المقالات

طعن بالدستور ودعوة للعنف /

717 11:18:00 2010-02-16

حافظ آل بشارة

مازلنا مخطوفين في قبضة الاعلام الدعائي ، نراقبه رغم انوفنا فيجلدنا على مدار الساعة بسيل من الكلام الملون لتزدهر اسواق الكلام من كل نوع ، نحن مرتاحون لمهزلة الدعاية الانتخابية لانها من افعال الدول المتطورة وهي دليل على اننا بدأنا نصير مثل تلك الدول ، هذه المهزلة الجميلة تبشر بخير ، لكن بعض الناس عندهم ملاحظات مهمة ويسألون هل من حقنا ان نقاضي بعض المرشحين والسياسيين ردا على تصريحاتهم الدعائية الخطيرة التي نخاف ان ندفع ثمنها ؟ ثم يضيف السائلون : اذا نشتكي عليهم هل سيعتقلونهم ويمنعونهم من الحضور عند طاولات الحوار الانتخابي في الصحافة والفضائيات ؟ اصواتهم تلوث البيئة الديمقراطية ، هناك قواعد اخلاقية وقانونية للدعاية الانتخابية وقد شاهد الجمهور سياسيين احمرت وجوههم غضبا وهم يلقون خطابات تحريضية لها تبعات قانونية ، بعضهم تحول الى بوق تحريضي يهدد الامن ويوجه الاهانات الى المشاهدين الكرام والقوى الوطنية مجتازا جميع الخطوط الحمراء ، يترتب على هؤلاء المتوترين ان يرحموا انفسهم فأن الدنيا لاتساوي شيئا ، عليهم الانتباه الى مايقولون واذا مكثوا على هذا الحال فأن حصائد السنتهم قد تنتهي بهم الى المحاكم وليس الى مقاعد السلطة والثروة ، بعض الاصوات المنكرة يطلقها اشخاص مشتركون في العملية السياسية يهاجمون الدستور والعملية السياسية بلغة تشبه لغة الارهابيين والتكفيريين المطلوبين للقانون عندما كانوا يخطبون وهم ملثمون سنة 2006 . الخطباء الجدد يقولون انهم وطنيون ولم يقبضوا دولارا واحدا من الاموال الخليجية لكنهم يوجهون الطعن الى العملية السياسية رغم انهم مشاركون فيها ، ليس من المعقول ان يفعلوا ذلك وكأنهم نادمون على مافعلوا ، الا يعلمون انهم بذلك ينسفون الارض التي يقفون عليها ؟ لا يمكن لاي انسان عاقل ومحترم ان يتهجم على الدستور العراقي متجاهلا قدسيته وكونه يعطي الشرعية لغيره ، فاللجنة التي دونته منتخبة وقد صوت عليه الشعب العراقي واي تعديل فيه يخضع لقواعد خاصة ولا يكتسب التعديل شرعية الا بموافقة الشعب فالعراق مثل بقية الدول الدستورية ، اذا لمصلحة من يهاجمون الدستور والقانون والعملية السياسية ؟ نحن في زمن تبين فيه الرشد من الغي ولا يشكك بالدستور والمؤسسات الدستورية الا بقايا النظام البائد والمرتزقة العاملون باجور لعواصم الارهاب . مازال بعض الاشخاص يلعبون على الحبال ، يريدون ارضاء طواغيت المنطقة وممولي المفخخات وفي الوقت نفسه ارضاء شركاءهم في العملية السياسية وهو امر غير ممكن بل هو عملية نفاق فاشلة وغير حرفية ، هذا الاسلوب البدائي يكشف نوعا من الانتهازيين لا لون لهم ولا طعم يريدون اعادة العراق الى زمن عبادة الشخصية والردح والمدح ومباركة افعال المجرمين ، الشعب العراقي هو مصدر الشرعية ولا يبحث عن رموز يصفق لهم بل يبحث عن رجال مخلصين يخدمونه ويحققون اهدافه المشروعة . اصحاب الخطاب العدواني جاهلون بأصول الدعاية لان خطابهم يثير مخاوف العراقيين ويجعلهم اكثر تمسكا بالعملية السياسية واكثر اعتزازا بدستورهم ، كما ان دعاة الفتنة يستغلون ايثار الكتلة الكبيرة التي شكلت مؤسسات الدولة بعد سقوط النظام البائد فرجحت التفاهم وتخلت عن استحقاقها الانتخابي متطلعة الى برنامج وطني موحد ، واذا كانت تلك المبادرة تعطي نتائج معكوسة و تشجع الآخرين على التمادي في الغرور سيكون واجبا ترك الاسلوب الاسترضائي في المستقبل واستخدام الاستحقاق الانتخابي والاغلبية السياسية في ادارة البلاد ، ستكون الضربة الدستورية عادلة وقاسية وتعيد كل مغرور الى عقله وحجمه الطبيعي في الخارطة السياسية ، ذلك الحجم الهزيل الذي لايؤهل اصحابه لاستخدام مثل هذه الكلمات الكبيرة والتصريحات الخطيرة والتهديدات الغبية التي لا تجلب لاصحابها الا المحاكم والسجون ، عدالة الدستور وحدها ستعلم المغرورين كيف يكون لاحدهم عنق كعنق البعير قبل ان يقول كلمته الحافلة بالجهل والسذاجة .

