المقالات

مديات التناغم بين طرح المرشحين وطموح الناخبين

968 11:50:00 2010-02-15

حسن الطائي

لايُمكن تقديم دراسة وافية للحالة العراقية وفق كم هائل من التفاوت بين درجات الوعي السياسي، والفهم الذي يستوعب حساسية المرحلة بشكلها الراهن كي يُساهم في تقديم طروحات تمتص التوتر الناشئ بين الكتل والمكونات السياسية والاثنية ، و خلق مناخات وقواعد مهنيّة تلتزم بترسيخ وعي عام يتقبل التنافس النزيه ويطرح مشاريع تتقاطع مع الصالح العام، وتعالج الخلل الناتج عن الضعف في آداء الهياكل والمؤسسات والوزارات التي تعاني من شيوع ظواهر تعتبر دخيلة علي آليات عمل الدولة مع انتشارافات الفساد الاداري والمحسوبية والتحزب في تجيير مؤسسات خدمية وعلمية لصالح الاحزاب المؤتلفة او المتحالفة في تشكيلات آو كتل برلمانية تتحرك وفق قواعد اللعبة المرسومة بين الاطراف الرئيسية المكونة لمفاصل الدولة بآركانها الثلاث التشريعية، والتنفيذية، والقضائية، بحيث يكون هناك تجانس يشكل حجر الزاوية في خلق موقف موحد إتجاه اي قضية من القضايا الحساسة التي تهم آركان العملية السياسية ، ومن هنا يتم تشكيل نسق معين يكون بمقتضاه خلق المشروعية الدستورية لاي طرح يتم بين الكتل والاحزاب الرئيسية وعلي اساس ذلك يتم خلق ديناميكية تتحرك علي اساس التوافق الكامن بين الاطراف الفاعلة في العملية السياسية مما يخلق حالة مد وجزر تتمحور حولها المصالح الانية للاطراف المتنافسة علي البقاء في هرم السلطة ، بغض النظر عن التداعيات التي تنتج عنها تلك الاؤالية في عملية التداول بين المتنافسين بحيث يكون التحرك علي اساس البقاء وليس علي اساس تقديم الاداء الافضل في كل المستويات التي يطمح لها المواطن ، ماينعكس سلبا علي جوهر العملية الديمقراطية وقد تمثل ذلك في السجال الطويل حول قبول القائمة المغلقة او رفضها وقد لاحضنا كم استهلك البرلمانيون وقادة الكتل والاحزاب علي التشبث بالقائمة المغلقة كونها تصب في صالحهم ولاتخدم الناخب العراقي بآي شكل من الاشكال، ولم تحل الازمة إلا بعد تدخل امريكي مباشر إستدعي حضور السيد بايدن نائب الرئيس الامريكي بعد ان حرض علي قبول القائمة المفتوحة وبعد التي والتيا تم قبول القائمة المفتوحة ، من هنا يمكن دراسة التناسب بين طرح المرشحين وطموح الناخبين وعلي اساس قياس المفاضلة في الاداء برغم صوعبة ذلك علي المواطن العادي لانهُ بطبيعة الحال تحول الي متلقي يستقي معلوماته من وسائل اعلام تشرف عليها مؤسسات رقابية قد لاتتسم بالشفافية، ناهيك عن الكم الهائل من الفضائيات والصحف والادوات الدعائية الاخري التي تظهر بكثافة بحيث تتمظهر علي شكل صور وبوسترات تركز علي محاور خاصة بعيدة عن حاجة المواطن وطموحة في تغيير افضل ، وقد لوحظ بعض المراقبين للحالة العراقية تدني مستوي الخطاب للمرشحين عن مستوي المرحلة، بحيث يتم الاستغراق في البديهات او الهامش الذي ليس لهُ وجود في الحياة الطبيعية، كالضهور بمظهر الراعي والحاني علي الارامل والايتام وهي في الاسلام سجايا مستحبة تدخل في الوجوب احيانا ولاتصلح ميزة للمرشح كي يكسب بها صوت الناخب، إنما الميزة الحقيقية هو الاخلاص والتفاني في العمل والشعور بالصالح العام وتكريس القيم الانسانية، وردم كل تبعات الاحتقان الطائفي، ونشر ثقافة التسامح والوئام ، إضافة الي تكريس الشفافية واحترام الدستور وتطبيق قواعد التوظيف حسب المعايير العلمية علي قاعدة العضوا المناسب في المكان المناسب بحث تكون الاؤلوية للاهلية العلمية والمهنية في تعيين الكفاآت ، كما لايفوتنا التاكيد علي الفصل بين العمل الوظفي في الدولة والعمل الحزبي لان التداخل في ذلك يخلق إرباك يعرقل مسيرة البناء ونتمني ان تكون الدورة القادمة احسن من سابقتها حسن الطائيصحافي عراقي

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
مهدي اليستري : السلام عليك ايها السيد الزكي الطاهر الوالي الداعي الحفي اشهد انك قلت حقا ونطقت صدقا ودعوة إلى ...
الموضوع :
قصة السيد ابراهيم المجاب … ” إقرأوها “
ابو محمد : كلنا مع حرق سفارة امريكا الارهابية المجرمة قاتلة اطفال غزة والعراق وسوريا واليمن وليس فقط حرق مطاعم ...
الموضوع :
الخارجية العراقية ترد على واشنطن وتبرأ الحشد الشعبي من هجمات المطاعم
جبارعبدالزهرة العبودي : هذا التمثال يدل على خباثة النحات الذي قام بنحته ويدل ايضا على انه فاقد للحياء ومكارم الأخلاق ...
الموضوع :
استغراب نيابي وشعبي من تمثال الإصبع في بغداد: يعطي ايحاءات وليس فيه ذوق
سميرة مراد : بوركت الانامل التي سطرت هذه الكلمات ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
محمد السعداوي الأسدي ديالى السعدية : الف الف مبروك للمنتخب العراقي ...
الموضوع :
المندلاوي يبارك فوز منتخب العراق على نظيره الفيتنامي ضمن منافسات بطولة كأس اسيا تحت ٢٣ سنة
محمود الراشدي : نبارك لكم هذا العمل الجبار اللذي طال إنتظاره بتنظيف قلب بغداد منطقة البتاويين وشارع السعدون من عصابات ...
الموضوع :
باشراف الوزير ولأول مرة منذ 2003.. اعلان النتائج الاولية لـ"صولة البتاوين" بعد انطلاقها فجرًا
الانسان : لانه الوزارة ملك ابوه، لو حكومة بيها خير كان طردوه ، لكن الحكومة ما تحب تزعل الاكراد ...
الموضوع :
رغم الأحداث الدبلوماسية الكبيرة في العراق.. وزير الخارجية متخلف عن أداء مهامه منذ وفاة زوجته
غريب : والله انها البكاء والعجز امام روح الكلمات يا ابا عبد الله 💔 ...
الموضوع :
قصيدة الشيخ صالح ابن العرندس في الحسين ع
أبو رغيف : بارك الله فيكم أولاد سلمان ألمحمدي وبارك بفقيه خراسان ألسيد علي ألسيستاني دام ظله وأطال الله عزوجل ...
الموضوع :
الحرس الثوري الإيراني: جميع أهداف هجومنا على إسرائيل كانت عسكرية وتم ضربها بنجاح
احمد إبراهيم : خلع الشيخ خليفة بن حمد آل ثاني لم يكن الاول من نوعه في الخليج العربي فقد تم ...
الموضوع :
كيف قبلت الشيخة موزة الزواج من امير قطر حمد ال ثاني؟
فيسبوك