المقالات

طرد الصداميين خطوة تقويمية في مسار العملية السياسية


كريم الوائلي

النظرة التحليلية للإصرار الذي أظهره الائتلاف الوطني العراقي على طرد البعثيين وممثليهم في العملية السياسية يشير لما لا يقبل الشك إلى انه الخيار الوحيد الذي يضمن سلامة الاستقلال وتعزيز سيادة القرار الوطني وحفظ المنجزات الوطنية وفتح الطريق أمام التحولات البنائية لدولة المواطنة المنشودة بل هو قرار يرقى إلى مستوى التدابير الصحيحة لما مشار العملية السياسية ويأتي هذا على خلافية الادعاءات الرخيصة لممثلي البعث في الساحة السياسية القائلة بأن طردهم هو لإغراض الدعاية الانتخابية وذلك سعيا منهم لإظهار البراءة من كونهم الساتر الأمامي للجبهة البعثية التي تقتل الشعب العراقي الأعزل بأقذر وأقصى الوسائل الإجرامية وتستر على الجرائم البعثية التي تطال أهلنا يوميا ولابد من الإشارة إلى أن التهديدات المبطنة لشعبنا ولممارسة الديمقراطية الانتخابية هي لغة درج على صناعتها شعبنا منذ عقود ويفهم جفرتها وما يراد من ورائها وهي دليل جرمي قاطع يظهرونه مع سبق الإصرار للنيل من حياة العراقيين وحريتهم وحقوقهم في التمتع بالمنجزات الديمقراطية وعلى ذلك فإننا نعلم وفي المقام الأول لشعبنا العراقي وللعالم اجمع بان البعثيين هم بالحق والحقيقة أعداء العراقيين التقليديين وهم العقبة أمام تحررهم وبناء دولتهم الحديثة ونظامهم الديمقراطي وان مسؤولية إجرامهم لا تقع عليهم فقط وإنما على كل القوى والجهات والدول التي تمدهم بالدعم السياسية والمالية ان وصف قرار طرد البعثيين على انه خطوة تصحيحية لمسار العملية السياسية مبني على أن القوى الوطنية الفاعلة والمفوضة من الشعب العراقي والراعية للعملية السياسية وصاحبة المصلحة الأولى والأساسية فيها لم تكن يوما مسؤولة عن تسلل اللوبي البعثي إلى العملية السياسية .. أن المرحلة التي تسلل فيها البعثيون في معترك الوطن هي بالتأكيد غير المرحلة الحالية هذا إذا نظرنا إلى العملية السياسية على أنها واقعا خلية حية مفعمة بالحياة والتجديد منتجة لما يراد منها للإصرار وممكنات التحول السياسي الايجابي وهذا ما تجلى وبوضوح أثناء تفعيل المشغل المؤسساتي الذي أفضى إلى طرد اللوبي البعثي من العملية السياسية حيث لجأ المطرودون إلى الجهات المعروفة والتي كانت وراء إقحامهم في العملية السياسية وبخلاف رغبة وإرادة الشعب العراقي أن القوى التي ائتلفت في قائمة الائتلاف الوطني العراقي وبوصفها القائمة المؤهلة والأمينة على ميراث العراق التحريرية والضمان المعول عليها في مواصلة الجهد المأمول لعراق امن ومزدهر إلى مصاف الدول المتقدمة في عالمنا اليوم تقع عليها مهمة حفظ وصيانة النظام الديمقراطي وسواء راق للأعداء أو لم يرق فأن قرار طرد البعثيين هو قرار وطني صرف بإرادة شعبية وهو من تحد طراز سياسي وركلة واثقة لإذناب العهد الدكتاتوري ويعد أول انتصار وطني من نوعه للديمقراطية بعد تطبيقها ومهما حاول المطمورون للإقلال من أهمية إقرار طمرهم فانه وفي حكم المرحلة الآنية ومواصفاتها الحساسة يوصف بحق انه قرار المرحلة الجريئة وقرار شطب البعثيين وفي هذا الوقت بالذات ضرورة لا مناص من العمل بها وهو تدبير مهم من تدابير الأمن الوطني واتى على أساس تشخيص دقيق لمرحلة ما بعد الانتخابات حيث تشير الدلائل المؤكدة على فوز الائتلاف الوطني بإذن الله وحيازة على الأغلبية النيابية في مجلس النواب القادم وعلى ذلك فانه من غير الممكن السماح للقوى المضادة للآمال شعبنا وتطلعاته أن تمارس دورها التخريبي المعارض للائتلاف الوطني العراقي وبكل ثقة وتأكيد نسجل هنا حقيقة لا تقبل اللبس أو التضليل بان طرد البعثيين وطمرهم الاستبدادي إلى الأبد جزء لا يتجزأ من برامج الائتلاف الوطني العراقي بل هو جوهرة وسمة وهو أيضا مكمل لكل فاعلي وطني بنيوي ويبدو لنا أن في كل منعطف حاد وخطير يشرف به وطننا وشعبنا على مرحلة جديدة وخطيرة وتذكرنا بما حصل أبان الانتفاضة الشعبانية الوطنية واليوم برز ألينا الخطر البعثي المعد لهذا الظرف الدقيق بوصف البعث من اخطر المعوقات التي يراد لها إجهاض تجربتنا ومصادرة منجزاتنا ويبدو لنا أن القوى التي لا تريد لشعبنا المضي واستكمال مشروعه الوطني قد ادخرت لنا اكبر تحد مجرب بالإجرام والتآمر ونعني به البعث المنحل ليكون العقبة المعوقة لمشروعنا الوطني غير ان جهادية شعبنا وتماسك أطراف الائتلاف الوطني العراقي أجهزت على الخطر الذي يهدد المشروع وتم طرده والى غير رجعة ...

