( بقلم : سعد البغدادي )
بعد محاولة الانقلاب الفاشلة التي اشرف عليها البعثيون بالاشتراك مع جبهة التوافق برئاسة عدنان الدليمي وطارق الهاشمي وسلام الزوبعي كان لابد لنا ان نتحدث بصراحة حول ما يدور في الاقبية العراقيةالانقلاب الدموي وتجربة 1963
كلنا يعرف ان البعثيين هم دهاة الانقلابات وهم الفئة الضالعة في تدبير الانقلابات فقد تحالفوا مع عبد السلام عارف لاسقاط الزعيم عبد الكريم قاسو واجهاض ثورة تموز ونجحوا في ذلك وعملوا الابادة في صفوف الشعب العراقي اذاعلن الحاكم العسكري لبغداد انذاك رشيد مصلح التكريتي ومن على شاشة تلفزيون العراق مصطلح ابادة الشيوعيين العراقيين
وقتلهم وفي غضون ستة اشهر من حكم الحرس القومي تم ابادة اكثر من خمسمئة الف مواطن بتهمة المعارضة للنظام البعثي فيما تم زج مئات الالاف في نقرة سليمان سيئة الصيت. وفي عام 1968 دبر البعثيون انقلابهم على عبد الرحمن عارف بعد خداع عبد الرز اق النايف وابراهيم الداود وحكموا العراق حتى سقوطهم المريع عام 2003 وكلنا يعرف ماذا ترك البعثيون من مجازر ومقابر وسجون وحروب خارجية وداخلية وتبديد للثروة الوطنية الى غيرها من الجرائم الكبيرة
بعد سقوطهم في نيسان يحاول البعثيون استعادة تاريخهم في التحالفات الشيطانية مع تنظيم القاعدة مع الحزب الاسلامي مع عدنان الدليمي مع حارث الضاري مع الشيطان لو كانت له القدرة على ايصالهم الى دفة الحكم
ومن خلال تواجد اغلب القيادات البعثية في سوريا والاردن والسعودية وقطر والامارات وليبيا تم الاتفاق على القيام بالانقلاب العسكري على حكومة الائتلاف بعد ان تلقوا التطمينات بموافقة امريكا على هذا الانقلاب
وبالطبع كان لابد للبعثيين من ان يتحالفوا مع جماعات من داخل العراق وليس هناك افضل من جبهة التوافق بكل تجلياتها وبكامل قادتها
والخطة تبدء بشكلها المريع كما نشرته صحيفة الدستور العراقية في افتتاحيتها ليوم الاثنين 2/10 والتي تقضي بتفجير عشرات السيارات في المناطق الشيعية ودخول الاشخاص المفخخين الى مراكز الشرطة العراقية وبالتزامن مع تفجيرات في المنطقة الخضراء تستهدف اولا قتل السيد دولة رئيس الوزراء نوري المالكي وتفجير مبنى البرلمان
من جهة اخرى تتحرك قوات من الجيش العراقي (المخترق) من قبل البعثيين لحصار منطقة الكرادة وقتل السيد عبد العزيز الحكيم وفي نفس الوقت يتم قتل السيد مقتدى الصدر في النجف في عملية انتحارية كان البعثيون قد خططوا له يتزامن كل هذا مع مسيرات بعثية تنطلق في منطقة الفضل والعامرية والدورة والاعظمية وفي تكريت وديالى والرمادي كلها تهتف بحياة البعث.
لنتصور ماهو مشهد بغداد في ذلك اليوم ساترك للقارئ اللبيب ان يتصور مدى القتل والمجازر التي تحدث في صفوف العراقيين خاصة وان السلاح منتشر بيد الجميع
تفاصيل هذا الانقلاب كشفها الجانب الامريكي من خلال الاتصال الهاتفي الذي اجراه الرئيس الامريكي جورج بوش مع دولة رئيس الوزراء نوري المالكي ثم تصريح جورج كيسي بانه يدعم حكومة المالكي وقبل هذا الحضر الذي فرضته القوات الامريكية واغلاق الحدود البرية والجوية
كل هذه التفاصيل كشف عنها نجل عدنان الدليمي عندما القت القوات الامنية القبض عليه ومعه ثمان سيارات مفخخة كما تم اعتقال مجموعة من تنظيم القاعدة تختبئ في منزل عدنان الدليمي مستغلة الحصانة الدبلوماسية التي يتمتع بها الدليمي هذه الاعترافات اصابت الشارع العراقي بالاحباط والحيرة
ترى الى اين يسير بنا هذا الدليمي والى اين يتجه الهاشمي هل حقا ما تم انجازه من فعل سياسي كان مجرد اوهام سيتم القضاء عليها في اي لحظة وهل الانقلابات لغة ستعود الى الشارع العراقي من جديد
السبب في كل الذي يحدث للعراق ان بعض سياسيه ليسوا سوى طبالين وزمارين في مواخير الميدان ثم جاء الاحتلال ليمنحهم فرصة الارتقاء الى قبة البرلمان وكعادتهم في صياغة المؤامرات تحول البرلمان الى منتجع يضم الفاسدين والانقلابيين ومجاميع من الاسرى الصامتين وبعض المهرجين كل هذا يحدث وجميع قادتنا نائمون من تعب الصيام
https://telegram.me/buratha