المقالات

وطنية الاقلية


عبد الله الحسني

الوطنية عبارة عن مجموعة من الافعال والمواقف التي يعبر من خلالها الانسان عن ارتباطه وحبه لوطنه و بذلك يميز الانسان الوطني عن غيره،اما ان يصرح انسان ما بوطنيته دون ان يدلل على هذه الوطنية بالافعال او يستخدمها شعار لغرض الحصول على مكاسب واستحقاقات غير شرعية هذا الامر يستدعي وقفه من ابناء الوطن لانه هذا يسبب تشويه لمفهوم الوطنية ويجعلها شعار خالي من المضمون يستخدم لاستغفال الناس وقد نكون في العراق اكثر من عانى من ذلك ودفع اثمان باهضة بسبب الاستخدام السيء لمفهوم الوطنية ويكفي ما عمله البعث طيلة فترة حكمه وكيف دمر البلد وتحت شعار الوطنية حتى اصبح سماع هذه المفرده يقزز اسماع الشعب الذي كان لايملك وطن لكون وطنه صودر من قبل الاقلية وبأسم البعث وبعد سقوط النظام تبنى بعض السنة العرب البعث الذي لم نسمع من اغلبهم نقد لمرحلته وجرائمه بحق الشعب والوطن واندسوا وسط العملية السياسية كتكتيك لاعادة الحقبة المظلمة وبمباركة المحتل ولذا كان هؤلاء اكثر من استخدم مصطلح الوطنية كشعار في خطابه السياسي لاهداف ظاهرها جميل ومحتواها تأمري قد تكون مخفية عن الكثير من ابناء الشعب العراقي الذي يشكل السنة العرب نسبة لاتتجاوز 15% منه وبما انهم حكموا العراق وفق معادلة ظالمة في الحقب الماضية لذا فان هذه النسبة سوف لن تحقق لهم اي وجود مؤثر في مستقبل الحكم في العراق الااذا اختاروا الوطنية كشعار لاستغفال الشعب وجمع العلمانيين من جميع الطوائف تحت هذا الشعار وخاصة البعثيين لرخصهم والحصول على مكتسبات تفوق وجودهم الحقيقي كما كانوا بالامس ومن بعد ذلك الانقضاض على شركائهم من علماني الطوائف الاخرى كما حصل مع البعث الذي كان معظم كوادره القيادية من طوائف الشعب العراقي الاخرى ومن ثم سيطر عليه شرار السنة وانفردوا بحكم العراق واصبح الانتماء الطائفي هو المقياس في تقييم البعثيين انفسهم وبالنتيجة اصبح العراق ملك عضوض لشرار ال15% من الشعب وحسب قربهم وولائهم لرأس النظام وتم تقسيم الشعب العراقي الى فئات تبدأ بالعائلة الحاكمة وهم سادة البلد ومن ثم عامة سكان العوجه وهم الطبقة الاولى ومن ثم اهل تكريت وهم الطبقة الثانية وبعدهم ابناء السنة المعتدلين وهم الطبقة الثالثة يليهم البعثيين المجرمين من المكونات الاخرى وهم الطبقة الرابعة بعدهم عامة البعثيين وهم الطبقة الخامسة ومن ثم عامة الشعب العراقي في الطبقة السادسة واخر الطبقات وهم الاحرار وممن رفضوا البعث بكل اشكاله وهؤلاء هم اهداف اجهزة النظام القمعية وعليهم جرت بطولات البعث وازلامه المأجورين،ان اسلوب الاستغفال الذي درج عليه بعض السنة على مر تاريخهم يراد له ان يمرر من جديد وبنفس الاسلوب والواسطه حيث كل من لاينتمي لمذهبهم هو عميل وكل يعمل على انصاف ضحايا حقبتهم المظلمه ويعمر مادمرته سياساتهم العبثية هو طائفي وكل كيان او تجمع او قائمه تضم معارضي نظامهم المقبور تعمل باجندة خارجية اما عندما يكونوا هم تحت حماية دبابات وطائرات المحتل،وعندما يتدخل المحتل ودول الجوار لفرض وجودهم في العملية السياسية التي وصفوها بشتى الاوصاف والنعوت هذا لايعد عماله وعندما يستحلوا دماء الابرياء لاجل تحقيق اهدافهم يجب ان يسمي الاخرين عملهم هذا مقاومة،نظن ان الاوان ان لمكونات الشعب العراقي الاخرى ان تفكر بعقلانية وتبحث عن مصالحها بعيدا عن الشعارات الرنانة التي دفعت ثمنها من دماء وخيرات وطنها،مع اعتذارنا من ابناء السنة المخلصين لوطنهم وممن يؤمنوا بالشراكة الحقيقية مع الاخرين وكل حسب استحقاقه ونعتقد ان امثال هؤلاء موجودين وقد دفعوا ثمن مواقفهم المنصفة الكثير..

