المقالات

المالكي وسيف الله

1558 20:44:00 2010-02-20

أحمد الديراوي

تقول الحكمة القديمة ان النملة قسمت المملكة الحيوانية الى صنفين :-الحيوانات الاليفة ، ووضعت تحت هذه الفئة النمر والاسد والحية ذات الاجراس وادرجت في خانة الحيوانات المتوحشة الحمامة والعصفور، وهذا يعني انه كل يرى الامور من وجهة نظره .

قرأت قبل ايام قلائل مقالة للسيد سيف الله علي منشورة في احد المواقع الالكترونية يبرر فيها دوافعه لأختيار السيد المالكي ، وانا هنا لا احاول فرض قناعاتي او مصادرة خياراته لكني في نفس الوقت احاول ان اتعاطى مع الفرضية التي استند اليها السيد الكاتب بطريقة اكثر واقعية خصوصا اننا نتعاطى مع واقعا ما ثلا للعيان ولايستوجب استدعاء الاسانيد التاريخية لدعمه او دحضه .

ليس خافيا على احد موقف المرجعية الذي اوجب على ضرورة التمحيص والتحقق في اختيار الاصلح والانزه بعيدا عن الاهواء والانحيازات والميول . إلا ان السيدالكاتب استند باستدلاته على انطباق تلك الدعوة على شخصية السيد المالكي بالرغم تحفظه على الحاشية المحيطة بالرجل مستندا على فرضية ان ايران وامريكا وسوريا لم تقف موقفا داعما للسيد المالكي مما يقتضي الاعتقاد بان المالكي هو الاصلح وتلك المعاداة تجعله اكثر اهلية لينتخب باعتباره مستوفيا لمعايير المرجعية.

لااريد الاسهاب بالتعليق على هذه الفرضية ، فالمعروف ان الدول المشار اليها اعلاه ليست معنية كثيرا بالمالكي كفرد او بالدعوة ككيان قدر اهتمام هذه الدول بالشأن العراقي كحالة حيث إن لكل دولة من هذه الدول اجندات معلنه واخرى غير معلنه تسعى لتحقيقها وفق الياتها التي قد تقتضي بعض التحوير التكتيكي وفقا لما تقتضيه المستجدات على الساحة العراقية واحداثها المتسارعة . فلا يخفى على الجميع ان سياسات هذه الدول وعلى الاقل المعلنة منها لم تتبدل كثيرا منذ سقوط النظام ولحد الان بغض النظر عن الوجوه والمسميات التي تعاقبت على الولاية لمرحلة ما بعد التغيير ولااظن ان السيد المالكي يعد استثناءا فالسياسة الامريكية والايرانية والسوريه وحتى السعودية وهنا اقصد بنسختها الدبلوماسيه كلها تعلن رغبتها بدعم العملية السياسية في العراق اما الجزء اللامعلن فهو يتعاطى مع الحالة العراقية كرؤية اقليمية طويلة الامد ناهيك عن المسميات وان ما يطبخ في الكواليس لايعنى كثيرا بالمالكي او سواه .

وتظل نظرية الكاتب التي استند اليها بالاستدلال الى ماهية الاصلح نظرية هشة ولاشك هنا ان التاريخ يسعفنا بكثير من الشواهد حيث لا اظن ان جميع المناوئين لمعاوية كانوا بالضرورة اصحاب لعلي والامثال طبعا تضرب ولاتقاس .

من جانبي انا سوف لاانتخب المالكي وحاشيته مرة اخرى للاسباب التالية :

• في الوقت الذي يسبح العراق من شماله الى جنوبه بانهار الدم والفقر والفساد والتشرد ودمار البنى التحتيه والحرمان من ابسط الخدمات انشغل الرجل بحضور مؤتمرات تاسيس عشيرة مضر وتغلب وداحس والغبراء وامارة عبس

• تأسيس مجالس الاسناد ورعايتها وتبنيها ودعمها ماديا ومعنويا واسترضائها بتخصيص حصص من الوظائف المدنية والامنية والكليات العسكرية دونما اية ضرورة ملزمة في مناطق هي بالاساس هادئة ومستتبة كا لديوانية والسماوة والناصرية وكربلاء وهذا يناقض الشعارات المنادية بالتاسيس لدولة القانون.

