المقالات

طلبات الناخبين


حافظ آل بشارة

يتفرج العراقيون على المباراة الدعائية الساخنة لانتخابات مصيرية اما ان تثبت التجربة او تضع نهاية لها ، دخلت على الخط قوى كثيرة متطفلة مختلفة التطلعات ، العراق في هذه اللحظة نقطة تلتقي عندها الصراعات الدولية والاقليمية والداخلية ، لدينا فوضى خلاقة يجب ان تسفر عن نتائج تؤسس لوضع دائمي ، وفي هذا الغليان تظل الوعود هي العنصر الكبير في اللعبة ، فالمرشح يعد ناخبيه ، ودول الفتنة تعد عملاءها وهم يعدونها ، والدول الصديقة تعد اصدقاءها ، ليس العراق وحيدا في ازدهار سياسة الوعود فالانظمة الانتخابية في العالم كلها بنت وجودها وتطورها على اساس الوعود ، فليس عيبا ان يعطي المرشحون وعودا للناخبين بل المرشح الذي يربط نفسه بوعود هو الذي يحظى بالاهتمام دون غيره ، ولكن الاختلاف بين دولة مبتدئة ودولة عريقة في قضية الوعود هو اختلاف في الكم والكيف وطريقة الاداء ، فالمعروف ان الدولة التي مرت بخمسين دورة برلمانية استغرقت قرنين من الزمن ليست مثل دولة انجزت حتى الان دورة واحدة مدتها اربع سنوات (بطلعان الروح) فمن هنا المفخخات ومن هناك التهجير القسري ومن الجهة الثالثة الفساد وفوقها الاحتلال ، فوق الرعب اليومي والدوار والارهاق تظل حداثة التجربة وقلة الخبرة عند الناخب والمرشخ ومؤسسات الدولة كلها عوائق حقيقية تواجه المشروع الديمقراطي وتتدخل في تحديد نتائجه ، في الدول الديمقراطية العريقة يكون المرشح معروفا وقد جاء الى العمل السياسي عبر التدرج الطبيعي وتربى في مؤسسات الدولة او القطاع الخاص او المجتمع المدني وقد تعامل لمدة كافية مع الراي العام وعرفه الناس واصبح له جمهور مميز ، اما مرشحونا فلم يكن لهم وجود اعلامي او اداري او اجتماعي مسبق على الساحة والناخبون ايضا لم يجربوا التعامل مع الصناديق والمرشحين ولم يعتادوا على الاليات الديمقراطية في بلد عمر الديمقراطية فيه 4 سنوات فقط ، لذا سجلنا حالات من الارتجال او ضعف المعرفة او قلة الخبرة ربما بعضها مضحك من جانب المرشح والناخب على حد سواء ، فالناخب في طلباته يريد بلاوي كبيرة يعجز عنها حتى عفريت مصباح علاء الدين ، خاصة وان ذلك العفريت فقد احترامه في العراق لان الطلبات كلها من النوع الثقيل ، امرأة قروية قالت لاحد الصحفيين انها تنتخب فلان الفلاني ، واظهرت الكاميرا فلان الفلاني ببدلته الانيقة يقف الى جانب المراسل ، قال لها : لماذا ؟ قالت : لانه قادر على تحقيق طلبات اهل القرية ، قال : وما هي طلباتكم ؟ قالت : سهلة جدا ، شبكة ماء شرب وشبكة كهرباء ومدرسة ابتدائية ومدرسة متوسطة وتبليط الطرق ومد خطوط للمجاري وتاسيس مستشفى ، وتأسيس عيادة بيطرية ودائرة زراعة لتوزيع البذور والاسمدة وتنظيم مياه السقي وتسويق الانتاج الزراعي ، وحملة استصلاح للاراضي ، كما نحتاج الى صرف رواتب لليتامى والارامل واصحاب الامراض المزمنة وتشغيل العاطلين في مشاريع زراعية تحتاج الى خطة وتمويل من المصرف الزراعي ، فقاطعها المراسل والتفت قائلا : والان سيداتي سادتي نستمع واياكم الى المرشح فلان الفلاني ليجيب حول طلبات الحجية التي قررت ان تنتخبه ، والتفت المراسل فلم يجد المرشح انتهى البرنامج ، خلف الكواليس خرج المرشح وعاتب العجوز مؤكدا انه ليس عفريتا لكي يصلح قرية تشكو من الخراب المتراكم من عصور ما قبل الميلاد . بعض المرشحين استغل منصبه في الحكومة فوزع اوراق تعيين للوظائف ، وآخر قال انه سيعطي شققا سكنية ، وثالث تبرع لمرضى ليعالجهم في الخارج ، اذكاهم مرشح جاء برزمة دولارات انيقة من دول شقيقة وراح يشتري الاصوات ومن طالبه بالمزيد اجابه : اعذرني هذا سعر السوق .