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
التعليقات
طاهر باقر : انا استغرب لماذا لابد ان يقدم شاب عراقي على الانتحار من اجل مسألة تافهة مثل هذه القضية ...
الموضوع :
انتحار طالب بعد عودته من الامتحان في واسط
باقر : والنعم من النواصب الدواعش والجولاني ..... والنعم من اتباع الصحابة ...
الموضوع :
الاردن يطرد عدد من اطفال غزة المصابين وعوائلهم بحجة ان الاردن مفلس
علي : السلام عليكم ورحمة الله وبركاته نتمنى من أدارة المطار أن تسمح بدخول السيارات لأستقبال المسافر لأن نحن ...
الموضوع :
وزارة النقل تعلن قرب افتتاح ساحة النقل الخاص بمطار بغداد الدولي
الحسين بن علي : الحفيد للجد السعيد ياجد عُد فكلنا اشتقنا لرؤياك وضحكة محياك ياعذب الماء ...
الموضوع :
صورة لاسد المقاومة الاسلامية سماحة السيد حسن نصر الله مع حفيده الرضيع تثير مواقع التواصل
باقر : انت غلطان وتسوق الاوهام.... حثالات الأرض هم أهالي تكريت والانبار وديالى والموصل.... ...
الموضوع :
حماقة البعث والوجه الآخر لتكريت.
ضياء عبد الرضا طاهر : حبيبي ھذا الارھابي محمد الجولاني ھو مثل جورج دبليوا بوش الصغير وترامب صعد وصار رئيس واستقبال حافل ...
الموضوع :
صورة للارهابي ابو محمد الجولاني عندما كان معتقلا في سجن بوكا عام 2005
----خلف ناصر عبد الله : اتمنى لكم التوفيق والسداد بحوث روعه غيتها اعلاء اعلام دين الله سبحانه:؟ ...
الموضوع :
تفسير "هذا صراطُ عليٍّ مستقيم" (الحجر: 41)
منير حجازي : العلاقات التي تربط البرزانيين بالكيان الصهيونية علاقات قديمة يطمح الاكراد من خلالها أن يساعدهم اليهود على إنشاء ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يُحرك شكوى ضد ممثل حكومة كردستان في المانيا دلشاد بارزاني بعد مشاركته احتفال في سفارة الكيان الصهيوني
منير حجازي : الاخت الفاضلة حياكم الله نقلتي قول (أنطوان بارا) في كتابه الحسين في الفكر المسيحي وهو يعقد مقارنة ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
ولي : بعد سنوات اليوم يقبل ابناء عنيفص منفذ المقابر الجماعية بحق الانتفاضة الشعبانية ١٩٩١ في الكلية العسكرية بينما ...
الموضوع :
محكمة جنايات بابل تحكم باعدام الارهابي رائد عنيفص العلواني قاتل 26 مواطنا ودفنهم في حديقة داره ببابل
فيسبوك