• اخفاقه وحكومته في التعاطي مع العديد من القضايا التي عصفت بالشارع العراقي خلال فترة حكمه حيث شكل العشرات من اللجان واللجان شكلت لجان فرعية ولم يسمع احد يوما باي من نتائج تلك اللجان . فلجنة للاربعاء الدامي واخرى للثلاثاء الاسود ولجنة لتفجيرات تازة واخرى لتفجيرات تلعفر ولجنة لحادث قرية الدويج في العمارة ولجنة لهروب السوداني ولجنة لهروب الدايني ولجنة اسلحة الكشف عن المتفجرات والتي اكد وعن لسانه من خلال قناة العراقية وجريدةالصباح بانها ستعلن قبل 7 ايام من تاريخ كتابة هذه الحروف ولكن كالعادة لا شفنه ابوعليوي ولابينت مسحاته. وهنا اتذكر ما قاله احد المسؤولين (( إذا اردت ان تسفه امرا قم بتشكيل لجنة )).

• لن انتخب المالكي لأنه وعد سكان البصرة ابان انتخابات المحافظات بانه في نهاية عام 2009 لن يكون هناك عاطل عن العمل ولكن لم يتعين احد من البصرة بل على العكس ازدادت نسبة العاطلين بدرجة كبيرة عما كانت عليه

• لم يتخذ المالكي أي اجراء لمحاسبة أي من وزرائه المفسدين والفاشلين--وقد يحتج البعض بشماعة المحاصصة-- فما العذر والسادة وزراء النفط والتربية والتجارة والكهرباء من قائمته السيد المالكي .والشيء ينسحب على السيد البولاني الذي تمرد عليه للحد الذي لايابه لاوامر المالكي فاذا كان ذلك ضعفا فتلك مصيبة وان كان تسترا فالمصيبة اعظم

• مارس حزبه سياسة الابتزاز والتستر على كثير من الارهابيين والمجرمين والخارجيين على القانون والمتآمرين على الوطن من امثال عبدالناصر الجنابي والذي هدده السيد المالكي من تحت قبة البرلمان بكشف ملفه ولا ادري ما الذي منع السيد المالكي من كشف ملفه الى ان هرب خارج العراق والشيء نفسه مع الدايني الذي اختفى خلال عشرة دقائق قبل رفع الحصانه عنه والى ان وصله هدهد سليمان (ع ) واخاه قبل ان يرتد الى السيد المالكي طرفه وهكذا وبعد ان القي القبض عليه في ماليزيا تكتمت الحكومة على الامر لحاجة في نفس يعقوب الى ان اشاع مثال الالوسي الخبر تشكلت لجنة واخيرا اعلنت الحكومة فشلها في استرداده

• فشل حليفه السيد الشهرستاني في عبور حاجز المليوني برميل رغم كل الامكانات والدعم الدولي في حين تجاوز الانتاج النفطي العراقي هذا الحاجز في زمن النظام السابق وفي سنوات الحصار .

• على مدى السنين الاربع الماضية لم تفلح الحكومة من تاهيل ولو مصنعا واحدا فلا معمل الاسمدة في البصرة ولا معمل البتروكيمياويات ولا معمل الحديد والصلب واخير خرج معمل ورق البصرة خارج الخدمة ومنشاة الصناعات الكهربائية وهلم جرا

• بعد 7 سنين من التغيير عجزت الحكومة من وضع سياسية مرورية متواضعة تقضي بوضع نظام موحد للوحات السيارات ولازالت لوحة خصوصي وواحدة ادخال كمركي وواحدة دبي والاخرى كويت وارقام اوربية ومن كل زيج ركعة .