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
التعليقات
طاهر باقر : انا استغرب لماذا لابد ان يقدم شاب عراقي على الانتحار من اجل مسألة تافهة مثل هذه القضية ...
الموضوع :
انتحار طالب بعد عودته من الامتحان في واسط
باقر : والنعم من النواصب الدواعش والجولاني ..... والنعم من اتباع الصحابة ...
الموضوع :
الاردن يطرد عدد من اطفال غزة المصابين وعوائلهم بحجة ان الاردن مفلس
علي : السلام عليكم ورحمة الله وبركاته نتمنى من أدارة المطار أن تسمح بدخول السيارات لأستقبال المسافر لأن نحن ...
الموضوع :
وزارة النقل تعلن قرب افتتاح ساحة النقل الخاص بمطار بغداد الدولي
الحسين بن علي : الحفيد للجد السعيد ياجد عُد فكلنا اشتقنا لرؤياك وضحكة محياك ياعذب الماء ...
الموضوع :
صورة لاسد المقاومة الاسلامية سماحة السيد حسن نصر الله مع حفيده الرضيع تثير مواقع التواصل
باقر : انت غلطان وتسوق الاوهام.... حثالات الأرض هم أهالي تكريت والانبار وديالى والموصل.... ...
الموضوع :
حماقة البعث والوجه الآخر لتكريت.
ضياء عبد الرضا طاهر : حبيبي ھذا الارھابي محمد الجولاني ھو مثل جورج دبليوا بوش الصغير وترامب صعد وصار رئيس واستقبال حافل ...
الموضوع :
صورة للارهابي ابو محمد الجولاني عندما كان معتقلا في سجن بوكا عام 2005
----خلف ناصر عبد الله : اتمنى لكم التوفيق والسداد بحوث روعه غيتها اعلاء اعلام دين الله سبحانه:؟ ...
الموضوع :
تفسير "هذا صراطُ عليٍّ مستقيم" (الحجر: 41)
منير حجازي : العلاقات التي تربط البرزانيين بالكيان الصهيونية علاقات قديمة يطمح الاكراد من خلالها أن يساعدهم اليهود على إنشاء ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يُحرك شكوى ضد ممثل حكومة كردستان في المانيا دلشاد بارزاني بعد مشاركته احتفال في سفارة الكيان الصهيوني
منير حجازي : الاخت الفاضلة حياكم الله نقلتي قول (أنطوان بارا) في كتابه الحسين في الفكر المسيحي وهو يعقد مقارنة ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
ولي : بعد سنوات اليوم يقبل ابناء عنيفص منفذ المقابر الجماعية بحق الانتفاضة الشعبانية ١٩٩١ في الكلية العسكرية بينما ...
الموضوع :
محكمة جنايات بابل تحكم باعدام الارهابي رائد عنيفص العلواني قاتل 26 مواطنا ودفنهم في حديقة داره ببابل
فيسبوك