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
التعليقات
طاهر باقر : انا استغرب لماذا لابد ان يقدم شاب عراقي على الانتحار من اجل مسألة تافهة مثل هذه القضية ...
الموضوع :
انتحار طالب بعد عودته من الامتحان في واسط
باقر : والنعم من النواصب الدواعش والجولاني ..... والنعم من اتباع الصحابة ...
الموضوع :
الاردن يطرد عدد من اطفال غزة المصابين وعوائلهم بحجة ان الاردن مفلس
علي : السلام عليكم ورحمة الله وبركاته نتمنى من أدارة المطار أن تسمح بدخول السيارات لأستقبال المسافر لأن نحن ...
الموضوع :
وزارة النقل تعلن قرب افتتاح ساحة النقل الخاص بمطار بغداد الدولي
الحسين بن علي : الحفيد للجد السعيد ياجد عُد فكلنا اشتقنا لرؤياك وضحكة محياك ياعذب الماء ...
الموضوع :
صورة لاسد المقاومة الاسلامية سماحة السيد حسن نصر الله مع حفيده الرضيع تثير مواقع التواصل
باقر : انت غلطان وتسوق الاوهام.... حثالات الأرض هم أهالي تكريت والانبار وديالى والموصل.... ...
الموضوع :
حماقة البعث والوجه الآخر لتكريت.
ضياء عبد الرضا طاهر : حبيبي ھذا الارھابي محمد الجولاني ھو مثل جورج دبليوا بوش الصغير وترامب صعد وصار رئيس واستقبال حافل ...
الموضوع :
صورة للارهابي ابو محمد الجولاني عندما كان معتقلا في سجن بوكا عام 2005
----خلف ناصر عبد الله : اتمنى لكم التوفيق والسداد بحوث روعه غيتها اعلاء اعلام دين الله سبحانه:؟ ...
الموضوع :
تفسير "هذا صراطُ عليٍّ مستقيم" (الحجر: 41)
منير حجازي : العلاقات التي تربط البرزانيين بالكيان الصهيونية علاقات قديمة يطمح الاكراد من خلالها أن يساعدهم اليهود على إنشاء ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يُحرك شكوى ضد ممثل حكومة كردستان في المانيا دلشاد بارزاني بعد مشاركته احتفال في سفارة الكيان الصهيوني
منير حجازي : الاخت الفاضلة حياكم الله نقلتي قول (أنطوان بارا) في كتابه الحسين في الفكر المسيحي وهو يعقد مقارنة ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
ولي : بعد سنوات اليوم يقبل ابناء عنيفص منفذ المقابر الجماعية بحق الانتفاضة الشعبانية ١٩٩١ في الكلية العسكرية بينما ...
الموضوع :
محكمة جنايات بابل تحكم باعدام الارهابي رائد عنيفص العلواني قاتل 26 مواطنا ودفنهم في حديقة داره ببابل
فيسبوك