• فشل سياسة الحكومة الخارجية حيث لم تستطيع الدولة من توظيف عوامل الجذب الاقتصادية العراقية لتحقيق مكتسبات مثل الدعم الأعلامي و الامني واسترجاع المطلوبين والامتناع عن تقديم الدعم اللوجستي لمعارضي العملية السياسية او اطلاق الحصص المائية او على الاقل تغيير السياسة الاعلامية لتلك الدول .

• اعلن السيد المالكي ان عامي 2008 و2009 ستكون حملة القضاء على الفساد لكننا ولله الحمد انتهى بنا المطاف بأن استشرت ظاهرة الفساد للحد الذي اصبحت فيه ممارسة اجتماعية طبيعية للحد ان احد السفراء يوصي اخته ان تراجع الدائرة الفلانية لتدفع 500 دولار بعد تشكيها من تأخر حصولها على جواز وبات للوظائف والمناصب العسكرية والمواقع اسعارا مححدة في بورصة الوظائف

• لازال وصول الحصة التموينية بكل مفرداتها امنية للمواطن العراقي

• اذ بان السقوط كانت البصرة تشتري ماء الشرب لكنها ولله الحمد بفضل بركات الحكومة الحالية صارت تشتري مياه الغسل وصرنا نستورد الماء بالبواخر من ايران وانشاء إذا تحققت نبؤة الكاتب بفترة اخرى لهذه الحكومة فانشاء الله سنستورد اكياس الهواء .

• قائمة الحكومة الحالية حافلة بكل الحاشية القديمة والفريق العتيق المهووس بنظرية المؤامرة واذا عطس احدا بالقطب الشمالي استشاط الفريق المكون من عباس البياتي وسامي العسكري والسنيد وعبدالهادي الحساني وتعالى الزعيق بوجود محاولة لأسقاط الحكومة .

• لازالت الصور الجدارية تغص بها الابنية الحكومية والمخافر الحدودية ومداخل المدن والابنية والساحات ولا ادري مدى مصداقية دعوته الاخيره بسحب صوره التي علقها انصار القائمة كما يقول السادة اعضاء الحزب .

لهذه الاسباب ولأسباب لاتستحضرها ذاكرتي المثقلة بالهموم ، لن انتخب المالكي لأني لا اجد فيه المعايير التي حددتها المرجعية ولم يوفق الكاتب اقناعي بنظرية النملةرغم ان نظرية النملة تظل نافذة المفعول وكل يرى الامور حسب وجهة نظره

هامش : اود التنويه ان اعتراضي على الحزب الحاكم وادارته للامور لايعني بالضرورة انتمائي الى حزب آخر وليس بالضرورة كل من ينتقد ريال مدريد يشجع برشلونه .

