المقالات

الشعب العراقي بين مطرقة البعثــيين وسندان المتاجرين والعـبثـــيين


بقلـم : مصطفى مهدي الطـاهـر

الخلاص من الطاغية المقبور وعصابته كان حلما يراود الشعب العراقي ‘ المُهّجّرين منه قسرا خارج الوطن العزيز او داخله ممن بقوا قسرا ايضا تحت وطأة الطاغية وعصابته المجرمة ‘ ومن اجل تحقيق هذا الحلم ضحوا بالنفس والنفيس ‘ وتحدوا أعتى دكتاتورية اجرامية في التاريخ ‘ لذا تجد خصوصا في محافظات بغداد وجنوبها ومحافظات كُردستان ‘ اغلب العوائل قد أُعدِم او سُجِن أحد اعضاءها على الاقل‘ كما فقدت كثير من العوائل في المحافظات الغربية ابناءها على يد الطاغية المقبور.

حلم الخلاص من المنظمة السرية العفلقية وعلى راسها الطاغية المقبور‘لا يعني الخلاص من الظالمين واجرامهم فقط بل كان يعني الخلاص من كل التصرفات الصدامية ‘ واحقاق الحق وانصاف المظلومين ووضع الشخص المناسب في المكان المناسب ‘ ويعني تحقيق الكرامة والعزة للوطن ومواطنيه.

عزة المواطن وكرامته بل وحياته تكمن في ان يرى انزال القصاص بجلاديه بقطع النظر عن انتماءاتهم بجميع اشكالها فالعدل اولى ان يُتَبَع‘ والقصاص المادي والمعنوي يجب ان ينزل بالقاصي والداني إنْ استحقه على حد سواء.

جاء يوم الخلاص وانهزم الطاغية وازلامه وولوا الدبر‘ واختبيء كالجرذ المذعور في حفرته الى ان اخرجوه منها ذليلا صاغرا‘ وتحقق شيء من الحلم ‘ وللاسف بَقِيّتْ اشياء حتى هذه اللحظة‘ فلم يتم انصاف المظلومين !ولم ينزل القصاص بكل الذين اجرموا بحق الشعب وخربوا الوطن وارجعوه قرونا الى الوراء‘ولم تقف الامور عند هذا الحد‘ بل تم ترك اغلب العفالقة ( العفالقة اعني بهم الذين انتموا لحزب عفلق طوعا وقناعة به) ‘ يصولون ويجولون في داخل العراق وخارجه وعادوا الى دوائر ومؤسسات الدولة ‘ واصبح المظلوم يتوسل بهم لانجاز معاملته‘ويستجدي عطفهم لصرف راتب بخس له!!

المظلوم لم يتذوق طعم الكرامة والعزة بعد! طالما هو يرى ان العدل المادي والمعنوي لم يتحقق! وهل يتحقق ذلك من خلال محاكمة بضع عشرات من القتلة يُنفَق عليهم من مال الشعب مايسد جوع وعوز آلاف الايتام والمحتاجين والمعاقين ! وحلا ورغد ومشعان وعمة المطلق وغيرهم يتنعمون بملايين الدولارات من اموال الشعب التي سرقوها ‘وكذلك ماسرقته البنوك العربية والعالمية التي حول لها الطاغية المقبور وعصابته ملايين الدولارات ايضا.

اذن الحلم لم يكتمل بعد ‘ ويحتاج مَن يسعى بكل امانة ونزاهة واخلاص لتحقيقه لكي تقر عيون الثكالى والارامل والايتام وغيرهم من المظلومين‘ فكيف يتحقق ذلك والشعب صار بين مطرقة البعثيين الذين عادوا للسلطة من باب الديمقراطية العوراء التي لاترى المظلومين‘ حتى صاروا يتبجحون بكل وقاحة وخسة بانهم قادمون الى البرلمان القادم وهم في الحقيقة فيه الان‘ وبين سندان اناس تاجروا ويتاجرون بآلام الشعب ومصائبه التي خلقها وخلفها لهم العفالقة ‘ فهم يتحدثون باسم المظلومين ولكن يخذلونهم في تصرفاتهم ‘ فهل تم توظيف او تعيين اغلب المظلومين؟ هل خلصوهم من العيش المزري والاوضاع البائسة التي يعانيها معظمهم؟

ان ماجناه ظافر العاني والمطلق وعبد الناصر الجنابي والدايني والدليمي الهزاز من الاموال فقط عدا الامتيازات الاخرى من خلال عضويتهم في البرلمان حتى هذه اللحظة ‘يكفي لانتشال آلاف العوائل الفقيرة من الحرمان والفاقة وتبليط شوارع الموت التي تزهق يوميا ارواح مئات الضحايا البسطاء.