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
مهدي اليستري : السلام عليك ايها السيد الزكي الطاهر الوالي الداعي الحفي اشهد انك قلت حقا ونطقت صدقا ودعوة إلى ...
الموضوع :
قصة السيد ابراهيم المجاب … ” إقرأوها “
ابو محمد : كلنا مع حرق سفارة امريكا الارهابية المجرمة قاتلة اطفال غزة والعراق وسوريا واليمن وليس فقط حرق مطاعم ...
الموضوع :
الخارجية العراقية ترد على واشنطن وتبرأ الحشد الشعبي من هجمات المطاعم
جبارعبدالزهرة العبودي : هذا التمثال يدل على خباثة النحات الذي قام بنحته ويدل ايضا على انه فاقد للحياء ومكارم الأخلاق ...
الموضوع :
استغراب نيابي وشعبي من تمثال الإصبع في بغداد: يعطي ايحاءات وليس فيه ذوق
سميرة مراد : بوركت الانامل التي سطرت هذه الكلمات ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
محمد السعداوي الأسدي ديالى السعدية : الف الف مبروك للمنتخب العراقي ...
الموضوع :
المندلاوي يبارك فوز منتخب العراق على نظيره الفيتنامي ضمن منافسات بطولة كأس اسيا تحت ٢٣ سنة
محمود الراشدي : نبارك لكم هذا العمل الجبار اللذي طال إنتظاره بتنظيف قلب بغداد منطقة البتاويين وشارع السعدون من عصابات ...
الموضوع :
باشراف الوزير ولأول مرة منذ 2003.. اعلان النتائج الاولية لـ"صولة البتاوين" بعد انطلاقها فجرًا
الانسان : لانه الوزارة ملك ابوه، لو حكومة بيها خير كان طردوه ، لكن الحكومة ما تحب تزعل الاكراد ...
الموضوع :
رغم الأحداث الدبلوماسية الكبيرة في العراق.. وزير الخارجية متخلف عن أداء مهامه منذ وفاة زوجته
غريب : والله انها البكاء والعجز امام روح الكلمات يا ابا عبد الله 💔 ...
الموضوع :
قصيدة الشيخ صالح ابن العرندس في الحسين ع
أبو رغيف : بارك الله فيكم أولاد سلمان ألمحمدي وبارك بفقيه خراسان ألسيد علي ألسيستاني دام ظله وأطال الله عزوجل ...
الموضوع :
الحرس الثوري الإيراني: جميع أهداف هجومنا على إسرائيل كانت عسكرية وتم ضربها بنجاح
احمد إبراهيم : خلع الشيخ خليفة بن حمد آل ثاني لم يكن الاول من نوعه في الخليج العربي فقد تم ...
الموضوع :
كيف قبلت الشيخة موزة الزواج من امير قطر حمد ال ثاني؟
فيسبوك