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
التعليقات
ابونوفل
2010-02-21
حياك الله اخي احمد واضيف لك فضيحة المسدسات التي اضيفت عشي الانتخابات التي وزعها على الشيوخ سعر الاحد ثلاثين الف دولار وهذا قد بثته الفضائيات
الاستاذ الدكتور وليد سعيد البياتي
2010-02-20
اخي الاستاذ احمد الديراوي المحترم اضافة لما ذكرتم فحكومة المالكي لم تعوض المعتقلين السياسيين السابقين في عهد صدام وانا واحد منهم والكثير من الاخوة المجاهدين فاضطررنا للبقاء في الخارج والكثير منا يحمل درجات اكاديمية عليا هذا اضافة لرفض وزاراتهم تعييننا خوفا من المنافسة العلمية والاكاديمية ومن اجل ذلك تركت حزب الدعوة بعد سقوط الصنم وتكشف لي علاقة الدعوة الحالي بامريكا، اما السلبيات واخفاقات الحكومة فلا تعد والفساد استشرى حتى صار سمة العصر، بالتأكيد لن اصوت للمالكي وبطانته فقد ان اوان التغيير.
الكافي
2010-02-20
ولهذا لن ننتخب المالكي وحزبه فقد استفردوا بالسلطه وهم غير عابئين بهذا الشعب المسكين الذي عانى الامرين ونقول للمالكي ان صدام اللعين ايظا وزع مسدسات وماذا جنى؟صدام ايظا حارب الشعائر الحسينيه واين مصيره؟صدام ايظا وقف بوجه الفقير فاين مصيره؟كفى ضحكا على الذقون وتنحى عن السلطه يكفيك مزايدات
احمد البصراوي
2010-02-20
هنياا لك اخ احمد هذه النضره السديده والله يجب ان يكون مقالك هذا عباره عن كراس يوزع على جميع العراقيين لكي تتفتح عيونهم على الحقيقه وينزاح هذا الوهم الذي يطلق عليه (دولة الغانون) لكي ينزاح ايضا هذا المهووس بالسلطه هذا المدعو سامي العسكري علما اني ومن خلال منبر براثا الشريف ادعو سامي العسكري ان يزور طبيب نفسي ويستشاره بجنون السلطه الذي حل به !!!!!!!!
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
مهدي اليستري : السلام عليك ايها السيد الزكي الطاهر الوالي الداعي الحفي اشهد انك قلت حقا ونطقت صدقا ودعوة إلى ...
الموضوع :
قصة السيد ابراهيم المجاب … ” إقرأوها “
ابو محمد : كلنا مع حرق سفارة امريكا الارهابية المجرمة قاتلة اطفال غزة والعراق وسوريا واليمن وليس فقط حرق مطاعم ...
الموضوع :
الخارجية العراقية ترد على واشنطن وتبرأ الحشد الشعبي من هجمات المطاعم
جبارعبدالزهرة العبودي : هذا التمثال يدل على خباثة النحات الذي قام بنحته ويدل ايضا على انه فاقد للحياء ومكارم الأخلاق ...
الموضوع :
استغراب نيابي وشعبي من تمثال الإصبع في بغداد: يعطي ايحاءات وليس فيه ذوق
سميرة مراد : بوركت الانامل التي سطرت هذه الكلمات ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
محمد السعداوي الأسدي ديالى السعدية : الف الف مبروك للمنتخب العراقي ...
الموضوع :
المندلاوي يبارك فوز منتخب العراق على نظيره الفيتنامي ضمن منافسات بطولة كأس اسيا تحت ٢٣ سنة
محمود الراشدي : نبارك لكم هذا العمل الجبار اللذي طال إنتظاره بتنظيف قلب بغداد منطقة البتاويين وشارع السعدون من عصابات ...
الموضوع :
باشراف الوزير ولأول مرة منذ 2003.. اعلان النتائج الاولية لـ"صولة البتاوين" بعد انطلاقها فجرًا
الانسان : لانه الوزارة ملك ابوه، لو حكومة بيها خير كان طردوه ، لكن الحكومة ما تحب تزعل الاكراد ...
الموضوع :
رغم الأحداث الدبلوماسية الكبيرة في العراق.. وزير الخارجية متخلف عن أداء مهامه منذ وفاة زوجته
غريب : والله انها البكاء والعجز امام روح الكلمات يا ابا عبد الله 💔 ...
الموضوع :
قصيدة الشيخ صالح ابن العرندس في الحسين ع
أبو رغيف : بارك الله فيكم أولاد سلمان ألمحمدي وبارك بفقيه خراسان ألسيد علي ألسيستاني دام ظله وأطال الله عزوجل ...
الموضوع :
الحرس الثوري الإيراني: جميع أهداف هجومنا على إسرائيل كانت عسكرية وتم ضربها بنجاح
احمد إبراهيم : خلع الشيخ خليفة بن حمد آل ثاني لم يكن الاول من نوعه في الخليج العربي فقد تم ...
الموضوع :
كيف قبلت الشيخة موزة الزواج من امير قطر حمد ال ثاني؟
فيسبوك