوجئوا بها تتحول الى ثكنة عسكرية ـ كما عبر عن الموقف احد الاعضاء ـ ورغم محاولاتهم مع افراد حماية المالكي الا انهم لم يحصلوا على اذن الدخول ، مع بعض التساهل من قبل حماية المالكي بادخال كل عضو بمفرده مع سيارته دون باقي حمايته ، وقد اعتبر اعضاء المجلس هذه الرخصة اهانة لهم فلم يدخل منهم احد الى الجلسة ، واجتمع المالكي بعدد من الاعضاء الذين كانوا موجودين داخل المجلس عند وصوله فقط . هذه القصة حدثت صباح السبت 27 / 2 / 2010 امام مبنى مجلس محافظة النجف وبعد مرور سبع سنوات على التغيير في العراق والتحول الى عهد الديمقراطية ، وبعد ان ضحى العراقيون على مدى 35 عاماً بالغى الشباب واعز الدماء للتخلص من الديكتاتورية ، يقوم افراد حماية رئيس حكومة منتخب بهذا الاجراء تجاه ممثلين عن الشعب تم انتخابهم بطريقة ديمقراطية .

لا اخفيكم سراً انني حتى هذا اليوم كنت عازماً على انتخاب قائمة المالكي وذلك لما حققته حكومة المالكي من انجازات ملموسة على الصعيد الامني ، ورغم كل السلبيات التي رافقت حكومته طوال هذه الفترة من فساد مالي واداري ومن استغلال للمنصب من قبل الكثير ممن يحيطون به ، الا انني كنت اقنع نفسي ان المصلحة العليا للبلد اهم من كل هذه الجزئيات ، واذا كانت لدينا حكومة قوية تستطيع ان تبسط الامن في البلاد فان باقي الامور سوف تتحقق بالتدريج ، ورغم تحفظي الشديد على عدد من المرشحين في قائمة المالكي لما في تاريخهم من شوائب لا تخفى حتى على فاقد البصر ، الا انني اقنعت نفسي بانني سانتخب الشخص الذي اراه مناسباً في قائمة المالكي رغم ان صوتي ـ فيما لو لم يحقق هذا الشخص الاصوات الكافية ـ ستذهب ربما الى مرشحين اخرين لا يمكنني تقبلهم بسبب تاريخهم الاسود ، كل هذه الامور تغاضيت عنها عندما قررت ان انتخب قائمة المالكي وتطلعت فقط الى مصلحة البلد وقلت العراق اولاً .

الا ان ما حدث امام مجلس محافظة النجف جعلني اعدل عن رأيي وبقوة واقولها بصراحة " لن انتخب المالكي حتى لو حقق الامن في الشرق الاوسط باجمعه لا في العراق فقط " ، لقد شاهدت اليوم ـ وبعد سبع السنوات على رحلة التغيير تحولاً صريحاً نحو الديكتاتورية ، فاذا كان رئيس الحكومة في فترة رئاسية واحدة وخلال زيارة من المفروض ان تكون للدعاية الانتخابية يقوم بهذا التصرف ازاء اعضاء مجلس محافظة ! ! ! فكيف سيكون تصرفه لو تسلم الحكم لفترة رئاسية ثانية ؟؟؟ في الحقيقة لا اريد ان اجازف بخلق طاغية جديد يعود بنا الى عهد الديكتاتورية بعد كل تلك التضحيات التي قدمها الشعب العراقي من اجل الحرية ، لو تم تخييري بين الانجازات على الصعيد الامني وبين الحرية والديمقراطية فانا مستعد بالقاء كل تلك الانجازات في سلة المهملات ، وانا مستعد لاعيش العنف والقتل والدمار على ان تهدر كرامتي لساعة واحدة على باب مقر عملي ممنوعاً من الدخول لان حماية المسؤول ترى في دخولي خطراً على حياته ، لا اريد ان اعود في يوم من الايام الى تكميم فمي حتى لو اعطيت مقابل ذلك كل كنوز الارض . ولو فرضنا جدلاً اني تنازلت عن كل ذلك في سبيل تحقيق الامن في بلدي ، فهل ان الامن متحقق فعلاً ؟ ؟ ! ان ما فعله افراد حماية المالكي باعضاء مجلس محافظة النجف يفضح اكذوبة الامن المتحقق في العراق ، فاذا كان رئيس الحكومة يخشى من دخول اعضاء مجلس المحافظة او من دخول حماياتهم بعد دخوله الى المجلس ، فأين اذن الامن الذي تحقق ؟ ؟ ! ان ما حدث امامي جعلني اقول وبصوت واضح " لقد اصبح التغيير ضرورة . . . " .

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
التعليقات
طاهر باقر : انا استغرب لماذا لابد ان يقدم شاب عراقي على الانتحار من اجل مسألة تافهة مثل هذه القضية ...
الموضوع :
انتحار طالب بعد عودته من الامتحان في واسط
باقر : والنعم من النواصب الدواعش والجولاني ..... والنعم من اتباع الصحابة ...
الموضوع :
الاردن يطرد عدد من اطفال غزة المصابين وعوائلهم بحجة ان الاردن مفلس
علي : السلام عليكم ورحمة الله وبركاته نتمنى من أدارة المطار أن تسمح بدخول السيارات لأستقبال المسافر لأن نحن ...
الموضوع :
وزارة النقل تعلن قرب افتتاح ساحة النقل الخاص بمطار بغداد الدولي
الحسين بن علي : الحفيد للجد السعيد ياجد عُد فكلنا اشتقنا لرؤياك وضحكة محياك ياعذب الماء ...
الموضوع :
صورة لاسد المقاومة الاسلامية سماحة السيد حسن نصر الله مع حفيده الرضيع تثير مواقع التواصل
باقر : انت غلطان وتسوق الاوهام.... حثالات الأرض هم أهالي تكريت والانبار وديالى والموصل.... ...
الموضوع :
حماقة البعث والوجه الآخر لتكريت.
ضياء عبد الرضا طاهر : حبيبي ھذا الارھابي محمد الجولاني ھو مثل جورج دبليوا بوش الصغير وترامب صعد وصار رئيس واستقبال حافل ...
الموضوع :
صورة للارهابي ابو محمد الجولاني عندما كان معتقلا في سجن بوكا عام 2005
----خلف ناصر عبد الله : اتمنى لكم التوفيق والسداد بحوث روعه غيتها اعلاء اعلام دين الله سبحانه:؟ ...
الموضوع :
تفسير "هذا صراطُ عليٍّ مستقيم" (الحجر: 41)
منير حجازي : العلاقات التي تربط البرزانيين بالكيان الصهيونية علاقات قديمة يطمح الاكراد من خلالها أن يساعدهم اليهود على إنشاء ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يُحرك شكوى ضد ممثل حكومة كردستان في المانيا دلشاد بارزاني بعد مشاركته احتفال في سفارة الكيان الصهيوني
منير حجازي : الاخت الفاضلة حياكم الله نقلتي قول (أنطوان بارا) في كتابه الحسين في الفكر المسيحي وهو يعقد مقارنة ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
ولي : بعد سنوات اليوم يقبل ابناء عنيفص منفذ المقابر الجماعية بحق الانتفاضة الشعبانية ١٩٩١ في الكلية العسكرية بينما ...
الموضوع :
محكمة جنايات بابل تحكم باعدام الارهابي رائد عنيفص العلواني قاتل 26 مواطنا ودفنهم في حديقة داره ببابل
فيسبوك