المقالات

إياكم والعزوف عن المشاركة بالانتخابات

682 11:28:00 2010-02-25

حسن الهاشمي

بالرغم من بعض الخروقات الأمنية هنا وهناك، وبالرغم من أن معظم الكيانات السياسية لم تف بوعودها الانتخابية في توفير الأمن والخدمات ربما لظروف قاهرة هي خارجة عن إرادتها، بيد أن الذي حصلنا عليه بعد التغيير ليس بقليل، إذ حصلنا على الحرية والكرامة وإبداء المعتقد والرأي لكافة الشرائح والمذاهب بكل صراحة دونما خوف أو وجل من بطش ظالم أو تهديد فاسق فاجر، وبقي شذاذ الآفاق وبدعم الدول الديكتاتورية يعملون ليل نهار في حياكة المؤامرات تلو المؤامرات لإفشال التجربة الديمقراطية الفريدة لئلا تصاب شعوبهم برياح التغيير العاتية، ومهما تكن تلك المنغصات والمعوقات في الأمن والخدمات فإنها لا تصل إلى منغصات الحرية ومعوقات الكرامة، التي تحط من إنسانية الإنسان وتجعله مسلوب الإرادة والاختيار. عطفا على ما سبق إياك عزيزي المواطن أن تفكر بالعزوف عن المشاركة في الانتخابات، لأنك بمثل هذا القرار، ستحرم نفسك من حق دستوري وقانوني ومن واجب شرعي ووطني لا يتكرر إلا كل أربع سنوات، ربما تكون مصيرية في المرحلة القادمة أكثر من أية مرحلة أخرى. كما انك، بمثل هذا القرار، ستحرم نفسك من فرصة المشاركة في التغيير المرجو، وربما ستساهم، بمثل هذا القرار، في وصول عناصر سيئة وغير نظيفة لتجلس تحت قبة البرلمان، تتحدث باسمك وتمثل إرادتك شئت أم أبيت، لان مجلس النواب لن يظل شاغرا من أعضائه، فإذا لم تنتخب أنت من تجد فيه الكفاءة والنزاهة والأمانة والحس الوطني بعيدا عن المؤثرات الحزبية والطائفية والجهوية، فسينتخب غيرك نماذج فاسدة تهدد مصالحنا الدينية والدنيوية معا، وعندها فستتحمل المسؤولية أمام ضميرك أولا، وأمام الناس والوطن الغالي ثانيا، ولا ينفع الندم عند فوات الأوان.

كلنا نعرف جيدا، بان التغيير في العراق الديمقراطي ، لا يتم إلا من خلال صندوق الاقتراع، والإذعان بنتائج الإنتخابات هو إذعان لإرادة الشعب الذي هو وحده يقرر مصيره من دون إرهاب أو ضغط أو إكراه، وقدّر لشعب العراق أن يكون رائدا في هذا المجال، ولعل المصائب التي تنهمر عليه نتيجة ريادته الحرة تلك، التي هي بالتضاد مع معظم الدول العربية التي تتحكم برقاب شعوبها بالحكم الوراثي البعيد عن طموح الجماهير في التغيير نحو الأحسن وفي كافة المجالات.الناخب العراقي اليوم قادر على أن يغير وجه العراق الجديد، ليس بمقاطعة الانتخابات أو بالعزوف عن المشاركة، فان مثل هذا القرار سيكرس الخطأ ولا يغير شيئا، بل بالمشاركة وبالتصميم الجاد على تغيير الوجوه الكالحة التي إما أن فشلت لعدم خبرتها أو خانت لدوافع طائفية وأجندات خارجية، تغييرها بوجوه وطنية قادرة على تلبية مطالب الشعب وفق أسس العدالة والمساواة للجميع دونما استثناء لأية شريحة حتى لو كانت أقلية.

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
مهدي اليستري : السلام عليك ايها السيد الزكي الطاهر الوالي الداعي الحفي اشهد انك قلت حقا ونطقت صدقا ودعوة إلى ...
الموضوع :
قصة السيد ابراهيم المجاب … ” إقرأوها “
ابو محمد : كلنا مع حرق سفارة امريكا الارهابية المجرمة قاتلة اطفال غزة والعراق وسوريا واليمن وليس فقط حرق مطاعم ...
الموضوع :
الخارجية العراقية ترد على واشنطن وتبرأ الحشد الشعبي من هجمات المطاعم
جبارعبدالزهرة العبودي : هذا التمثال يدل على خباثة النحات الذي قام بنحته ويدل ايضا على انه فاقد للحياء ومكارم الأخلاق ...
الموضوع :
استغراب نيابي وشعبي من تمثال الإصبع في بغداد: يعطي ايحاءات وليس فيه ذوق
سميرة مراد : بوركت الانامل التي سطرت هذه الكلمات ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
محمد السعداوي الأسدي ديالى السعدية : الف الف مبروك للمنتخب العراقي ...
الموضوع :
المندلاوي يبارك فوز منتخب العراق على نظيره الفيتنامي ضمن منافسات بطولة كأس اسيا تحت ٢٣ سنة
محمود الراشدي : نبارك لكم هذا العمل الجبار اللذي طال إنتظاره بتنظيف قلب بغداد منطقة البتاويين وشارع السعدون من عصابات ...
الموضوع :
باشراف الوزير ولأول مرة منذ 2003.. اعلان النتائج الاولية لـ"صولة البتاوين" بعد انطلاقها فجرًا
الانسان : لانه الوزارة ملك ابوه، لو حكومة بيها خير كان طردوه ، لكن الحكومة ما تحب تزعل الاكراد ...
الموضوع :
رغم الأحداث الدبلوماسية الكبيرة في العراق.. وزير الخارجية متخلف عن أداء مهامه منذ وفاة زوجته
غريب : والله انها البكاء والعجز امام روح الكلمات يا ابا عبد الله 💔 ...
الموضوع :
قصيدة الشيخ صالح ابن العرندس في الحسين ع
أبو رغيف : بارك الله فيكم أولاد سلمان ألمحمدي وبارك بفقيه خراسان ألسيد علي ألسيستاني دام ظله وأطال الله عزوجل ...
الموضوع :
الحرس الثوري الإيراني: جميع أهداف هجومنا على إسرائيل كانت عسكرية وتم ضربها بنجاح
احمد إبراهيم : خلع الشيخ خليفة بن حمد آل ثاني لم يكن الاول من نوعه في الخليج العربي فقد تم ...
الموضوع :
كيف قبلت الشيخة موزة الزواج من امير قطر حمد ال ثاني؟
فيسبوك