الذين يسرقون مال الشعب وتحت عناوين مختلفة‘ وياخذون الرشى من المواطنين البسطاء‘ ولا ينجزون معاملات المواطنين ويتسببون بارهاقهم ماديا ويهدرون اوقاتهم بالوقوف طوابيرا امام الدوائر لساعات طويلة بلا سقف يقيهم حر الصيف و برد الشتاء ‘ او يقولون لهم تعالوا غدا او بعد غد او بعد شهر لانجاز معاملة لاتحتاج الا دقائق ‘كل هؤلاء صداميون بافعالهم وان لم ينتموا.

الشعب حقا اصبح بين مطرقة البعثــيين وسندان المتاجرين والعــبثــيين‘ لكن يجب أن لا يدفعه سلوك المتاجرين والعبثــيين للسقوط مجددا في احضان البعثــيين‘ لان البعثــيين شــر مطلق وداء ميؤوس من شفاءه...

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
التعليقات
طاهر باقر : انا استغرب لماذا لابد ان يقدم شاب عراقي على الانتحار من اجل مسألة تافهة مثل هذه القضية ...
الموضوع :
انتحار طالب بعد عودته من الامتحان في واسط
باقر : والنعم من النواصب الدواعش والجولاني ..... والنعم من اتباع الصحابة ...
الموضوع :
الاردن يطرد عدد من اطفال غزة المصابين وعوائلهم بحجة ان الاردن مفلس
علي : السلام عليكم ورحمة الله وبركاته نتمنى من أدارة المطار أن تسمح بدخول السيارات لأستقبال المسافر لأن نحن ...
الموضوع :
وزارة النقل تعلن قرب افتتاح ساحة النقل الخاص بمطار بغداد الدولي
الحسين بن علي : الحفيد للجد السعيد ياجد عُد فكلنا اشتقنا لرؤياك وضحكة محياك ياعذب الماء ...
الموضوع :
صورة لاسد المقاومة الاسلامية سماحة السيد حسن نصر الله مع حفيده الرضيع تثير مواقع التواصل
باقر : انت غلطان وتسوق الاوهام.... حثالات الأرض هم أهالي تكريت والانبار وديالى والموصل.... ...
الموضوع :
حماقة البعث والوجه الآخر لتكريت.
ضياء عبد الرضا طاهر : حبيبي ھذا الارھابي محمد الجولاني ھو مثل جورج دبليوا بوش الصغير وترامب صعد وصار رئيس واستقبال حافل ...
الموضوع :
صورة للارهابي ابو محمد الجولاني عندما كان معتقلا في سجن بوكا عام 2005
----خلف ناصر عبد الله : اتمنى لكم التوفيق والسداد بحوث روعه غيتها اعلاء اعلام دين الله سبحانه:؟ ...
الموضوع :
تفسير "هذا صراطُ عليٍّ مستقيم" (الحجر: 41)
منير حجازي : العلاقات التي تربط البرزانيين بالكيان الصهيونية علاقات قديمة يطمح الاكراد من خلالها أن يساعدهم اليهود على إنشاء ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يُحرك شكوى ضد ممثل حكومة كردستان في المانيا دلشاد بارزاني بعد مشاركته احتفال في سفارة الكيان الصهيوني
منير حجازي : الاخت الفاضلة حياكم الله نقلتي قول (أنطوان بارا) في كتابه الحسين في الفكر المسيحي وهو يعقد مقارنة ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
ولي : بعد سنوات اليوم يقبل ابناء عنيفص منفذ المقابر الجماعية بحق الانتفاضة الشعبانية ١٩٩١ في الكلية العسكرية بينما ...
الموضوع :
محكمة جنايات بابل تحكم باعدام الارهابي رائد عنيفص العلواني قاتل 26 مواطنا ودفنهم في حديقة داره ببابل
فيسبوك