المقالات

خطوة على الطريق الصحيح


حافظ آل بشارة

قرار الهيئة التمييزية باستبعاد المشمولين بالمسائلة والعدالة موقف تصحيحي جيد يعيد الهيئة الى وضعها الطبيعي بعد تحريرها من الضغوط الداخلية والخارجية ، سبب الاعاقة التي حدثت في عمل الهيئة هو محاولة بعض السياسيين ان يقنعوا واشنطن بتشغيلهم حراسا جددا لمصالحها بسعر السوق تحت ابط الديمقراطية في وقت لملمت امريكا مسطرها العراقي مرهقة لتتجه الى المسطر الافغاني لذا رفضت تشغيل عمال جدد ورضخ الجميع لمنطق الديمقراطية الذي اخترعته لنا لتعلم القبائل الحداثة ، جاء قرار الهيئة التمييزية بعد تراشق استمر اياما ، انتصرت ارادة المؤسسات وهزمت ارادة العصابات انها خطوة صحيحة على طريق شطب البعث الصدامي من حياة العراق فكرا وسلوكا وشخوصا ، بقي على القضاء ان يجرجر آذان من يتهمون مؤسسات العراق الدستورية بانها عميلة لايران ! انه قذف للمؤسسات الشرعية ، وتهمة خيانة عظمى ، وتهمة تجسس لصالح الاجانب ، فما مصير كرامة المتهمين ؟ يجب اعتقال القاذفين ومطالبتهم بتقديم ادلة ومحاسبتهم على السكوت والتستر عن هذه الخيانة العظمى فلم يفضحوها الا بعد ان تضررت مصالحهم . يقول الامريكيون ان الذين يتهمون ايران بالتدخل يتملقون لنا ويعرضون خدماتهم بطريقة غير مباشرة ، ويعتقدون ان الناس لايفهمون (علينه ؟ )، المشكلة ان امريكا تدعي الريادة في الديمقراطية والسيادة واحترام الانسان لكن سوء حظنا يجعلها حين تدخل الى اجوائنا تقع فورا في عشق حملة الفؤوس وقطاع الرؤوس ورموز الابادة وتعتبرهم انجح من يحمي مصالحها ويزعج ايران والعراق ، نتمنى لواشنطن الشفاء العاجل الذي يلزمه حكماء غير كيسنجر الذي ينتمي فكره الى ما قبل العولمة وما قبل الخروج من فيتنام وما قبل انهيار توأمي مانهاتن بالطيور الفولاذية ، اما السياسيون عندنا فهم احوج للدعاء انهم بحاجة الى صبر حديدي لتحمل مفاجئات عهد ما بعد صدام ، جهادهم الاكبر الحالي هو ان يقبل المشمولون بالمسائلة والعدالة قرار تقليم الاظافر بهذا المستوى من النظافة والوضوح ، لان هؤلاء الاخوة كانوا يقلمون الرؤوس بالسواطير والايدي والارجل ويقطعون الالسنة بالامواس الحادة ، ويفجرون الالغام في صدور مخالفيهم بالرأي ، لكن العهد الجديد قلم اظافرهم فقط لكي لا يخرمشوا الناس مجددا ، حفظوا لهم حياتهم لكنهم يريدون بلا مزاح ان يعودوا الى السلطة ، حلم مضحك ، والاسلاميون ومرجعياتهم هم السبب في تنمية احلامهم ، لانهم منعوا اصحاب الثارات من تقليم رؤوس الجلادين القدامى بفتاوى دفاعية ملحة بعد السقوط ، ليكون قول القائل منطبقا عليهم (ملكنا فكان العفو منا سجية ... ) لكنهم تصوروا ان الرحمة ضعف وان السمو خوف وان الضوابط الشرعية تراجع ، يعشقون منطق الابادة والتدمير ويرفضون الرحمة حتى لو كانت لاجلهم ! المطلوب اجتثاث البعث الدموي ومحاكمة من اجرم . لكن الذين فشلوا في غسل مضمونهم الدموي وتوترهم الموروث يهزأون بكل القوانين ويضحكون سرا وعلنا من هذه التجربة السياسية الخالية من العنف ، بعضهم يتحدث الى اصدقاءه قائلا : ( طاح حض هيج شغل اشلون ضوجه لا تعذيب لا ذبح لا قلع اظافر لا تعليق بالبنكات لاصراخ مسجونين لا دفن بمقابر جماعية بعد ماتسوه لو نموت هواي احسن ) يستطيع العراق التخلص من جيل المجرمين الذهانيين بالاليات الدستورية ، الاجتثاث رحمة للمشمولين به لانه ينقذهم من الثارات المحققة ، فعندما يصيب اليأس ضحايا البعث ويرون ان الحكومة لا تعاقب جلادا ولا تعيد كرامة ولا تزيل ظلما فسوف يعتمدون على بنادقهم واذا تكلمت البنادق سكتت الديمقراطية واصبح رموز العراق الجديد و رموز الجريمة السابقين مسجلين في قائمة واحدة ومطلوبين للانتقام معا لتصبح العملية السياسية كلها في خبر كان . فليشكر الجميع ربهم فقد دفع الله بالمسائلة والعدالة بلاء عظيما يهدد الفريقين.

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
التعليقات
طاهر باقر : انا استغرب لماذا لابد ان يقدم شاب عراقي على الانتحار من اجل مسألة تافهة مثل هذه القضية ...
الموضوع :
انتحار طالب بعد عودته من الامتحان في واسط
باقر : والنعم من النواصب الدواعش والجولاني ..... والنعم من اتباع الصحابة ...
الموضوع :
الاردن يطرد عدد من اطفال غزة المصابين وعوائلهم بحجة ان الاردن مفلس
علي : السلام عليكم ورحمة الله وبركاته نتمنى من أدارة المطار أن تسمح بدخول السيارات لأستقبال المسافر لأن نحن ...
الموضوع :
وزارة النقل تعلن قرب افتتاح ساحة النقل الخاص بمطار بغداد الدولي
الحسين بن علي : الحفيد للجد السعيد ياجد عُد فكلنا اشتقنا لرؤياك وضحكة محياك ياعذب الماء ...
الموضوع :
صورة لاسد المقاومة الاسلامية سماحة السيد حسن نصر الله مع حفيده الرضيع تثير مواقع التواصل
باقر : انت غلطان وتسوق الاوهام.... حثالات الأرض هم أهالي تكريت والانبار وديالى والموصل.... ...
الموضوع :
حماقة البعث والوجه الآخر لتكريت.
ضياء عبد الرضا طاهر : حبيبي ھذا الارھابي محمد الجولاني ھو مثل جورج دبليوا بوش الصغير وترامب صعد وصار رئيس واستقبال حافل ...
الموضوع :
صورة للارهابي ابو محمد الجولاني عندما كان معتقلا في سجن بوكا عام 2005
----خلف ناصر عبد الله : اتمنى لكم التوفيق والسداد بحوث روعه غيتها اعلاء اعلام دين الله سبحانه:؟ ...
الموضوع :
تفسير "هذا صراطُ عليٍّ مستقيم" (الحجر: 41)
منير حجازي : العلاقات التي تربط البرزانيين بالكيان الصهيونية علاقات قديمة يطمح الاكراد من خلالها أن يساعدهم اليهود على إنشاء ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يُحرك شكوى ضد ممثل حكومة كردستان في المانيا دلشاد بارزاني بعد مشاركته احتفال في سفارة الكيان الصهيوني
منير حجازي : الاخت الفاضلة حياكم الله نقلتي قول (أنطوان بارا) في كتابه الحسين في الفكر المسيحي وهو يعقد مقارنة ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
ولي : بعد سنوات اليوم يقبل ابناء عنيفص منفذ المقابر الجماعية بحق الانتفاضة الشعبانية ١٩٩١ في الكلية العسكرية بينما ...
الموضوع :
محكمة جنايات بابل تحكم باعدام الارهابي رائد عنيفص العلواني قاتل 26 مواطنا ودفنهم في حديقة داره ببابل
فيسبوك